طرح جميل جدا وكلمات رائعة تحمل بين طياتها معاني رائعة
سلمت لنا غاليتي على هذا الاختيار الجميل رائعة بتالقك مبدعة باختياراتك
وفقك الله لكل خير وسدد خطاك
لك مني ارق التحايا
اللهم صل على محمد وال محمد
هلا بك غاليتي
اسعدني تواجدك
شكرا لك
اعلم وفقك الله أن الحب الإلهي هو أن يحبنا الله تعالى لنا ولنفسه أما حبه إيانا لنفسه فهو قوله ( أحببت أن أ عرف فخلقت الخلق فتعرفت إليهم فعرفوني ) فما خلقنا إلا لنفسه حتى نعرفه وقوله (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) فما خلقنا إلا لنفسه خلق سبحانه الخلق ليسبحوه فنطقهم بالتسبيح له والثناء عليه والسجود له ثم عرفنا بذلك فقال (( وإن من شيء إلا يسبح الله )) أي بالثناء عليه بما هو عليه وبما يكون منه وهذا تسبيح فطري ذاتي عن تجل تجلي لهم فأحبوه فانبعثوا إلى الثناء عليه من غير تكلف بل اقتضاء ذاتي وهذة هي العبادة الذاتية التي أقامهم الله فيها بحكم الاستحقاق الذي يستحقه فالعالم كله في مقام الشهود والعبادة إلا كل مخلوق له قوة التفكر وليس إلا النفوس الناطقة الإنسانية والجانية خاصة من حيث أعيان أنفسهم لا من حيث هياكلهم كسائر العالم في التسبيح له والسجود فأعضاء البدن كلها بتسبيحه ناطقة وهذا من حكم حبه إيانا لنفسه فمن وفّى شكره ومن لم يوف عاقبه فنفسه أحب وتعظيمه والثناء عليه أحب وأما حبه إيانا لنا فلما عرفنا به من الأعمال التي تؤدينا إلى سعادتنا ونجاتنا من الأمور التي لا توافق أغراضنا ولا تلائم طباعنا وعرفنا بمصالحنا دنيا وآخرة ونصب لنا الأدلة على معرفته حتى نعلمه ولا نجهله ثم انه رزقنا وانعم علينا مع تفريطنا بعد علمنا به وإقامة الدليل عندنا على إن كل نعمة تتقلب فيها إنما ذلك من خلقه وراجعة إليه وانه ما أوجدها إلا من أجلنا لننعم بها ونقيم بذلك وتركنا نرأس ونربع ثم انه بعد هذا الإحسان التام لم نشكره والعقل يقضي بشكر المنعم وقد علمنا أنه لا محسن إلا الله فمن إحسانه أن بعث إلينا رسولا من عنده معلما ومؤدبا فعلمنا بما لنا في نفسه فشرع لنا الطريق الموصل إلى سعادتنا وإبانه وحذرنا من الأمور المردية واجتناب سفساف الأخلاق ومذامها ثم أقام الأدلة على صدقه عندنا فجاء بالنيات وقذف في قلوبنا نور الإيمان وحببه إلينا وزينه في قلوبنا وكره إلينا الفسوق والعصيان فأمنا وصدقنا ثم منّ علينا بالتوفيق فاستعملنا في محابه ومراضيه فعلمنا انه لولا ما أحبنا ما كان سيء من هذا كله ثم إن رحمته سبقت غضبه وان شقي من شقي فلابد من شمول الرحمة والعناية والمحبة الأصلية التي تؤثر في العواقب ولما سبقت المحبة وحقت الكلمة وعمت الرحمة وكانت الدار الدنيا دار امتزاج وحجاب بما قدره العزيز العليم خلق الآخرة ونقلنا إليها وهي دار لا تقبل الدعاوي الكاذبة فاقر الجميع بربوبيته هناك كما اقروا بربوبيته في قبضة الذر من ظهر ادم فكنا في الدار الدنيا وسطا بين طرفين طرفي التوحيد وإقرار وفي الوسط وقع الشرك مع ثبوت الوجود فضعف الوسط ولذلك قالوا (( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )) فنسبوا العظمة والكبرياء إلى الله تعالى في شركهم ثم اخبرنا تعالى انه طبع على قلب كل من ظهر في ظاهر لقومه بصفة الكبرياء والجبروت وما جعل ذلك في قلوبهم إلا بسبب طابع العناية فهم عند نفوسهم بما يجدونه من العلم الضروري أذلاء صاغرون لذلك الطابع فما دخل الكبرياء على الله قلب مخلوق أصلا وان ظهرت منه صفات الكبرياء فثوب ظاهر لا بطانة له منه وهذا كله من رحمته ومحبته في خلقه ليكون المآل إلى السعادة فما ضعف الوسط وتقوى الطرفان غلب في آخر الأمر وامتلأت الداران وجعل كل واحدة منهما نعيما لأهلها يتنعمون به بعد ما طهرهم الله بما نالوه من العذاب لينالوا النعيم على طهارة ألا ترى المقتول قودا كيف طهره القتل من ظلم القتل الذي من قتل به فالسيف محاء وكذلك إقامة الحدود في الدنيا كلها تطهير للمؤمنين حتى قرصة البرغوث والشوكة يشاكها وثم طائفة أخرى تقام عليهم حدود الآخرة في النار ليتطهروا ثم يرحمون في النار لما سبق من عناية المحبة وان لم يخرجوا من النار