نستكمل مشاهداتنا عن زيارة العاشر من محرم والتي تأخرت عنكم بسبب قيامي بزيارة أخرى الى كربلاء التي لايمل أبداً من زياراتها لأنها قطعة من أرض الجنة واخذت فيها عائلتي لأنني لا أحبذ وجود النساء في الزيارات الضخمة نتيجة الأزدحام والتدافع وضرورة وجود موانع تمنع تزاحم النساء مع الرجال وهذا بالطبع رأيي الشخصي ولا اطلب من أي أحد المسير به أو أخذ الرأي منه ولهذا ذهبت وتساءلت في نفسي هل سيكون عدد الزوار قليلين عند كربلاء؟قطعاً كلا فالزيارة كانت ثقيلة ولكن ليس بحجم زيارة العاشر من محرم وبررت هذا التوجه نحو قبلة الأحرار لأنه يشكل عامل جذب روحي وقلبي لزيارة الحسين واخيه العباس روحي لهما الفداء والتي حاول الكثير من طواغيت العصر مقاومة هذا الحب لأبي عبد الله وعلى أمتداد الزمان بل بالعكس كان يزداد حب الناس به ويزدادون يوماً بعد أخر وكما عجل في سقوط كل طاغوت حاول المنع من زيارته أو الترهيب ومقاومة هذه الحشود التي تتجه لزيارة أبي الثوار أبا عبد الله الحسين(ع) وقصرت في عمر جلوسهم على كراسيهم.
وهذا هو السر الآلهي التي كرّم بها الله سبحانه وتعالى في حب الحسين لأنه قدم كل شيء من آل بيته واصحابه وسبي نسائه وحتى نفسه الزكية خالصاً لوجه الله تعالى والذي هو في أخر رمق من الحياة والذي يقول روحي له الفدء ((إن كان هذا يرضيك فخذ لك العتبى حتى ترضى))فهذا هو الرضاء بقضاء الله وقدره وهو الأمام العصوم الذي تربى في حجر الرسالة لجده محمد المصطفى(ص) وابيه علي المرتضى(ع) وامه فاطمة الزهراء(ع) فهو كما يقال في زيارته المعهودة((أشهد أنك كنت نوراً في الصلاب الشامخة لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسك من مدلهمات ثيابه)).
فهو المطهر بن الطاهرين ولهذا تجد هذا الأنشداد لكل مؤمن وإنسان شريف نحو الحسين والأنصهار في حب هذه الشخصية الخالدة وهذا من كرامات الله سبحانه وتعالى للحسين في جعل العقول والأفئدة تهوي اليه ومن مختلف الميول والمذاهب والاتجاهات فهذه هي عظمة الحسين(ع) التي جعلت هذا التوحد في حب الحسين .
ولنعود الى موضوعنا ونستكمل ما طرحناه في النقاط الأيجابية والتي هي :
5 ـ لاحظنا كيف أن السيارات المخصصة لنقل الزائرين التابعة للعتبتين كانت تقوم بنقل الزوار من كربلاء الى مناطق القطع وبعمل دؤوب وبلا أنقطاع وكان جهد مميز لهذه السيارات والسائقين في تسهيل نقل من والى كربلاء وبالعكس فتحية لجهود العتبتين في القيام بهذه الجهود الخيرة في خدمة الزائرين.
6 ـ لا حظنا أن مواكب العزاء كان منظمة بشكل رائع ويتم دخولها وخروجها بشكل منظم ولا يتم تقاطعها مع الزائرين وكانت لهم ردات وهوسات جميلة وحتى قسم منها يمس الواقع الحالي وقد حاولت الحصول على هذه الهوسات وخصوصاً عزاء طرف باب الخان عندما ذهبت بزيارتي وطلبتها من معرض الكفيل في الحضرة العباسية المطهرة ولكن قال المسئول انه عاكفين على طبعه على(DVD) وسوف يصدر خلال أيام قليلة وبالنسبة للأخت الموسوية التي طلبت ذلك فيمكنك الدخول على موقع الحضرة الحسينية الذي رابطها هو: http://www.karbala-tv.net/cat.php?catField=Pathos
وسوف تجدين اللطميات لطرف باب الخان والأخريات والتي تم تنزيلها على نفس هذا الرابط في هذه الفترة والفترة المقبلة.
7 ـ أما الذي كان الخاتمة لزيارة عاشوراء والتي تعتبر ملحمة من ملاحم هذه الزيارة والتي هي أروعها هي ركضة طويريج والتي نظمت بشكل يثير الأعجاب بحيث لم يتم أي تدافع وتزاحم وبشكل دقيق بالرغم أنه قد وصل عدد المشاركين في هذه الركضة مليونان ونصف من رجال ونساء الذين جاءوا بعد الرجال. وكان كل من يشاهدها وبلا شعور تنسكب الدماء لكثرة المشاركة في الركضة وهم ينادون ((ياحسين))او ((هلة ..هلة ..حسين وينة..بالسيوف مكطعينة)) وتتذكر وسط هذا الموقف كيف ترك جسد أبا عبدالله الطاهر روحي له الفداء بلا رأس مسجى على الغبراء وباقي الأجساد الطاهرة وتتذكر كل تلك المواقف ليجد بنو أسد أجساد بلا رؤوس وماتنتابك إلا موجة من البكاء لتذكر تلك التي سطرها سيد الشهداء وتقول ساعد الله قلبك ياسيدتي ومولاتي العقيلة زينب وسيدي ومولاي زين العابدين ومخدرات بيت رسول الله والتي حملنَّ على أقتاب الأبل الهزيلات حاسرات الرأس وبلا وطيء لتنهمر الدموع منك مدراراً على ماجرى لعترة وآل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومهبط الوحي ومختلف الملائكة .
وكانت ركضة طويريج مفخرة لكل موالي لأهل البيت في عدد المشاركين والضخامة التي فيها والتي هي أروع ملحمة تختم بها زيارة عاشوراء والتي تم فيها طرح الكثير من الهوسات الوطنية والتي تدلل على معاناة شعبنا من النخب الحاكمة والتي تدلل على أن ثورة الحسين تبقى الرمز والدلالة التي تؤشر لتغيير الأوضاع في أي وقت وزمان وهذه الهوسات التي قيلت وأرجو أحد لا يقول انها مدسوسة فهي قيلت في مناسبة عظيمة الغاية منها تنبيه المسئولين عن ما يجري في البلد وكانت زيارة عاشوراء هي في كل وقت تستغل فيها مواكب العزاء في طرح كل مايعانية العراق وشعبه من المآسي والمحن ومن هذه الهوسات التي ذكرتها سابقاً في أحد ردودي.
والآن نأتي الى ما حصل من ظواهر سلبية رافقت التي نعتبرها في أكثر وجوهها ولكن أعتراها بعض السلبيات التي ندرجها وكما يأتي :
1 ـ لوحظ عند المواكب والتي هي مدخل كربلاء التي كانت متركزة وفي مدخل شارعها وجود الكثير من النفايات وخصوصاً من الزوار الذين يرمون بقشور الموز والبرتقال والتي تدلل على ظاهرة غير حضاريةوبالأضافة تدلل على الأتصاف على غير خلق الإسلام والتي أحداها أماطة الأذى عن الطريق مما يستوجب رمي كل النفايات في أماكن مخصصة لها حتى يتسنى رفعها من قبل عمال النظافة بيسر وسهولة.
لأنه كانت هذه القشور والنفايات تبدأ مع مدخل كربلاء والذي نظم وبلط وعمّر بشكل جميل من قبل محافظة كربلاء وان هذا المدخل يمثل وجه المحافظة فكيف يكون وجهها وهو بهذا الشكل الذي ذكرناه وهي مدينة مقدسة والتي قلوب كل الموالين والمسلمين تهفو الى هذه المدينة المقدسة.
2 ـ هذه السلبية تتعلق بوجود كميات فائضة من الطعام والتي تنتهي بالأخير في النفايات وبكميات كبيرة ولا يتصورها العقل والمنطق سواء باخذ الكميات الفائضة عن حاجة الزوار وعدم الأكتفاء بالكمية التي تكفيه أو من قبل المواكب والمواطنين والتي يتم طبخ كميات واموال ضخمة جداً وتكون نهايتها أن تفيض عن الحاجة لترمى في النفايات وهذا تبذير واسراف يخالف ومع مباديء ديننا الإسلامي الحنيف التي تعتبر التبذير من المكروهات وحتى الحرام.
وحتى الطبخ في مناطقنا الذي يتركز في يوم العاشر من محرم والذي اغلب البيوت والمواكب تطبخ في هذا اليوم بالذات وبأسراف لا مثيل له وتأتي اليك زاد أبا عبد الله من قبل كل هؤلاء في يوم واحد مما يستدعي ومن قبل من العوائل رميه مع النفايات لعدم تمكن العوائل من اكل كل هذه الكميات الكبيرة من الأكل ورمي هذا الطعام يعتبر من المكروهات لأنه وبرأيي الشخصي لا يجوز رمي هذا الأكل لأنه زاد ابا عبدالله وقد فعلت وعندما قدم الي هذا الطعام الكثير أن احفظه في المجمدة لكثرته وصحيح سوف يقول البعض من القراء أنه من خير أبا عبدالله الحسين(ع) ولكن هذا اليس من الأحرى عدم الأسراف بهذا الشكل والتعويض عن صرف هذه المبالغ الطائلة في تعمير الحضرات الشريفة أو الحسينيات والجوامع و حتى مساعدة العوائل الفقيرة والأرامل والأيتام وهم بكثرة عندنا في العراق ويتم عن طريق جمعيات خيرية متخصصة توزع هذه المبالغ الخيرية وبأسم راعيها وهو سيد الشهداء سيدي ومولاي أبا عبدالله الحسين روحي له الفداء ليكون الخير للجميع وتثاب كل من يقدم ذلك بأثابتين أنه وزع هذه المبالغ لوجه الله تعالى وبثواب أبا عبد الله لتصل اليه والأثابة الثانية هو مساعدة هذه الشرائح الواسعة في مجتمعنا والتي تنتظر مثل تلك المساعدات والتي باسم الحسين لهذه العوائل المحتاجة والذي هو أمامنا روحي له الفداء كفيل الأرامل والأيتام والفقراء في زمانه ولنسير بذلك على نهجه في مساعدة هذه الشرائح.
3 ـ في هذه الزيارة ولنتحدث عن شعيرة مهمة يتم ممارستها في هذا اليوم والتي سوف تلقى الكثير من المعارضة وعدم القبول لأنني كتبت البعض منها في ردودي على مثل تلك المواضيع هذه الشعيرة والتي لاحظت مدى التشنج الذي يعتري البعض في حالة مناقشتها والطلب بعد الخوض لعدم الفرقة أو اثارة مثل هذه الأمور.
ولكن نحن نقول أن مذهبنا المذهب الجعفري قائم على العلم والمنطق والمناقشة وهو مذهب من أروع المذاهب لا لأنني منه ولكن مذهب يعتمد على العقل والمنطق وهذا ما أشار اليه العلامة المرحوم سماحة الشيخ الدكتور أحمد الوائلي (رض)وقال أن أي نص أو أمر يتعرض مع العقل والمنطق والقرآن نضربه بعرض الحائط ولا نعمل به .
ولهذا نلاحظ مدى أنتشار المد الشيعي في السنوات القليلة السابقة لتنور الكثير بأفكار ومفاهيم مذهبنا وأنا لدي الكثير من المستبصرين في ليبيا وفي مصر يذكرون لي مدى التشيع والمد الشيعي الذي له أنصاره وأنتشاره في تلك المناطق نتيجة لعظمة مذهبنا القائم على العلم والمنطق وهو يمثل أحسن تمثيل دينا الإسلامي الحنيف.
ومن هنا سوف اتطرق الى شعيرة التطبير التي أرجو من يقرأ لمقالتي أن لا يتشنج ويتقبل ما أقوله برحابة صدر وقد قال أحد الأعضاء في منتدانا كلام أعجبتني بأنه كل واحد لديه رأيه الخاص به في هذه المسألة ولهذا ومن هذا المنطلق لاحظت في هذه الشعيرة مدى الدماء التي سالت من المطبرين الذين يعبرون عن حبهم للحسين بهذا التطبير والتي هي عزيزة علي ابي الفداء والتي وباعتقادي المتواضع سوف لا يحبذها وسوف تقولون كيف ولأذكركم بما جرى في صبيحة العاشر من عاشور وهو يلاحظ جموع الكفر والطاغوت وهي تتأهب لمقاتلته فيبكي تسأله اخته الحوراء زينب(ع)لتصوره بجزعه ولكن يقول روحي له الفداء ((أني ابكي على هذه الجموع التي سوف تدخل النار بسب مقاتلتهم وقتلهم لي)).
وكذلك دعوته لأصحابه في ليلة العاشر باتخاذ الليل جملاً والرحيل لأن القوم يطلبونه هو بالذات واستشهاد أخيه الحسن المجتبى(ع) الذي طلب بعدم سفك محجمة من الدم أثناء دفنه وامتثل الحسين(ع) لوصية أخيه والحادثة معروفة للجميع.
ولهذا كان أئمتنا المعصومين (سلام الله عليهم) كانوا يكرهون سفك الدماءولا يحبذونها.
فكيف ونحن نمارس شعيرة لم يمارسها أئمتنا من ذرية الحسين(ع) ولم يوصوا مواليهم بالعمل بها وأنما كان أظهار الجزع ويكون بالبكاء واللطم وأحياءالذكرى الأليمة لواقعة الطف. ثم اليس هناك طرق كثيرة أخرى وعديدة تبرز فيها الملاحم الخالدة التي سطرها أبي الشهداء في ملحمة الطف وأخذ العبر والدروس التي تعلم الأجيال وعلى مر الزمن القيم العظيمة للثورة الحسينية.
ثم وبأعتقادي المتواضع الا يفرح كل شيعي ان ينتشر المد الشيعي والذي أفرح له كثيراً ويبين لكل الأخرين مدى عظمة مذهبنا الذي اعتنقناه وخطأ كل الأفكار الأخرى التي يحملونها وبالذات الأفكار السلفية والوهابية التي شوهت ديننا أيما تشويه والذين يستغلون شعيرة التطبير لكي ينفثوا كل سمومهم الحاقدة علينا ونعت مذهبنا بأبشع النعوت والأوصاف.
ومن هنا أترك لكم الباقي فيما يمكن أن تتصورنه فيما يمكن أن تجلب هذه الشعيرة وكل شعيرة اخرى مسيئة الأضرار التي تجلبها الينا والى مذهبنا.
وعلى العموم الزيارة كانت ناجحة من اغلب الوجوه وبارك الله في كل ساهم في تنظيمها وجعلها في ميزان أعمالهم حسنات وفقهم الله لكل خير.
وبارك الله بالزوار الذين ابوا إلا أن يشاركوا الحسين وجده وابيه وأمه واهل بيته العزاء متحدين كل الصعوبات وهذا ليدلل على مدى التماسك والثبات للشيعة والموالين وعظم الله أجور الجميع باستشهاد أبي عبد الله الحسين(ع).
والسلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين.
والسلام على أبي الفضل العباس سبع الكنطرة وحامي المشرعة وعلى اخته الحوراء زينب وعلى عليل كربلاء زين العابدين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ولكم الشكر أخي العجل يامولاي يا مولاي والأخت حب السيدة رقية على مروركم على الموضوع.
واحسن لكم العزاء باستشهاد أبي الاحرار سيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين(ع)