تليد بن سليمان .. هل رماه أحمد بن حنبل بالكذب ؟! وما سبب تكذيب غيره له ؟!
بتاريخ : 10-07-2011 الساعة : 09:41 AM
رب اشرح لي صدري
منذ زمن وأنا غير مقتنع بما نُقل عن أحمد من أنه رمى تليد بن سليمان بالكذب ، في حين أنه لم يرَ به بأساً كما رواه المروذي عنه ، وأنه أكثر عنه الحديث عن أبي الجحاف كما رواه عنه تلميذه الآخر الأثرم !.
إلى أن وقعتُ مصادفة على موضوع للأستاذ الفاضل التلميذ عن حديث "أنا حرب لمن حاربكم .." فوجدته حفظه الله قد ناقش قضية تكذيب أحمد لتليد المنقول بواسطة الجوزجاني!
فنقل عن كتاب "أحوال الرجال" للجوزجاني نفسه !!
وفي النقل من الكتاب : ... "قال ابراهيم" ...
كما سيأتي كامل النقل.
فانكشف لي أمر ... أن صاحب التكذيب هو "ابراهيم الجوزجاني" نفسه لا أحمد بن حنبل ..
وإن لم ينتبه لهذا الأمر الفاضل التلميذ ، ولا أدري كيف فاته سلمه الله ؟!
فتناولت الكتاب من مكتبتي للتحقيق في الأمر ، فوجدته كما نقل التلميذ ...
فجاء هذا الموضوع نتيجة التتبع ...
________________
وهنا ننقل اقوال من نسبوا التكذيب لأحمد بن حنبل وبنوا عليه جبالاً من الثلج !
الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي الجرجاني (2/ 284)
سمعتُ ابْن حَمَّاد يَقُولُ تليد بْن سُلَيْمَان أَبُو إِدْرِيس المحاربي كوفي تكلم فيه يَحْيى بْن مَعِين.
قَالَ: وقال السعدي: سَمِعْتُ أحمد بن حنبل، يقول: حَدَّثَنا تليد بْن سُلَيْمَان، وَهو عندي كَانَ يكذب، وَكَانَ مُحَمد بْن عُبَيد يسيء القول فيه. انتهى
تهذيب الكمال في أسماء الرجال للمزي (4/ 323)
وَقَال إِبْرَاهِيم بْن يعقوب الجوزجاني: سمعت أَحْمَد بْن حنبل يَقُول: حَدَّثَنَا تليد بْن سُلَيْمان، وهو عندي كان يكذب.
تهذيب التهذيب لابن حجر (1/ 509)
وقال الجوزجاني سمعت أحمد بن حنبل يقول ثنا تليد بن سليمان "هو عندي كان يكذب".
يقول الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (13/ 61)
وتليد هذا اختلفت الرواية عن أحمد فيه؛ فمرة لم ير به بأساً،
ومرة قال:
"هو عندي كان يكذب ". وهذا أرجح عندي؛ لأمرين:
الأول: أنه جرح مفسر.
والآخر: أنه موافق لأقوال غيره من الأئمة؛ كابن معين والساجي، وفيهم
بعض المعروفين بتساهلهم في التعديل كابن حبان؛ فإنه أورده في "الضعفاء"،
وقال (1/ 204) :
"كان رافضياً يشتم أصحاب محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروى في فضائل أهل البيت
عجائبَ! وقد حمل عليه ابن معين حملاً شديداً، وأمر بتركه ".
وقال الحاكم وأبو سعيد النقاش - كما في "التهذيب " -:
"رديء المذهب، منكر الحديث، روى عن أبي الجحاف أحاديث موضوعة".
زاد الحاكم: "كذبه جماعة من العلماء". ..) انتهى.
قلت أنا مرآة التواريخ : أفسدها أولهم فتتابع القوم على الفساد .!! هذا إن أخذناهم - بحسن الظن - فحملناهم على السهو المحض !
نقلنا لكم النقل الفاسد ...
فما هو النقل الصحيح ؟!
أحوال الرجال للجوزجاني (ص: 74)
( 93 - تليد بن سليمان.
سمعت أحمد بن حنبل يقول في كتابي: حدثنا تليد بن سليمان الخشني. قال إبراهيم: وهو عندي كان يكذب، كان محمد بن عبيد يسيء القول فيه.) انتهى بحروفه.
فصاحب التكذيب هو ابراهيم الجوزجاني الناصبي البغيض ... لا أحمد بن حنبل .
لكنهم أسقطوا "قال ابراهيم" فظن من نقل النقل المبتور أن صاحب التكذيب هو أحمد بن حنبل .
وإليكم هذا التحقيق من شيخ سلفي، أيضاً وجدته مصادفة خلال التتبع ...
تحرير علوم الحديث لعبد الله بن يوسف الجديع (1/ 539 - 540)
(المقدمة الثالثة عشرة: قد تطلق العبارة لا يراد ظاهرها
... ومن هذا أنهم ربما أطلقوا على الراوي وصف (الكذب) وعنوا في رأيه ومذهبه، لا في حديثه وروايته.
مثل: (تليد بن سليمان المحاربي الكوفي)، كان أحد من سمع منهم أحمد بن حنبل وأثنى عليه (1)، لكنهم نقموا عليه مذهبه في التشيع، وغلظ يحيى بن معين فيه العبارة حتى قال: " كذاب "، لكني بحثت عن سبب تكذيبه له، فوجدته قد أحاله على مذهبه لا على حديثه، إذ نص مقالة يحيى كما رواها عنه الدوري: " تليد كذاب، كان يشتم عثمان، وكل من يشتم عثمان أو طلحة أو أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دجال، لا يكتب عنه، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " (2).
فتأثرت طائفة جاءوا من بعد بعبارة يحيى، وليس الأمر كما ذهبوا إليه، إنما علته مما ذكرت، فتأمل !
_________
(1) ووقع في كتاب " الكامل " لابن عدي (2/ 284): قال السعدي (يعني الجوزَجاني): سَمعتُ أحمد بن حنبل يقول: " حدثنا تليد بن سليمان، وهوَ عندي كانَ يكذب، وكان مُحمد بن عبيد يُسيءُ القول فيه "، ونظيرها حكى العُقيلي في " الضعفاء " (1/ 171) عن الجوزجاني.
وأقول: هكذا جاءت العبارة، وفيها تكذيبٌ صريحٌ من أحمد له، وجميع من نقل العبارة عن ابن عدي أو العقيلي فقد حكاها هكذا، والواقع أنه قد حُذف منها ما أفْسدها، بحيث أصْبح ذلك التكذيب من قول أحمد، بينما نصُّ العبارة في " أحوال الرجال " للجوزجاني (النص: 92): " سمعتُ أحمد بن حنبل يقول في كتابي: حدثنا تليد بن سُليمان الخُشني. قال إبراهيم: وهُو عندي كان يكذب، كان مُحمد بن عُبيد يُسيءُ القول فيه "، قلت: وإبراهيم هذا هو الجوزَجاني، فتأمل! ثم إننا حرَّرنا في هذا الكتاب أن الجوزجاني لا يُقبل جرْحه في أهل الكوفة.
قال المروذي عن أحمد: لم يَرَ به بأساً (العلل، للمروذي وغيره، النص: 189)، وروى عنه في " المسند " حديثاً (رقم: 9698) ولم يتفطن مُحققوه لما ذكرْت، فأطلقوا أن تليداً اتفقوا على ضَعفه، مع أنه عدَّله أيضاً غيرُ أحمد. وهذا مثال أيضاً لوجوب تحرير العبارة عن الناقد.
(2) تاريخ يحيى بن معين (النص: 2670). انتهى
أقول : إذن تليد بن سليمان لم يكذبه أحمد ، ومن كذبه فبسبب مذهبه ، لا حديثه .
مرآة التواريخ : أستغرب أن يخرج هذا التحقيق من شيخ سلفي !! وما عشتَ أراك الدهر عجبا ً !
احسنتم مولانا مع هناك ممن قال ان احمد لايروي الا عن ثقة
وان كان شيعي فالكل يعلم ان التشيع ليس بقدح ،
قال الالباني في السلسلة الصحيحة (ج5 / ص262): قلت: وإسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأجلح، وهو ابن عبد الله الكندي، مختلف فيه، وفي " التقريب ": " صدوق شيعي ". فإن قال قائل: راوي هذا الشاهد شيعي، وكذلك في سند المشهود له شيعي آخر، وهو جعفر بن سليمان، أفلا يعتبر ذلك طعنا في الحديث وعلة فيه؟ !
فأقول: كلا لأن العبرة في رواية الحديث إنما هو الصدق والحفظ، وأما المذهب فهو بينه وبين ربه، فهو حسيبه، ولذلك نجد صاحبي " الصحيحين " وغيرهما قد أخرجوا لكثير من الثقات المخالفين كالخوارج والشيعة وغيرهم، وهذا هو المثال بين أيدينا