ان بكاء السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) كانت تريد به أن تذكّر المسلمين وتنبههم لوجود هذه الحقيقة، وهذا الظلم والمحنة والتجاوز على الحقوق، فالقضية ليست مجرد بكاء وألم، وإن كان هذا الألم على رسول الله (صلى الله عليه وآله) موجوداً في نفس الزهراء (عليها السلام)، وهذا النوع من الاستمرار بالبكاء ليل نهار يشبهه موقف الإمام زين العابدين (عليه السلام)، الذي ما قدم له طعام إلا وبكى، فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: «... وأما علي بن الحسين (عليهما السلام)فبكى على الحسين (عليه السلام)عشرين سنة، أو أربعين سنة - والترديد من الراوي - وما وُضع بين يديه طعام إلاَّ بكى، حتى قال له مولى له: جُعلت فداك يا ابن رسول الله، إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين، قال: إنَّما أشكو بثّي وحُزني إلى الله، وأعلم من الله ما لا تعلمون، إنّي لم أذكر مصرع بني فاطمة إلاَّ خنقتني لذلك عَبْرة»، وهذا الموقف يشبه موقف الزهراء (عليها السلام) في بكائها على رسول الله (صلى الله عليه وآله).