يقول ابن رشد القرطبي :
(( وقال سفيان الثوري وأحمد : لاتزوج العربية من مولى ، وقال أبو حنيفة وأصحابه : لاتزوج قرشية إلا من قرشي ، ولا عربية إلا من عربي . . .)) .
(بداية المجتهد ج2 ص16 .)
وقال أبو بكر محمد بن أحمد القفال الشاشي أحد كبار علماء الشافعية أثناء كلامه عن الكفاءة في الزواج :
(( فأما النسب ، فالعجمي لا يكون كفؤا العربية ، وغير القرشي لا يكون كفؤا للقرشية ، وفي قريش بعضها مع بعض وجهان . . .)) .
(حلية العلماء في معرفة مذاهب الفقهاء ج6 ص353)
ونقل الحافظ عبد الرزاق الصنعاني مباشرة عن سفيان الثوري أنه قال :
(( لو أن رجلا أتى قوما فقال إني عربي ، فتزوج إليهم ، فوجدوه مولى كان لهم أن يردوا نكاحه ، وإن قال أنا مولى فوجدوه نبطيا ردّ النكاح ، فإن قال أنا عربي ، فكان عربيا من غير أولئك الذين انتمى اليهم جاز النكاح ، وإن قال أنا مولى لبني فلان فوجدوه مولى لغيرهم جاز النكاح . قال عبد الرزاق : وكان يرى التفريق إذا نكح المولى عربية ، ويشدد فيه )) .
(المصنف للصنعاني ج6 ص154 ح10330)
ونسب بعضهم ذلك إلى عمر بن الخطاب ، فقد أخرج الحافظ عبد الرزاق الصنعاني عن ابن جريج قال :
(( وزعم ابن شهاب أن عمر بن الخطاب قال على المنبر : والذي نفس عمر بيده لأمنعن فروج ذوات الأحساب إلا من ذوي الأحساب . . .)) .
(المصنف للصنعاني ج6 ص154 ح10331 .)
وأخرج عبد الرزاق أيضا عن سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت ، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة قال : قال عمر بن الخطاب :
(( لأمنعن فروج ذوات الأحساب إلا من الأكفاء )) .
(المصنف للصنعاني ج6 ص152 ح10324 .)
ونسبوا اليه غير ذلك من أنواع التحيز العنصري منها ما أخرجه مالك في الموطأ ، حيث قال راوي الموطأ عن يحي الليثي الذي روى الموطأ مباشرة عن مالك : وحدثني عن مالك ، عن الثقة عنده ، أنه سمع سعيد بن المسيب يقول :
(( أبى عمر بن الخطاب أنْ يورث أحدا من الأعاجم إلا أحداً وُلد في العرب)) .
(الموطأ بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ج2 ص520 .)
« كان عمر لا يترك أحداً من العجم يدخل المدينة..» (مروج الذهب ج2 ص320 والمصنف للصنعاني ج5 ص474. وراجع : مجمع الزوائد ج9 ص75 عن الطبراني ).
ابن تيمية : ان الشريعة حين تنهى عن مشابهة الاعاجم ، دخل في ذلك الاعاجم الكفار والمسلمون معاً (راجع : اقتضاء الصراط المستقيم ص162).
عن عمر بن الخطاب ، أنه قال : « لا تعلموا رطانة الاعاجم» (السنن الكبرى ج9 ص234 وراجع : المصنف للصنعاني ج1 ص411 واقتضاء الصراط المستقيم ص205 و199 عن مصنف ابن أبي شيبة)
الجاحظ أنه قال : « زوجوا الاكفاء. وكان أشد منه (أي من أبي بكر) في أمر المناكح» (العثمانية ص211).
وقد أجرى سياسة التمييز هذه حتى بالنسبة لنساء النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قال الجاحظ : « فضل القرشيات من نساء النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم على غيرهن» (العثمانية ص 211).
ولكن أين هذا من قول
الله عزوجل :
{ إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُم إنّ اللهَ عَلِيمٌ خبير} .
لذا كان امير المؤمنين من اصدق الناس اتباع لله ولرسوله صلوات الله عليه واله
(قال مغيرة: كان علي (عليه السلام) أميل إلى الموالي، وألطف بهم، وكان عمر أشدّ تباعداً منهم)
دلائل الإمامة (ط النجف) ص81 و 82 و (ط مؤسسة البعثة) ص194 ـ 196 والعدد القوية ص57 و 74 والمناقب لابن شهرآشوب ج4 ص48 وبحار الأنوار ج46 ص15 و 16 وج97 ص56 وج101 ص199 وج45 ص330 وج31 ص134 ونفس الرحمان ص570 وراجع: مستدرك الوسائل ج11 ص132 وج15 ص484 والغارات للثقفي ج2 ص825 وجامع أحاديث الشيعة ج13 ص180 وج19 ص377 والدر النظيم ص580.
جاء في كتاب وسائل الشيعة :
[ 25057 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن عمرو بن أبي بكار ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) زوج المقداد بن الاسود ضباعة ابنة الزبير بن عبد المطلب ، وانما
زوّجه لتتّضع المناكح ، وليتأسّوا برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وليعلموا أن أكرمهم عند الله أتقاهم .

ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب ، مثله .
[ 25058 ] 2 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن هشام بن سالم ، عن رجل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) زوج المقداد ابن الاسود ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب ، ثم قال : إنّما (1) زوجها المقداد لتتضع المناكح ، ولتتأسوا برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ولتعلموا أن أكرمكم عند الله أتقاكم ، وكان الزبير أخا عبدالله وأبي طالب لابيهما وامهما .
[ 25059 ] 3 ـ وعن الحسين بن الحسن الهاشمي ، عن إبراهيم بن إسحاق الاحمر ، وعن علي بن محمد بن بندار ، عن السياريّ ، عن بعض البغداديين ، عن علي بن بلال قال : لقي هشام بن الحكم بعض الخوارج فقال : يا هشام ، ما تقول في العجم ، يجوز أن يتزوّجوا في العرب ؟ قال : نعم ، قال : فالعرب يتزوجوا من قريش ؟ قال : نعم ، قال : فقريش تزوج في بني هاشم ؟ قال : نعم ، قال : عمن أخذت هذا ؟ قال : عن جعفر بن محمد ( عليه السلام ) ، سمعته يقول : أتتكافأ دماؤكم ولا تتكافأ فروجكم ، الحديث .

ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب ، مثله
http://www.rafed.net/books/hadith/wasael-20/v04.html
.