( قَالَ أبو سليمان بن زَبْر : اجتمعتُ أنا وعشرة ، منهم أبو بكر الطائي ، نقرأ فضائل عَليَّ بن أبي طالب في جامع دمشق ، فوثب إلينا نحو المئة من أهل الجامع يريدون ضربنا !! ، وأخذ واحد منهم يلحقني ، فجاء بعض الشيوخ إليَّ ، وكان قاضيًا ، في الوقت ، فخلَّصوني من أيديهم ، وعلقوا أبا بكر الطائي فضربوه !! ، وعملوا على أَنَّهُم يسوقونه إلى الشرطة في الخضراء ، فَقَالَ لهم أبو بكر : يا سادة إنّما كنا في فضائل عَلي ، وأنا أخرج لكم غدًا فضائل معاوية أمير المؤمنين ، واسمعوا هذه الأبيات التي قلتها ، وأنشأ يَقُولُ بديهًا :
حُبُّ عليّ كلّه ضَرْبُ ... يرجُف مِن خيفتهِ القَلْبُ
فمذهبي حُبُّ إمام الهُدَى ... يَزيدَ ، والدّينُ هُوَ النَّصْبُ
مَنْ غَيْرَ هذا قَالَ فهو امرؤٌ ... مخالفٌ لَيْسَ لَهُ لُبُّ
والنّاسُ مَنْ يَنْقَدْ لأهوائهم ... يَسْلَم ، وإلّا فالقفا نَهْبُ!!
فخلَّوه ، وانصرفوا.
قَالَ أبو سليمان : فَقَالَ لي الطائي : والله ، لا سَكَنْتُ دمشق ، ورحل منها إلى حمص.) انتهى.