مناظرة أبى حنيفة مع أبى عبدالله عليه السلام
عن حماد، عن محمد بن مسلم قال: دخل أبوحنيفة على أبي عبدالله عليه السلام
فقال له: إني رأيت ابنك موسى يصلي والناس يمرون بين يديه فلا ينهاهم، وفيه ما فيه
فقال أبوعبدالله عليه السلام: ادع لي موسى، فلما جاءه قال: يا بني إن أبا حنيفة يذكر أنك تصلي والناس يمرون بين يديك فلا تنهاهم،
قال: نعم يا أبه إن الذي كنت اصلي له كان أقرب إلي منهم، يقول الله تعالى: " نحن أقرب إليه من حبل الوريد (2) "
قال: فضمه أبوعبدالله عليه السلام إلى نفسه وقال: بأبي أنت وامي يا مودع الاسرار (3).
فقال أبوعبدالله عليه السلام: يا أباحنيفة القتل عندكم أشد أم الزنا؟
فقال بل القتل،
قال: فكيف أمر الله في القتل بشاهدين وفي الزنا بأربعة؟ كيف يدرك هذا بالقياس؟،
يا أبا حنيفة ترك الصلاة أشد أم ترك الصيام؟
قال: بل ترك الصلاة،
قال: فكيف تقضي المرأة صيامها ولا تقضي صلاتها، كيف يدرك هذا بالقياس؟، ويحك يا أبا حنيفة النساء أضعف على المكاسب أم الرجال؟
قال: بل النساء،
قال: فكيف جعل الله للمرأة سهما و للرجل سهمين؟ كيف يدرك هذا بالقياس؟، يا أبا حنيفة الغائط أقذر أم المني؟
قال: بل الغائط،
قال: فكيف يستنجى من الغائط ويغتسل من المني؟ كيف يدرك هذا بالقياس؟، ويحك يا أبا حنيفة تقول سأنزل مثل ما أنزل الله؟
قال أعوذ بالله أن أقوله،
قال: بلى تقوله أنت وأصحابك من حيث لا تعلمون.
قال أبوحنيفة: جعلت فداك حدثني بحديث نحدث به عنك،
قال: حدثني أبي محمد ابن علي، عن أبيه علي بن الحسين عليهم السلام، عن أبيه الحسين بن علي عليهما السلام، عن أبيه علي ابن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله أخذ ميثاق أهل البيت من أعلى عليين وأخذ طينة شيعتنا منا ولو جهد أهل السماء وأهل الارض أن يغيروا من ذلك شيئا ما استطاعوه،
قال: فبكى أبوحنيفة بكاء وبكى أصحابه ثم خرج وخرجوا.