|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 35050
|
الإنتساب : May 2009
|
المشاركات : 313
|
بمعدل : 0.06 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
دجل نادي الحرامية العشرون ومعممون اتّبعهم الغاوون
بتاريخ : 22-11-2011 الساعة : 11:43 PM
لأن دجل الخاصة على العامة هو السلعة الأكثر رواجا، في عالم يخضع لعولمة حكماء "العقب الحديدي" فلا خيار للمليارات السبع من الدهماء سوى الاعتراف بأنهم مذنبون مثل "جوزيف" كافكا، وأن العراب الغربي في نادي العشرين، وإخوة أردوغان في نادي المعممين، يحضرون المشهد لخروج الدجال الأعور المغيب في سراديب صناديق المضاربة، ليملأ الأرض عدلا ورخاء.
-
تابعت أحداث الأسبوع المنصرم كمن يتابع إحدى روايات كافكا بكل ما فيها من "سريالية" وخروج عن المعروف والمعقول مثل ما جاء في رواية "المحاكمة" للروائي التشيكي كافكا، التي ينتهي فيها الملاحق "جوزيف" من قضاء نظام ظالم مستبد، بإقناع نفسه أنه ربما يكون مذنبا من حيث لا يدري، وهذا بالضبط ما تريده الصفوة أن يرسخ في أذهان العامة، وتقتنع الشعوب أنها في كل الأحوال هي المذنبة.
-
أطلبوا علوم الديمقراطية ولو من قطر
-
سوف نتوقف مجددا عند بعض أحداث الأعراب وربيعهم، الذي تحول كما توقعت له في مقال سابق، إلى صيف للهنود الحمر، حتى يتمكن عساكر النيتو من تمديد موسم قطع رؤوس أطفال هنود العرب السمر في سوريا، بعد أن استنزفوا الصيد بحظيرة بليبيا، واختتموا مراسم الشماتة بجثة القذافي في انتظار العبث ببقايا الأسد.
-
فمن المؤكد عندي أن القارئ يكون قد استوقفه ذلك الحراك العربي على مستوى الجامعة العربية بقيادة رأس "واحة الديمقراطية" القطرية، من أجل تخيير النظام السوري بين الإذعان لإملاءات الجامعة العربية، بتجميد أداء الوظائف الملكية للدولة السورية، أو تكون الجامعة قد برأت ذمتها، قبل نقل الملف السوري إلى مجلس الأمن، ومنه إلى مجلس الحلف الأطلسي. آمل ألا يسخر القارئ من رئيس الوزراء القطري، وهو يلقن الأسد دروسا في الديمقراطية، أو يرى بعض العجب أن تتولى "مشيخة" قطر قيادة ربيع الديمقراطيين العرب، فقد يكون القارئ مثل "جوزيف" كافكا مذنبا من حيث لا يدري، لا يفقه شيئا في سلوك الصفوة.
-
ناكر ومنكر عند "إخوان" السفياني أردوغان
-
وليس على القارئ أن يعجب أو يستغرق في التفكير كثيرا، وهو يرى بلدا مثل تركية، أسس سياسته الخارجية على مبدإ استراتيجي مميز يشتغل بـ"صفر مشاكل مع الجيران" يقود اليوم حربا حقيقية تستهدف، زعزعة الاستقرار داخل حدود الجارة سورية، التي كانت بالأمس القريب حليفا استراتجيا لحكومة أردوغان، ذلك لأن أردوغان هو من الصفوة، يجوز له ما لا يجوز لأمثالنا من العامة.
-
كما ليس من اختصاصنا، نحن العامة، أن نبحث كثيرا في سيرة قيادة التيار الإخواني، وقد التحقت بالصفوة المهيأة للقيادة، فنعجب كيف أن هذه الحركة الإسلامية العريقة، التي ادّعت الوسطية والتغيير السلمي، ولها جناح مقاوم للكيان الصهيوني في فلسطين يعاديه الغرب، كانت وراء العمل المسلح الذي أطاح بالنظام الليبي تحت حماية قصف طائرات النيتو الكافر، وكان لها جناح آخر في العراق، دخل مبكرا في عمالة مع الغرب، وشراكة مع الأحزاب الدينية الشيعية، ولها جناح في تونس، ممثلا في حركة النهضة، نراه اليوم يقدم وجها مسالما، مهادنا، متساوقا مع طلبات الغرب التقليدية من الإسلاميين، لو أنه أظهره في زمن بورقيبة وبن علي، لكان النظام قد اتخذه شريكا في الحكم، كما حصل مع الإخوان المسالمين في الجزائر.
-
تناسخ المسخ في فقه المشايخ
-
رجائي عند القارئ "المقاوم" ألا يتطاول على رمز المقاومة العربية، ثم يستنكر على قيادة حزب الله، القوة المقاومة التي حاسبت عروش الخليج حين خذلت المقاومة، وربما تآمرت عليها في عدوان 2006، ما أصابها من أعراض انفصام حاد في الشخصية مع بداية الربيع العربي، حين أيدت "ثوار" الشيعة في البحرين، وشجبت تدخل قوى عربية من درع الخليج قمعت الثورة، فيما باركت نفس القيادة ثوار النيتو في ليبيا، وثورات الإخوان في مصر وتونس، لكنها عادت لتشجب "ثوار" سوريا، وتصفهم بالمخربين والمتآمرين على استقرار دولة عربية ممانعة.
-
أشد ما أحذر منه القارئ العربي من أسميا "جوزيف" أن يتطاول على "مراجعنا العظام" في اتحاد علماء المسلمين، لأنه سبق للاتحاد أن انتقل بقضه وقضيضه، في موكب مهيب، لإنقاذ تماثيل بوذة من بطش "الظلاميين" من طالبان، قبل أن يفتي لحلف الظلام في النيتو بجواز البطش بالكثير من الشعب الليبي من أجل حماية القلة من الليبيين، ثم كان في طليعة المنكرين على القاعدة أعمال العنف، بحجة أنها تسيء للإسلام، فيما بشر بالجنة الشباب العربي اليائس، الذي أقدم على الانتحار بالنار، قبل أن يحرق الأرض والنسل في ليبيا واليمن وسورية، ذلك أن مشايخ الاتحاد هم الصفوة ونحن العوام، هم الحكماء ونحن المجانين، يفقهون ما لا نفقه، ويعلمون من الله ما لا نعلم.
-
رأي حر في إعلام مستقيل
-
ولأن القارئ هو في الغالب مشاهد، فليس له أن يعيب على الإعلام العربي إسرافه في نقل سيل من صور المحمول الرديئة، المجهولة الهوية، وأخرى صورت تمثيلا داخل الاستديوهات، ثم ينسبها لشهود عيان على أنها نقل للحقيقة، وهو الذي كان ينقل من حين لآخر صورا لعمليات فصائل المقاومة العراقية أو الأفغانية ضد المحتل الأمريكي، ولا ينسى أبدا أن يذكر المشاهد: "أنه لم يتسنّ له التأكد مما جاء في الصور من مصادر مستقلة"، لأن الإعلام هو لسان حال الصفوة، ونحن محض عوام، واجبنا ابتلاع دون مضغ أو هضم كل ما يذاع وينشر.
-
وعلينا أن نقف نفس الموقف تجاه الإعلام الغربي، الذي ركب دبابات القوات الغازية الأمريكية في العراق لينقل الحدث بكل "حيادية" هو نفسه الذي ركب عربات الدفع الرباعي لـ"ثوار النيتو" وقد خرجوا لتوهم من معتقل غوانتنامو والسجون العربية، لنقل أحداث ليبية بكل "حيادية" وهو نفسه الذي غادر فجأة ليبيا، ليشتغل على ساحات أخرى، حتى لا يطالب بنقل الجرائم الفظيعة التي يرتكبها "ثوار النيتو" تحت أعين منظمة بن كيمون، والسفراء الغربيين، أو يطالبه المشاهد الغربي بنقل مخلفات القصف ألسجادي لطائرات حلف النيتو، الذي خرب معظم المدن الليبية، ومزق أشلاء مئات الأطفال الليبيين.
-
العراب والأخ وروح تقدس الدجال الأعور
-
ولأن القوى الإسلامية صارت من الصفوة، فلا ينبغي للقارئ "جوزيف" أن يتوقف كثيرا عند قيادتها المميزة لحملة إقصاء واستئصال الآخر، وتفعيل قانون الغدر لحرمان الكثير من المصريين والتونسيين من حق الترشح في الديمقراطية التي أنجبتها ميادين التحرير، تحت حراسة نفس العسكر، الذي ساعد من قبل على إقصاء القوى الإسلامية في زمن النظم النافقة، فقد سبق إخوان مصر وتونس إلى الثأر والاستئصال، إخوان العراق وملاليه، الوافدين إلى العراق على ظهر الدبابة، بتفعيل برنامج اجتثاث البعث، ليس فقط من الحياة السياسية، بل وبالسطو على منازلهم، وحرمانهم من معاشاتهم ومصدر رزقهم.
-
قد يكون هذا فيض من غيض من الدجل الذي تمارسه الصفوة من أبطال الربيع العربي على الشعوب، لكن الدجل صار اليوم أكثر السلع رواجا في هذا العالم الخاضع لبرنامج العولمة، ليس الدجالون العرب فيه سوى تلاميذ مقلدين لأساتذة الدجل في الغرب والشرق. وإليكم الأمثلة التي يعرضها علينا مشهد الساسة، وقادة الرأي في هذا العالم الحديث المتمدن.
-
رب المال يحرم الديمقراطية على يونان
-
أوروبا العجوز، المبتكرة للديمقراطية، ولحق الشعوب في تقرير المصير، والتي تنفق مليارات الدولارات لزرع الديمقراطية في العالم الإسلامي بالقوة الصلبة، قد انتفضت يوم الأربعاء الماضي، وهي على قلب رجل واحد، من اليمين إلى اليسار، تشجب قرار رئيس الحكومة اليونانية باللجوء إلى استفتاء شعبي حول برنامج التقشف الذي أملته على الشعب اليوناني قمة رؤساء دول منطقة اليورو منذ أسبوع، فتم استدعاء رئيس حكومة اليونان على عجل إلى موناكو، للمثول أمام ساركوزي وميركل، ليوجه له تهديد صريح، بوقف دفع المليارات الثمانية آخر هذا الشهر، إن هو أصر على استفتاء شعبه، ثم تحركت القوى الخفية لتعبث بأغلبية حزبه داخل البرلمان لمنع التصويت على الاستفتاء، الذي هو في الأدبيات الغربية قمة السلوك الديمقراطي.
-
جلد دافع الضرائب لإنقاذ ريش المضارب
-
وليس للقارئ "جوزيف" أن يستنكر على أوروبا، المخترعة على ما يبدو لشعار الحكم الراشد، والتي كانت تحرك صندوق النقد الدولي لقمع وتحريم عمليات إنقاذ المؤسسات العمومية في الدول النامية، أن يستنكر عليها هرولتها لإنقاذ البنوك الخاصة من الإفلاس عند انفجار الأزمة المالية، ثم لم تتردد في إعادة رسملة بنوكها الخاصة بأموال دافعي الضرائب، في محاولة يائسة لتأجيل الضربة القاضية القادمة لمنطقة اليورو من إيطاليا والبرتغال وإسبانيا وحتى من فرنسا.
-
قد يتبادر إلى ذهن القارئ "جوزيف" أن يحدث نفسه بشيء من العتب على الصفوة التكنقراطية التي تحكم أوروبا الموحدة، أنها لا تتردد اليوم في قطع صلة الرحم مع اليونان، موطن حضارتها ومنشأ ديمقراطيتها، كما سيتخلى شمالها الغني المجتهد المنتج عن جنوبها الكسول المرشح للالتحاق بركب الدول المتخلفة، وهي التي يعمل اليوم فيها نظامها المصرفي الربوي بأكثر من سلم وسرعة، يقرض دولة ألمانيا الغنية بنسبة فائدة لا تزيد عن 2.5 ويقرض الفرنسيين بنسبة فوق 3 في المائة، والإيطاليين بأكثر من ستة في المائة، بينما يقترح على اليونانيين برنامج إنقاذ، بتمويل تفوق نسبة الفائدة فيه ثلاثة أضعاف النسبة المطبقة على إيطاليا.
-
"جوزيف" يقرأ في صحائف "العقب الحديدي"
-
مع كل هذا التثبيط المقصود لعزيمة القارئ "جوزيف" حتى لا يتطاول على الصفوة، التي تعلم بالضرورة ما لا نعلم، ويجوز لها ما لا يجوز للعوام من أمثالنا العبث بالحقيقة، وهدم أسس المنطق كيفما تشاء، وبيع الأوهام للعوام المذنبين على الدوام في فقه الصفوة، فإني سوف أحرض القارئ "جوزيف" على سؤال يوجهه لقادة الصفوة العالمية من نادي العشرين، المجتمعين بمدينة كان السينمائية، لبحث سبل إنقاذ الاقتصاد العالمي من الإفلاس، وتجنيب المليارات السبع من البشر الفوضى والحروب، المترتبة حتما عن إعلان إفلاس بلد واحد متوسط مثل إيطاليا.
-
السؤال يوجه للزعيم المفلس أوباما، وزعماء أوروبا المرتدة إلى شياطينها، وهم يسوقون أنفسهم كزعماء عالميين، جاءت بهم صناديق الاقتراع، وإرادة الشعوب، ومسارات الديمقراطية التي يتقاتل عليها اليوم البربر والأعراب: "إذا أردتم من كل "جوزيف" في هذا العالم أن يصدق أنكم أنتم الصفوة التي ما بعدها صفوة، أصحاب الحل والعقد، المفوضون من الشعوب، وأنكم لستم محض كومبارس وخدم للأسياد الحقيقيين، الأباطرة الفعليين، فلتخرجوا من قمة نادي العشرين بقرار واحد، ينقذ اقتصادكم الرأسمالي الربوي من الإفلاس، بفرض ضريبة هزيلة، بنسبة لا تزيد عن 0.05 في المائة على صفقات التداول في كبريات الأسواق المالية، تسمح، كما يجمع خبراء الاقتصاد، بتدبير تريليونات من الدولارات، تعفي جميع حكوماتكم من إثقال كاهل المخدوع "جوزيف" بالضرائب، ومن اقتطاع أجور الغلابة، لكنكم حتما لن تفعلوا لأن الأسياد الحقيقيين: طغمة الأوليغاشيين الفاشيين، الذين حذرنا من استبدادهم، منذ مائة عام، الأديب الأمريكي جاك لندن في رواية "العقب الحديدي" لن تسمح لكم، ولا حتى بضريبة تضع الخمسة بعد تسعة أصفار على يمين الصفر على صفقات مضارباتهم على دماء، ودموع، وعرق الشعوب بأسواق المال، لأنهم هم الصفوة وأنتم الخدم، ونحن محض بشر، ينبغي لنا أن نقتنع مثل "جوزيف" كافكا أننا مذنبون في كل الأحوال بتهمة الجهل المستدام، والقابلية الفطرية لابتلاع دجل الصفوة.
|
|
|
|
|