|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 67368
|
الإنتساب : Aug 2011
|
المشاركات : 33
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى العقائد والتواجد الشيعي
هذه هي الوهابية
بتاريخ : 22-08-2011 الساعة : 04:22 PM
عقيدة الوهابية
قلنا: ان الوهابية حشوية او اشبه بالحشوية الذين يتمسكون بحرفية الالفاظ، وان قام الف دليل من العقل على المجاز والتأويل، وانهم يضيقون معنى الاسلام، ويتوسعون في مفهوم الشرك، بحيث لا يصدق التوحيد الا عليهم، واليك الدليل. التوحيد والشرك
يرى الوهابيون ان جميع المسلمين ـ غيرهم ـ قد فسروا التوحيد تفسيرا خاطئاً، وفهموه فهماً لا ينطبق على الواقع، ولا يخرجه عن حقيقة الشرك، وعملوا بما فهموا.. اذن، جميع المسلمين مشركون، من حيث لا يريدون ولا يشعرون.
فالانسان عندهم لا يصير موحداً بمجرد ان يشهد ويعتقد بلا إله الا الله محمد رسول الله «وبان الله هو الخالق الرازق وحده، لا شريك له، وانه لا يرزق الا هو، ولا يدبر الأمر إلا هو، وبان جميع السموات والارض، ومن فيهن، والارضين السبع، ومن فيها، كلهم عبيد، وتحت تصرفه.. كل ذلك لايفيد، ولا يجعل الانسان موحداً ولا مسلماً.. وكما لا تنفع كلمة الشهادة كذلك لا تنفع كثرة العبادة، ولا الايمان بأن محمداً لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضرراً، ولا قول الانسان: انا مذنب، والانبياء لهم جاه عند الله، واتوسل بهم اليه تعالى، كي يعفو ويصفح»(1)
كل ذلك، وغير ذلك لا يجعل الانسان موحداً ولا مسلماً إلا ان يترك أموراً معينة.
«ومنها»: ان لا يتوسل الى الله بأحد انبياءه واوليائه، فان فعل، وقال ـ مثلاً ـ: يا الله أتوسل اليك بنبيك محمد ان ترحمني فقد سلك مسلك المشركين، واعتقد ما اعتقدوا. (تظهير الاعتقاد ص36 الطبعة الاولى، والرسائل العملية التسع ص45 وما بعدها طبعة 1957).
«ومنها»: ان لا يقصد قبر النبي للزيارة، ويشد اليه الرحال، وان لا يتمسح به، ولا يمسه، ولا يدعو الله ويصلى لله عنده، ولا يقيم عليه بناء ولا مسجداً، ولا ينذر له. (تطهير الاعتقاد ص30 و41، ونقض المنطق لابن تيمية ص15 طبعة 1951، وفتح المجيد ص239 طبعة 1957، واقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أهل الجحيم لابن تيمية ص368 طبعة 1950). وفي صفحة 404 من هذا
____________
(1) رسالة التوحيد، ورسالة هذه اربع قواعد، ورسالة كشف الشبهات لمحمد عبدالوهاب، وفتح المجيد لحفيده، وتطهير الاعتقاد من ادران الالحاد للصنعاني وهو من اصح الكتب واوثقها عند الوهابية، وغير هذه الرسائل والمؤلفات من كتبهم المعتبرة.
الكتاب «وان كان المصلي لا يصلي الا لله، ولا يدعو الا الله» فانه مشرك. «ومنها»: ان لا يطلب الشفاعة من النبي، لان الله، وان اعطاها لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وغيره من الانبياء، ولكنه نهى عن طلبها منهم(1) ومن طلب الشفاعة من محمد كان كمن طلبها من الأصنام سواء بسواء. (الرسائل العملية التسع ص110، و114). أرأيت الى هذا المنطق من يعظم الرسول لقربه من الله سبحانه كافر مشرك، ومن يساويه بالاصنام التي حطمها الرسول مؤمن موحد؟.
«ومنها»: ان لا يحلف بالنبي، ولا يناديه، ولا ينعته بسيدنا، كأن يقول: بحق محمد، ويا محمد، وسيدنامحمد، بل الحلف بالنبي وغيره من المخلوقات هو الشرك الاكبر الموجب للخلود بالنار، قال حفيد محمد عبدالوهاب في فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ص414 طبعة 1957: «قال ابن مسعود: «لان احلف بالله كاذباً احب إليّ من ان احلف بغيره صادقاً» لان الحلف بالله كاذباً كبيرة من الكبائر، ولكن الشرك ـ أي الحلف بغير الله ـ اكبر من الكبائر(2) .
____________
(1) يجوز للمسلم ان يقول يا الله شفع في محمدا، ولا يجوز ان يقول: يا محمد اشفع لي عند الله. (من منشور نشره الملك عبدالعزيز سنة 1943).
(2) لم يجزوا الحلف بغير الله، ومع ذلك قالوا: لو حلف الرجل بطلاق زوجته صح، وتطلق الزوجة.. اللهم الا ان يقال: ان النهي في غير العبادة لا يدل على الفساد.
فاذا كان هذا حال الشرك الاصغر فكيف بالشرك الاكبر الموجب للخلود بالنار».
قال السيد الأمين في كتاب «كشف الارتياب» ص127 الطبعة الثانية: «جاء في خلاصة الكلام صفحة 230: كان محمد عبدالوهاب يقول عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: انه طارش، وان بعض اتباع هذا الشيخ كان يقول: عصاي هذه خير من محمد، لانه ينتفع بها في قتل الحية، ومحمد قد مات، ولم يبق فيه نفع، وإنما هو طارش ومضى».
هذا هو الكلام الذي يهتز منه العرشن وتتفطر السموات، وتنشق الأرض، وتخر الجبال هداً.. واذا كانت العصا خيراً من محمد صلى الله عليه وآله وسلم فلماذا يجب حبه وطاعته، والايمان به؟. ولماذا نكرر الصلوات والتحيات عليه في الصلوات الخمس، ويقرن اسمه باسم الله على المأذن والمنابر، ويحتج بقوله في كل علم وفن؟. وبالتالي، فأي معنى لقوله جل وعز: (لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة واصيلا ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم فمن نكث فانما ينكث على نفسه ومن اوفى بما عاهد الله عليه فسيؤتيه اجراً عظيماً ـ الفتح 10)(1) .
وايضاً أي معنى لقوله تعالى: (ان الله وملائكته يصلون
____________
(1) تعزروا النبي أي تنصرونه، وتوقرونه أي تعظمونه، وتسبحوه بكرة واصيلا أي تذكرونه في تسبيحكم وصلواتكم بالتحيات.
على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه) .
«ومنها»: ان لا يتطير ولا يتشاءم. (فتح المجيد ص305 وما بعدها.
«ومنها»: ان لا يعمل عملاً للدنيا كالمدح والثناء. (فتح المجيد ص372 وما بعدها).
ان ترك هذه الأمور، وما اليها يتصل اتصالاً وثيقاً بمفهوم التوحيد، ومن فعلها فهل مشرك يحل دمه وماله وذراريه، سواء أفعلها عن علم بتحريمها، او جهلاً واشتباهاً، لأن فعلها يفضي الى تكذيب الرسول، وان لم يتعمد الفاعل منكراً. (الرسائل العملية التسع ص79). وليس من شك انك قد لاحظت ايها القارىء انهم عدوا عدم زيارة النبي وطلب الشفاعة منه شرطاً في التوحيد، ولم يعدوا قتل النفس المحترمه ولا الزنا ولا أكتناز الذهب من منافيات التوحيد والايمان.
وبعد، فان ما ذكرناه من الشواهد والارقام يعطي الصورة الوافية للفهم الوهابي للتوحيد والاسلام، والنزعة المتعصبة ضد الانسانية، وضد رسالة محمد التي تنظر الى البشرية نظرة حب ورحمة تتسع للقريب والبعيد في كل عصر وجيل. الوهابية او السيف
ان المبدأ الاول للوهابية، وشعارهم الوحيد: «اما الوهابية، وأما السيف» فمن اعتنقها سلم، ومن ابى أبيح دمه، وذبحت أطفاله، ونهبت أمواله، ومحال ان ينظر الوهابي الى غيره الا بهذه العين المكفرة المستحله للارواح والأموال.. قال الشيخ سليمان عبدالوهاب اخو محمد عبدالوهاب في كتاب «الصواعق الإلهية» ص27 و29 طبعه 1306هـ مخاطباً الوهابية: «فأنتم تكفرون بأقل القليل من الكفر، بل تكفرون بما تظنون انتم انه كفر، بكل تكفرّون بصريح الاسلام، بل تكفّرون من توقف عن تكفير من كفرتموه».
ولندع جيمع ما قيل عن الوهابية، وننظر الى كتبهم، وماخطوه بأيديهم، كما فعلنا فيما تقدم، قال محمد عبدالوهاب مؤسس مذهب الوهابية في رسالة «كشف الشبهات» المطبوعة مع غيرها في كتاب الرسائل العملية التسع ص123 طبعة 1957: «ولا تنفعهم لا اله الا الله، ولا كثرة العبادات، ولا ادعاء الاسلام لما ظهر منهم من مخالفة الشرع».
هكذا ينبغي ان تكون الأخوة والمحبة والرحمة.. لله درك أيها الشيخ لقد مثلت التسامح الاسلامي حتى كدنا نتوهم ان هذه الآية: (وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين) نزلت فيك.. استغفر الله.
وقال في صفحة 110: «وان قالوا: نحن لانشرك بالله، بل نشهد أنه لا يخلق، ولا يرزق، ولا ينفع، ولا يضر الا الله وحده لا شريك له، وان محمداً رسول الله لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضرراً، ولكن الصالحين لهم جاه عند الله، وأنا اطلب من الله بهم، فجاوبه ان الذين قاتلهم رسول الله مقرون بما ذكرت، ومقرون بأن اوثانهم لا تدبر شيئاً، وإنما أرادوا الجاه والشفاعة». أي ان من يطلب الشفاعة من محمد تماماً كمن يطلبها من الاوثان سواء بسواء.. هذا هو التحقيق الدقيق، والايمان العميق..
وايضاً قال محمد عبدالوهاب مؤسس المذهب في ص117 و118: «واذا قالوا: نحن نشهد ان لا اله الا الله، وان محمد رسول الله، ونصدق القرآن، ونؤمن بالبعث، ونصلي ونصوم، فكيف تجعلوننا مثل اولئك؟. فالجواب ان الرجل اذا صدّق رسول الله في شيء، وكذبه في شيء فهو كافر لم يدخل في الاسلام».
وهكذا يدخل هذا الشيخ في كفره من يشاء، ويخرج من الاسلام من يشاء، حتى كأن الله سبحانه قد جعل في يده ايمان العباد وعقيدتهم، لا في قلوبهم وعقولهم.. ولا ادري ماذا أراد بقوله: اذا صدق الرجل محمداً في شيء، وكذبه في شيء فهو كافر.. لان من صدّق رسالة محمد يصدقه في كل شيء، لا في شيء دون شيء.. وقد ادرك هذه الحقيقة مشركو قريش حين كتب النبي في صلح الحديبية: «هذا ما صالح عليه محمد رسول الله» فقال له المشركون: لئن كنت رسول الله، ثم قاتلناك، فقد ظلمناك، ادرك هذه الحقيقة المشركون، ولم يدركها محمد عبدالوهاب.. لماذا؟ لأنه هو قد آمن ببعض ما جاء به محمد، وكفر ببعض..
وجاء في كتاب تطهير الاعتقاد ص35 و36: «يجب ان يدعى هؤلاء الى التوبة، والرجوع الى التوحيد ـ أي الى الوهابية ـ فمن رجع منهم حقن دمه وماله وذراريه، ومن أصر اباح الله منه ما أباح لرسول الله من المشركين».
وفي كتا فتح المجيد ص491: القتل لمن عاند ولم يتب من الخوارج والقدرية.. عجيب امر هؤلاء الوهابية.. يبيحون الدماء، حتى كأنها شربة ماء.. «ومن أصر اباح الله دمه وماله وذراريه» ولا ادري: هل هذا تقى وزهد، او فهم ووعي، او حب وتسامح، او نتيجة طبيعية لحقدهم على البشرية بعامة، والمسلمين بخاصة، أو انهم طبيعة أخرى منفصلة عن الانسان وحقيقته؟..
وفي صفحة 40 و41 من هذا الكتاب: «اذا قال الكافر: لا اله الا الله حقن دمه وماله، حتى يثبت العكس، اما غيرهم ـ أي المسمون ـ فلا تنفعهم كلمة لا اله الا الله كما انها لم تنفع الخوارج على عبادتهم.. فثبت ان مجرد كلمة التوحيد غير مانع من ثبوت شرك من قالها، لارتكابه ما يخالفها» ارأيت الى هذا المنطق. كلمة التوحيد تنفع الكافر، حتى يثبت العكس.
ولا تنفع المسلم بحال؟، وانما الذي ينفع الاساءة الى الله في عرشه، والى محمد في قبره، الذي ينفع هدم قبور آل الرسول، وتشبيهه بالعصا والأوثان.. والذي يجدي هو إباحة الدماء، وسبي النساء، ونهب الأموال، واشاعة الخوف والفوضى، والفساد في الارض باسم الدين والسماء، قال الله جل وعز:
(ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة) . وقال: الوهابية: بل تباح دماؤهم وتسبى ذراريهم وتنهب أموالهم..
وبعد، فهل من شاهد اصدق من هذا على ان مبدأهم وشعارهم: «الوهابية، او السيف للرجال والنساء والاطفال، والنهب للأموال»؟..
يقول الشيوعيون: «ان الدين هو التميمة السماوية لمجتمع جاهل مضطهد، يحفظ مع ذلك بشيء من سوء النية، ثم يبرر الشر والفساد بالوحي من السماء».
وهذا القول لا ينطبق على اية عقيدة دينية الا عقيدة الوهابية. حرية العقيدة
ان عقيدة الوهابية تحتم الضغط على كل انسان، بخاصة المسلم وان يترك رأيه الى رأيهم، واجتهاده الى فهمهم، والا حل ماله، واستبيح دمه، ودم أهله وعياله ـ الوهابية أو السيف ـ. وقد نصت المادة الثامنة عشرة من قانون حقوق الانسان الذي اقترته الجمعية العامة في الامم المتحدة، نصت هذه المادة على ان «كل انسان الحق في حرية الدين والعقيدة، والتعبير عنهما بالقول والفعل».
وسواء أقرت الامم المتحدة هذا الحق، أم انكرته، فان الحرية تتصل بانسانية الانسان، وبطبيعته مباشرة، فحرمانه منها معناه حرمانه من حياته واصل وجوده.. ولذا حرص الاسلام عليها، ولم يدع وسيلة لاحد من وسائل الضغط والاجبار على الايمان بشيء لم يصل اليه بقلبه، ولا بعقله.
لذا دعا الى النظر المستقل، والتفكير الحر، قال عز من قائل: «انظروا ماذا في السموات والارض.. وفي انفسكم افلا تنظرون.. قل سيروا في الارض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين.. لا إكراه في الدين.. لست عليهم بمسيطر..»
الى غير ذلك من عشرات الآيات، ولا شيء اصح واوضح في الدلالة على ان أساس الاسلام هو النظر لا التقليد، وان دعوته تقوم على العقل والفطرة لا السيف والرمح من قوله: «لا اكراه في الدين». هذا هو الحق والعدل، وهذا هو الوجدان والعقل، فما دمت لا ترضى بأن يكرهك أحد على دينه، فكيف تكرهه أنت على دينك؟.. حتى الله تبارك وتعالى لم يحمل الناس قسراً على طاعته وعبادته، «ولو شاء ربك مافعلوه فذرهم وما يفترون ـ الانعام 112» واذا عطفنا هذه الآية على آية لا اكراه في الدين، وآية لست عليهم بمسيطر، وآية وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم، اذا عطفنا هذه الآيات وما اليها بعضها على بعض علمنا ان قول الرسول: امرت ان اقاتل الناس، حتى يقولوا: لا اله إلا الله.. المراد منه الذين يقاتلونه، ويسعون في الأرض فساداً، ويؤكد هذا المعنى الآية 193 من سورة البقرة: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة) بل ان القرآن رخص للمسلمين ان يحسنوا ويكرموا من لم يقاتلهم في الدين، ولم يعتد على الأرواح والأموال: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين) .
الشرك
من تحصيل الحاصل، وتضويح الواضح القول: ان الشرك هو ان يدعو الانسان مع الله إلهاً آخر، بحيث اذا قيل له: لا إله إلا الله نفر واستكبر، كما في الآية 35 من الصافات: (انهم كانوا اذا قيل لهم لا إله إلاّ الله يستكبرون) والآية 5 من سورة ص: (اجعل الآلهة إلهاً واحداً ان هذا لشيء عجاب) . وذكرنا في فصل المسلم والكافر طرفاً من الأحاديث فلا نعيد.
فأين الاحراز والتمائم، واستعمال الرقى والتعاويذ والتطير والتشاؤم، وزيادة القبور والصلاة عندها، والتمسح بها، والتعمير عليها، والحلف بغير الله، وما الى ذاك مما كفر الوهابيون به جميع المسلمين؟..
وعلى افتراض ان هذه الأمور من المحرمات فإنها من الفروع التي لا تمت الى التوحيد والأصول بسبب قريب ولا بعيد، وفعلها لا يوجب الكفر ولا الارتداد، بل ولا الحد، ولو اوجب الكفر لما وجد على وجه الأرض مسلم.
والآن نوجه هذه الاسئلة الى الوهابيين: قلتم: أن تعمير القبور والتمسح بها، والطواف حولها، والصلاة لله عندها شرك، بل قلتم: ان من شك وتوقف عن تكفير من كفرتم فهو كافر، وان لم يتعمد المنكر، بل توقف تورعاً واحتياطاً.. ولم تستثنوا قبراً واحداً من وجوب الهدم، حتى قبر الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم.. اذن، لماذا هدمتم قبور الأئمة الاطهار في البقيع، وتركتم قبره الشريف؟. لماذا وقفتم «بالاصلاح» في منتصف الطريق؟.. يقول حفيد محمد عبدالوهاب في فتح المجيد 242: «ان عكوف الناس على قبور الانبياء اعظم، واتخاذها مساجد اشد». وعليه فقبر الرسول اولى بالهدم، لأنه الأصل، وقبور الآل فرع. ثم لماذا تمنعون الناس من التمسح بقبره، وتحيطونه بسياج من الشرطة يمنعونه من الدنو منه، وتدعونهم يطوفون حوله، ما دام كل من التمسح والطواف محرماً، وربما كان الطواف أشد؟.
ثم ان مسجد الرسول الحالي قائم على قبره وقبر ابي بكر وعمر، ان ان جزء منه قائم على هذه القبور، فان الوليد بن عبدالملك هدم المسجد الذي كان على عهد الرسول، وادخل فيه بيوت ازواجه، ومنها بيت عائشة الذي فيه القبور الثلاثة، فصارت هذه القبور ضمن المسجد الموجود الآن، اذن، القسم الذي ضم هذه القبور ليس جزء من مسجد الرسول، لأنه قد حدث بعده، وعلى مذهبكم يجب هدم هذا الجزء الحادث، مع انكم تقيمون الصلاة جماعة في تمام المسجد الحالي، أي ان كثيراً من المؤتمين بكم يصلون في الجزء الحادث الذي فيه القبور، وقد صرح أئمتكم بأنه لا تجوز الصلاة في مسجد بني على قبر، لان ذلك يفضي الى الشرك على حد تعبير ابن تيميه في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم ص404، بل لا تجوز الصلاة فريضة في مسجد بني بين القبور، لا عليها كما قال حفيد محمد عبدالوهاب في فتح المجيد ص243. واذا لم تجز الصلاة في مسجد بين القبور، فيكف فسحتم المجال لمن يأتي بكم في مسجد، او في جزء من مسجد توجد القبور في قلبه ووسطه، مع ان ذلك يفضي الى الشرك بزعمكم؟. وأي فرق بين ان تصلوا انتم في هذا الجزء، او ترضو بالصلاة فيه، بل تكونوا أئمة لمن صلى فيه؟.. أليس معنى هذا انكم من الذين يقولون مالا يفعلون، ويفعلون ما ينكرون، ويكفرون الناس بما يرتكبون؟..
وكل شيء جائز على منطق الوهابيين.. عباقرة تكفير الأمة.. ونوابغ تشتيت شملها، وتفتيت وحدتها.. وسؤال آخر لا أخير نوجهه اليكم ـ ايها الوهابيون ـ نوجهه للاستفهام لا للتعجيز، ولتقارنوا وتوازنوا بين آرائكم بعضها مع بعض، وهذا هو السؤال: هل عمارة القبور واقامة المساجد عليها أعظم إثماً عند الله، أو تكفير من قال: لا اله الا الله محمد رسول الله، واباحة دمه وماله وذراريه؟.
وبالتالي، فان المسلمين اذا يعظمون النبي، ويتوسلون به الى الله، ويطلبون منه الشفاعة فانما يفعلون ذلك من باب انه وسيلة لا غاية، وطريق لا هدف، وبهذا يحصل التوازن والتعادل بين الايمان بالله كمبدي الخلق ومعيده، وبين الايمان بمحمد كنبي مقرب، وشفيع مشفع. الشيعة والمناجاة عند قبور الأئمة:
لو اطلع الوهابيون على ما يدعو به الشيعة عند قبور أئمتهم لادركوا ان زيارتهم لها هي التوحيد في واقعه، والاخلاص في حقيقته، لو سمع الوهابيون تلك الأصوات، ووعوا تلك الكلمات التي تتردد حول قبر أمير المؤمنين علي، وولده الامام الحسين لتأكدوا انها عين التنزيه عن الشرك، ونفس الايمان بالله وحده. وإليك أمثلة من ذلك الكلم الطيب:
فمن ادعية الصحيفة السجادية التي يرددها الشيعة صباح مساء عند قبور الأئمة الاطهار وفي كل مكان: «الهي من حاول سد حاجته من عندك فقد طلب حاجته في مظانها، واتى طلبته من جهتها، ومن توجه بحاجته الى احد من خلقك، او جعل سبب نجحها دونك فقد تعرض للحرمان، واستحق من عندك فوات الاحسان».
ومن دعاء آخر: «الهي لا تخيب من لا يجد مطمعاً غيرك، ولا تخذل من لا يستغنى عنك بأحد دونك».
ومن دعاء ثالث: «الّلهمّ ان صرفت عني وجهك الكريم، او منعتني فضلك الجسيم، او خطرت عليّ رزقك، او قطعت عني سببك لم اجد اللسبيل الى شيء من أملي غيرك، ولم اقدر على ما عندك بمعونة سواك».
ومن رابع: «إلهي خاب الوافدون على غيرك، وخسر المتعرضون الا لك، وضاع الملمون الا بك، وأجذب المنتجعون الا من انتجع فضلك». ومن خامس: «تباركت وتعاليت لا اله الا انت صدقت رسلك، وآمنت بكتابك، وكفرت بك معبود سواك، وبرئت ممن عبد غيرك» الى ما لا يحصى من هذا التنزيه عن كل شبية.
فاين عبادة الوهابين، وتوحيد المكفرين من هذا الاعتصام والانقطاع والزهد، والتنزيه النزيه، والعبادة التقية النقية؟. وهل ينطق بهذا الا من سمى عقله، وصفا قلبه، واختلط التوحيد بلحمه ودمه؟. هل يصدر هذا الكلم الطيب عن نفس فيها شائبة لغير الواحد الأحد؟. وهل من عبادة تستهدف العلي الأعلى كما تستهدفه هذه المناجاة: «خاب الوافدون على غيرك، واجذب المنتجعون الا من انتجع فضلك»؟. وهل يصدق وينطبق على من اعتصم بالله بهذه العبادة والمناجاة، هل ينطبق عليه قول ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم ص391 ان الرافضة ابعد الناس عن التوحيد وقول محمد عبدالوهاب في كتاب التوحيد وشرحه فتح المجيد ص243: وبسبب الرافضة حدث الشرك، وقول الصنعاني في تطهير الاعتقاد ص31: «يطلبون من الميت مالا يطلب الا من الله»؟.
ان الشيعة لا يزورون أئمة البقيع الا ليرددوا هذه المناجاة التي ناجى بها الامام زين العابدين العليم القدير، ولا يزورون مقام علي أمير المؤمنين الا لتمتليء نفوسهم بقوله: «عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم». ولا يزورون مشهد ولده سيد الشهداء في كربلاء الا لينقطعوا الى الله، ويعرضوا عن كل ما سواه من مال وجاه وحطام مخاطبين الله بقول ابي عبدالله: الحسين «ماذا وجد من فقدك؟. وما الذي فقد من وجدك؟.»
فاين الشرك والالحاد الذي زعم الوهابيون ان زيارة القبور تفضي إليه؟..
كلا، لا شرك في زيارة قبر الرسول وآله، وانما الشرك فيما قاله الصنعاني في آعظيم في الأفعال، كان في الهند رجل يقطّع الولد عضواً عضواً، ويرمي بكل عضو الى جهة، ثم يرد الاعضاء، ويعود الولد حياً، وكان في العراق رجل يفصل رأس الانسان عن جسده، ثم يرده كما كان، وكانت في القديم امرأة تلقي القمح في الأرض، وتقول له: اطلع فيطلع، ثم تقول له: ايبس فيبس، ثم تقول له: اطحن، فيصير طحيناً، ثم تقول له: اخبز، فيصير خبزاً، وكانت لا تريد شيئاً الا كان»(1) .
يعتقد الوهابية ان الساحر المنافق المشعوذ يقول للشيء كن فيكون، تماماً كرب العزة، ومع ذلك هم وحدهم المؤمنون الموحدون، اما من يتقرب الى الله بزيارة قبر الرسول، وآله الكرام فمشرك..
بقي ملحوظة، وهي ان التوحيد الحق، والاخلاص لله في العبادة انما يتحققان، ويوجدان، حيث توجد العدالة الاجتماعية، وحيث يعمل الانسان لعون أخيه الانسان، ويحب له ما يحبه لنفسه، اما حيث يعيش هو في الترف والبذخ، ويغرق أخوه بالشقاء والمحن، فلا توحيد، ولا ايمان، ولا اسلام، بل رياء ونفاق، وفساد وضلال.
ملحوظة ثانية: لقد هدم السعوديون قبور آل الرسول،
____________
(1) حين اجتمعت برئيس قضاة الوهابية في مكة الشيخ سليمان بن عبيد قلت له: ساكتب عن عقيدتكم، فارشدني الى الكتب المعتبرة عندكم. فاسمى لي عدداً، منها تطهير الاعتقاد للصنعاني. فلزمتهم الحجة اذن. خر كتاب تطهير الاعتقاد من أدران الالحاد وهذا نصه بالحرف: «السحر أمر مقطوع به، وله تأثير </span></span></span></span></span></span></span>
ومع ذلك بقيت السعودية تسير في مؤخرة الركب في شتّى الميادين، ولم تتقدم خطوة الى الامام.. اذن، سر التأخر والتقهقر لا يكمن في تعمير القبور، ولا في اقامة المساجد عليها، بل السر كل السر يكمن في الجهل وفساد الأوضاع، وفي الدكتاتورية والاسراف، وفي الأفكار الضيقة المغلقة التي لا تتفتح لثمرات المعقول.
ملحوظة ثالثة: لقد غالى الخوارج بتكفير من كفروا، وغالى من أحرقهم الامام في تأليهه، وغالى الوهابيون في تكفير الأمة.. وبديهة ان الغلو لعنة وطغيان يفسد العقيدة ويضلل العقل، بل ويفسد الحياة، لا نها لا تقوم على الجذب وحده، ولا على الدفع وحده، بل على التعادل بينها والتوازن، وكذلك تكفير المسلم فساد، وتأليهه أفسد، والعدل هو الوسط.
ملحوظة رابعة: اوجبوا هدم القبور، وحرموا الخروج على الحاكم الجائر، والمستبد الفاسد، وأجبوا طاعته والاستماع له.
وملحوظة خامسة: أي فرق بين من يكتب وثيقة بحرمان الانسان من الدين، ورحمة الله، كما تفعل الكنيسة، وبين من يصدر حكمه عليه بالتكفير؟. وايهما أسوء وأفظع؟.
</span></span></span></span>
|
|
|
|
|