معنى الصبر: الصبر هو تحمل ما لا تهواه النفس البشرية من أذى حسي أو معنوي.
آيات في الصبر:
«يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون»[آل عمران 200].
«والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية ويدرأون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار»[الرعد 22].
«ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون»[النحل 96].
«وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون»[السجدة 24].
«ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم» [محمد 31].
«يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين، وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين» [الانفال 65].
«فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم..» [الاحقاف 35].
«واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا» [الكهف 28].
أحاديث في الصبر:
قال النبي (ص): «الصبر ثلاثة: صبر عند المصيبة، وصبر على الطاعة، وصبر عن المعصية».
وعن الإمام الباقر (ع): «الجنة محفوفة بالمكاره والصبر، فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة، وجهنم محفوفة باللذات والشهوات فمن أعطى لنفسه لذتها وشهوتها دخل النار».
وعن الإمام الصادق (ع): «الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد، فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد، وكذلك إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان».
***
إلفاتات عملية حول الصبر:
1 ـ ينبغي أن يدرك المسلم .. والعامل للإسلام بالأخص، أن الصبر متلازم مع العمل، وإلا يصبح عامل تخدير وتثبيط للهمم في حين أراده الله سبحانه لنا عامل قوة وتحمل إيجابي للوصول بالعمل إلى أهدافه الكبيرة المرجوة.
2 ـ الاصطبار بالاضافة إلى الفوائد الاجتماعية والفردية المترتبة عليه، ينبغي أن يلتفت المسلمون إلى أنه حكم شرعي تجب مراعاته.
3 ـ إقامة الصلاة والانفاق سراً وعلانية ومواجهة السيئة بالحسنة، أمور لا يخلو تنفيذها من مشقة، ولكن الصبر عليها ثوابه «عقبى الدار» وكفى بذلك ثواباً.
4 ـ ويتوقف ذلك كله على حسن التوجه واخلاص النية لله عز وجل.. فليس المهم أن يصبر المرء، وانما المهم ان يبتغي بصبره وجه الله سبحانه.. والصابرون تختلف نواياهم باختلاف مقاصدهم، فمنهم من يصبر ابتغاء جاه دنيوي أو مكسب مادي أو رجاءً لمديح أو ثناء عطر، لكن الله لا يتقبل إلا من الصابرين ابتغاء وجهه الكريم.
5 ـ الصبر نسبي وتتفاوت درجاته بين الناس، لكن المؤمن فقط يستطيع أن يصبر في كل الحالات: عند المصيبة، وعلى الطاعة، وعن المعصية، ولذلك عد الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد.
6 ـ العاملون للإسلام قد يتعرضون لابتلاءات كثيرة من جراء عملهم، إلا أن صبرهم على المكاره في سبيل الله كفيل بتنفيذ الوعد الرباني لهم «وبشر الصابرين».
7 ـ ينبغي للعاملين للإسلام أن لا يداخلهم اليأس إذا ما وجدو أن جهودهم الكبيرة لم تثمر في حقل الدعوة إلى الله، أو أن ثمراتها لم تكن بالمستوى المطلوب بل يجب أن يدفعهم ذلك للتفكير بأساليب جديدة تغني مسيرة العمل الاسلامي وتدفعها إلى الامام، وهذا يقضي حتماً توفر عامل الصبر على الطاعة عند العاملين.
8 ـ الالتحام بالكتلة المؤمنة الواعية والذاكرة لله سبحانه.. مع ما يستدعي ذلك من معاناة وحمل هم الجماعة والحرقة على أوضاع الأمة التي تعمل بداخلها.. واجب شرعي يتطلب اصطباراً كبيراً لأن أمر هذا الدين صعب مستصعب كما قال الامام علي (ع): لا يقدر عليه إلا رجل امتحن الله قلبه بالايمان.
9 ـ العامل للاسلام يواجه أحياناً اتهامات وشائعات مغرضة من قبل أعداء الاسلام، كما يواجه انتقادات لاذعة من إخوانه المسلمين، فينبغي له أن يصبر على إخوانه ويواجه اساءتهم بالحسنى، وأن يضاعف جهوده ويدرك أن الانتقادات لا توجه للقاعدين، والشائعات والتهم وجهت من قبل لأنبياء الله فتكفل الله برد كيد الظالمين.
10 ـ لتقوية ملكة الصبر لدى الانسان المسلم.. من المفيد أن يعاند نفسه ويخالف هواها، ويكثر من الطاعات المستحبة وخاصة تلك التي تتطلب جهداً كالصيام وصلاة الليل وغير ذلك، ويستحسن أن يتأمل في مواقف الصبر للمسلمين الأوائل، ويراقب بعض المخلوقات الحية وهي تكافح بصبر من أجل تحصيل قوتها أو الوصول إلى غاية تريدها. «وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم».