عندما نتحدث عن شهيد المحراب علينا أن نسلط الضوء على مرجعية التحدي والصمود والتي كان لسماحة أية الله المجاهد شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم الدور الكبير فيها فان الحديث لم يمر عليها بشكله كما ورد بل يكون التحدث عن ثورة الإمام الحسين -ع-
ودوره القيادي والريادي في تغيير المعادلة الظالمة التي أريد بها إنهاء دور الإسلام بعد 61 عام من ولادته العظيمة ورافق الدور الملحمي للإمام سيد الشهداء-ع- دور العقيلة زينب -ع- في أكمال الأهداف التي من اجلها ثار ونهض أبو الأحرار في كربلاء لإتمام الرسالة المحمدية الإسلامية فقد ضحت السيدة العقيلة -ع
- وهاجرت وتسلط الأعداء على كل المقدرات لكن الإرادة الإلهية مضت في التوفيق والسداد من اجل إيصال هذه الحقيقة والتي تتضمن فيما قام به يزيد الفاجر وتسلطه على الحكم بعيد عن النصوص القرآنية التي تؤكد صيرورة وأحقية الخلافة بيد أل محمد -ع- .
وكما هو حال الإمام الحسين والسيدة زينب -عليهما السلام- فقد عاش العراقيون سنين محنة وتسلط من أحفاد الطاغوتية والجاهلية أبان الحكم الفاشستي ألبعثي وفي تلك الأيام العصيبة أحيت الثورة الحسينية في العهد الجديد ولكن بقيادة زعماء الحوزة العلمية ومراجعها العظام أمثال الإمام أبا القاسم الخوئي والشهيد السيد محمد باقر الصدر وشهيد المحراب - قدس-
وغيرهم من نجباء المرجعية فكانت هناك المرجعية الدينية في النجف الاشرف على حد السيف أما أن تستسلم للنظام وهذا محال أو تنهض بأعباء المسؤولية الملقاة عليها ونظرا للتوافق في الرؤى والتوجهات والتعاون في وجود المعطيات فقد اثر مراجع الدين ألا أن يكون هناك تخطيط دقيق ومبرمج ينقذ المرجعية الدينية وشيعة أهل البيت في العراق والعالم من العدوان الذي نظم لهذا الغرض وهو إنهاء دور الحوزة العلمية في النجف الاشرف
من خلال أولا تسفير جميع العلماء والموالين للحوزة النجفية من لم يحمل الجنسية العراقية وهذا خلاف المواثيق الدولية التي تحترم الجاليات العالمية في الدول والهدف من وراء ذلك تفريغ الحوزة من رجال الدين والعلم والعاملين على ديمومتها وثانيا استخدام الضغط على من هو عراقي في الحوزة بتوجيه لهم التهم السياسية والجنائية أو الاغتيال إعدام الآلاف من أساتذة وطلبة الحوزة وثالثا هدم والمداس الدينية ومنع الانظمام للحوزة العلمية.
كل هذا دعا المرجعية الدينية إلى الخروج بحلول يصان فيه مقام الحوزة العلمية وبقاءها الرافد المهم في حياة مذهب الأمامية فكانت هناك مرجعية الصمود متمثلة سماحة الإمام السيد أبا القاسم الخوئي زعيم الطائفة أنذلك حتى وفاته - قدس- والتي استمرت في
عطاءها داخل العراق رغم الرياح الصفراء التي تواجهها من قبل النظام البائد ورغم ما قام به النظام من قتل وتدمير ومحاربة لكل ما تقوم به من خلال زج العملاء داخل الحوزة والذين اخذوا دورهم في الرقابة والاغتيالات والتجسس وأيضا الضغط النفسي والسياسي والاجتماعي الذي يفرض على الجميع في مؤسسة الحوزوية مما انخفض عدد أعضاء هذه المؤسسة إلى العشر مقارنة بمنتصف السبعينيات من القرن الماضي.
أما الدور التحدي للنظام فقد تكرس في شخصية الشهيد السيد محمد باقر الصدر الذي مثل دور الإمام الحسين-ع- كما أسلفنا وحمل على عاتقه القيام بالثورة الإسلامية بوجه الكفر والإلحاد كما أفتى سماحته فلم يكن السيد أبا جعفر الصدر منفرد في رأيه بالقيام هذا الدور البطولي فقد كان معه ثلة من أبناء الحوزة والمرجعية والذين قدر له بان يكونوا مراجع دين وسياسة أمثال سماحة الشهيد السيد مهدي الحكيم وسماحة شهيد المحراب أية الله السيد محمد باقر الحكيم
ليقودوا أبناء العراق للخلاص من الطامة العفلقية فما أن أعلنت الثورة التي كان من المؤمل أن يخرج السيد محمد باقر الصدر ليصلي في الحرم العلوي ويفجر الثورة ألا أن التريث لأسباب خاصة قاد ازلام النظام لاعتقاله للمرة الأخيرة والتي لم ينل الشهادة فيها فقط بال فجر الثورة أيضا ليأتي الدور للمجاهد السيد محمد باقر الحكيم ليحمل لواء الثورة من بعد استشهاد أستاذه السيد محمد باقر الصدر
ويسير كما سارة مولاتنا زينب الحوراء بنشر أفكار الثورة وفضح سياسة الجبارين فمنذ خروجه من ارض الوطن احتضن السيد الحكيم البناء العراق الذين هجرهم أو هاجروا من جور النظام ليكن الأب الحنون لكل الشرائح بدون استثناء وبعد الجرائم الكبيرة والكثيرة التي قام فيها النظام ضد العراقيين أقام السيد الحكيم المؤتمرات والتجمعات العامة التي تطالب بحقوق العراقيين المسلوبة وأنشئ المركز الوثائقي لحقوق الإنسان في المهجر والذي بات مصدر مهم لفضح جرائم النظام في العراق
وخاصة بعد الأنفال وانتفاضة شعبان وتجفيف الاهوار وعمليات القتل والاغتيالات التي طالت العراقيين في الداخل والخارج وإيجاد قوة ضاربة من أبناء الشعب العراقي وهي قوات بدر وإعادة تأهيل القوة السياسية العراقية تحت لواء المجلس الأعلى للثورة الإسلامية ليكون الخيمة التي تجمع كافة الأطياف السياسية كما طاب في كل المحافل الدولية والإقليمية بضرورة بناء دولة عراقية جديدة مستندة على قيام مؤسسات حكومية وتشريعية وإيجاد الدستور العراقي والبرلمان الممثل لكل الطيف العراقي سائرا خلف المرجعية الرشيدة مستند على أبناء العشائر العراقية وكافة أطيافه .
وعند عودته - قدس- سارع متسابقا مع الزمن الذي وافه بالشهادة بان يحقق ما يصبو إليه العراقيين من مقومات حقيقية ليكن فعلا المرجع الديني الذي تحدى الكابوس والطاغوت ليسلم الأمانة أمانة مرجعية التحدي للمرجع الأعلى الإمام السيد علي السيستاني - دام ظله- وعند استشهاده لم يكن شهيدا للمحراب فقط بل شهيد العراق والمحراب رمز الشهادة ووسام المجد التي طال ما تمنى وناله شهيدنا الغالي السيد محمد باقر الحكيم لمضي متحد الزمن والطغيان.
السلام عليكم
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف
رحمك الله يا سيدي يا محمد باقر الحكيم كنت صوتا صادحا باحق ولم تاخذك في الله لومه لائم علمتنا ان الحق يجب ان نتمسك به
وحنينا الى صوتك الهادر ونحن نصلي عند امير المؤمنين ونهتف (نعاهد نجاهد لنا الحكيم قائد ) نعم كنت قائدنا وسيدنا المفدى
لكن القدر قد حرمنا منك
رحمك الله يا ابا صادق ونحن محبيك معك الى اخر الانفاس