الزعيم الهندي طور مفاهيمه الاقتصادية من كتاب الاقتصاد السياسي 'انتو ذيس لاست' الذي عثر عليه خلال رحلة بالقطار في جنوب افريقيا.
واشنطن - قبل 150 عاما ظهر كتاب "انتو ذيس لاست" الذي غير حياة غاندي واثر عميقا في تفكيره.
في العام 1904، عثر غاندي ابو الاستقلال الهندي على كتاب الاقتصاد السياسي هذا، اثناء رحلة في القطار في جنوب افريقيا، حيث كان يعيش حينها.
وكتب عنه غاندي في مذكراته "كان هذا الكتاب 'انتو ذيس لاست' لجون راسكن، مذ بدأت القراءة فيه لم يعد بامكاني تركه، واكتشفت فيه بعض قناعاتي الاشد عمقا".
واضاف غاندي في مذكراته "في تلك الليلة، لم استطع ان انام، وقررت ان اغير حياتي بما يتوافق مع افكار هذا الكتاب".
كان راسكن في منتصف عمره عندما وضع كتابه هذا. وسبق هذا الكتاب له كتابان آخران "القناديل السبعة للهندسة المعمارية"، و"احجار البندقية".
كان راسكن من اشد المنتقدين للرأسمالية الصناعية التي كان صعودها يقلب المجتمع البريطاني. وقد ظهر "انتو ذيس لاست" في كانون الاول/ديسمبر من العام 1860 على شكل اربعة مقالات جمعت في كتاب واحد بعد ذلك بثمانية عشر شهرا.
وسرعان ما اشتهر الكتاب اذ انه هاجم الفكر المهيمن في تلك الحقبة، لا سيما الفكر الاقتصادي الذي ارساه كل من البريطانيين آدم سميث ودايفيد ريكاردو وجون ستيوارت ميل.
وقد اخذ غاندي من هذا الكتاب ما طور به مفاهيمه الاقتصادية، وبالنسبة لداعية السلام هذا فإن المبادىء الاساسية لراسكين هي "ان يكون خير الفرد في خير الكل"، و"ان يكون لمهنة المحامي ومهنة الحلاق القيمة نفسها" (وقد كان غاندي محاميا)، و"ان حياة الفلاح، اي حياة الفلاح والحرفي، جديرة بأن تعاش".
ووضع راسكن هذا الكتاب بعد اضراب عمال البناء في لندن، واجتهد فيه ليقول ان نظرية العرض والطلب لا يمكن ان تولد غير البؤس، اذ يضطر العمال لتقديم عملهم مقابل اجور بخسة عندما تصبح فرص العمل نادرة.
وهاجم قاعدة التفكير الكلاسيكي من خلال تحدي مفهوم "اومو ايكونوميكوس" ومفادها ان الانسان تحركه فقط رغبته في تحقيق مصالحه وانه يتبع قوانين المنطق في كل شيء.
وقال راسكن، على العكس مما تقدم، ان الانسان تسكنه رغبات وهو قابل للاقدام على افعال لا علاقة لها بمصالحه الخاصة، وان اي تحليل يخفي هذا الجانب الانساني من الانسان لا بد ان يصل الى نتائج غير صحيحة.
واعاد تعريف مفاهيم المدرسة الكلاسيكية: المنفعة والتبادل والقيمة والثروة، ليصل الى هذه النتيجة "ما من ثمين سوى الحياة".
وهاجم زيف النظرية التي تبرر برأيه الابقاء على الفوارق لا بل تعزيزها.
يرى كريستوفر ماي، استاذ الاقتصاد، في مقال كتبه خلال السنة الحالية ان المثير للاهتمام بشكل خاص عند راسكن هو "اخلاق المسؤولية" لديه.
ويرى ماي وجود "تشابه اكيد" بين افكار راسكن، مثل الدعوة الى استهلاك مسؤول وهو ما ينعكس في التجارة العادلة، والدعوات الحالية الى "المسؤولية الاجتماعية للمؤسسة" التي "تأخد بعين الاعتبار مصالح الكل فيها، وليس فقط المساهمين فيها او المدراء".
بسمه تعالى
اللهم صل على محمد وآل محمد
وعجل اللهم فرج الحجة ابن الحسن عجل الله فرجه الشريف
والعن اعداهم أجمعين من الأولين الى الآخرين
شكرا أختي العزيزة (نرجس)
الكتاب قيم
وبارك الله فيك
وشكراً على هذه المقدمة الرائعة
وأهلاً بعودتك الميمونة
ونتمنى منك تفاعل أكثرفي منتدى الكتاب
موفقين لكل خير
والتوفيق للجميع