كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء غير مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر
و قالوا في الكمال
قال القاضي : هذا الحديث يستدل به من يقول بنبوة النساء ونبوة آسية ومريم ، والجمهور على أنهما ليستا نبيتين ، بل هما صديقتان ووليتان من أولياء الله تعالى ، ولفظة ( الكمال ) تطلق على تمام الشيء وتناهيه في بابه ، والمراد هنا التناهي في جميع الفضائل وخصال البر والتقوى .
و قالوا في فوائد الثريد
قال العلماء : معناه أن الثريد من كل الطعام أفضل من المرق ، فثريد اللحم أفضل من مرقه بلا ثريد ، وثريد ما لا لحم فيه أفضل [ ص: 570 ] من مرقه ، والمراد بالفضيلة نفعه ، والشبع منه ، وسهولة مساغه ، والالتذاذ به ، وتيسر تناوله ، وتمكن الإنسان من أخذ كفايته منه بسرعة ، وغير ذلك ، فهو أفضل من المرق كله ، ومن سائر الأطعمة .
/
الكمال وصل الى النبوة و تحدد بالتصديق و الولاية و منتهى الفضائل
و خصال البر و التقوى
و فضائل ( عائشة ) الثريد
والمراد بالفضيلة نفعه ، والشبع منه ، وسهولة مساغه ، والالتذاذ به ، وتيسر تناوله ،
وتمكن الإنسان من أخذ كفايته منه بسرعة ،
وأقول والله المستعان
إن هذا الحديث طعناً في عائشة اكثر من مدحها
وإلا فإن سياق الحديث غير مترابط أبداً لا من حيث السياق ولا من حيث التسلسل في التعديد تلك النساء الكُمَّل في هذه الامة ...
ولا ننسى أن المتحدث - على فرض صحتة الحديث - هو سيد البلغاء والمتكلمين ومن أُعطي جوامع الكلم ...
فبالله عليكم فهل أوضح وبين بليغ هذه الامة وسيد عربها وعجمها وأفصح لسانا في الخليقة اجمع فضل هذه المرأة وساواهما بأفضلية مريم بنت عمران وآسية عليهما السلام بتشبيهها بمرقة لحم ....!!!
وإليكم هذه اللفتة المفيدة من أحد أعلام علمائهم وهو "محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري" ...حيث يقول في كتابه "تحفة الأحوذي"...:
أحسنتم كثيرا بارك الله بكم أستاذنا الفاضل حيـــدرة
سيدي الكريم إذا كان ( الثريد ) هذا مقام عائشة كله فما الداع لهذا التهويل في شأنها ؟!
3485 - حديث أبي موسى " كمل - بتثليث الميم - من الرجال كثير " وتقدم الكلام عليه في قصة موسى عليه السلام عند الكلام على هذا الحديث في ذكر آسية امرأة فرعون وتقرير أن
قوله : " وفضل عائشة إلخ "
لا يستلزم ثبوت الأفضلية المطلقة ، وقد أشار ابن حبان إلى أن أفضليتها التي يدل عليها هذا الحديث وغيره مقيدة بنساء النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا يدخل فيها مثل فاطمة عليها السلام جمعا بين هذا الحديث وبين حديث " أفضل نساء أهل الجنة خديجة وفاطمة " الحديث ، وقد أخرجه الحاكم بهذا اللفظ من حديث ابن عباس ، وسيأتي في مناقب خديجة من حديث علي مرفوعا " خير نسائها خديجة " ويأتي بقية الكلام عليه هناك إن شاء الله تعالى ، وقوله : " كفضل الثريد " زاد معمر من وجه آخر " مرثد باللحم " وهو اسم الثريد الكامل (11/72)
3822 - قوله : " فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام"
الثريد بفتح المثلثة وكسر الراء معروف ، وهو أن يثرد الخبز بمرق اللحم ، وقد يكون معه اللحم ، من أمثالهم الثريد أحد اللحمين ، وربما كان أنفع وأقوى من نفس اللحم النضيج إذا ثرد بمرقته ، قال التوربشتي قيل : إنما مثل الثريد لأنه أفضل طعام العرب ولا يرون في الشبع أغنى غناء منه ، وقيل : إنهم كانوا يحمدون الثريد فيما طبخ بلحم ، وروي سيد الطعام اللحم ، فكأنها فضلت على النساء ، كفضل اللحم على سائر الأطعمة . والسر فيه أن الثريد مع اللحم جامع بين الغذاء واللذة والقوة وسهولة التناول وقلة المؤنة في المضغ وسرعة المرور في المريء ، فضرب به مثلا ليؤذن بأنها أعطيت مع حسن الخلق والخلق وحلاوة النطق فصاحة اللهجة وجودة القريحة ورزانة الرأي ورصانة العقل ، والتحبب إلى البعل ، فهي تصلح للتبعل والتحدث والاستئناس بها والإصغاء إليها ، وحسبك أنها عقلت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما لم تعقل غيرها من النساء وروت ما لم يرو ، مثلها من الرجال ، ومما يدل على أن الثريد أشهى الأطعمة عندهم وألذها قول الشاعر : إذا ما الخبز تأدمه بلحم فذاك أمانة الله الثريد
فهل عائشة تُطبخ و تُثرد مع المرق و تُؤكل و تمُضغ و تهُضم ليسهل هضمها في المرئ و تشبه بالثريد ؟!
و هل الثريد يعقل و ينطق لكي يكون له قريحة و فصاحة و حسن خلق لتشبيه عائشة به ؟!
الكارثة أنهم يريدون بالثريد تفضيل صاحبة الجمل أم النواصب على سيدة نساء أهل الحنة ؟!
////////////////////////
والحديث قد مضى في كتاب الأنبياء عليهم السلام في باب قوله تعالى إذ قالت الملائكة يا مريم ( آل عمران42 45 ) فإنه أخرجه هناك عن آدم عن شعبة عن عمرو بن مرة إلى آخره ومر الكلام فيه هناك وقال ابن الأثير قوله كفضل الثريد
قيل ولم يرد عين الثريد وإنما أراد الطعام المتخذ من اللحم والثريد معا وفي ( التوضيح )
ومقتضاه فضل عائشة على فاطمة
والذي أراه أن فاطمة أفضل لأنها بضعة منه ولا يعدل ببضعته (21/54)
المصيبة انهم يروون قبائح عائشة و فواحشها و يجعلون منها مناقب عظيمة !!
3491 - حديث عائشة في أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة ، وفيه " والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها " وقد تقدم الكلام عليه مستوفى في كتاب الهبة ، وقوله في أوله :
" حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب "
كذا للأكثر ، ووقع في رواية القابسي وعبدوس عن أبي زيد المروزي " عبيد الله " بالتصغير والصواب بالتكبير ، وقوله في هذه الرواية : " فقال يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها " وقع في الهبة " فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة ، فقلت : أتوب إلى الله تعالى " وفي هذا الحديث منقبة عظيمة لعائشة ، وقد استدل به على فضل عائشة على خديجة
(11/78)
فتح الباري
ولولا ما تقدم من الحديث المخصص لخديجة بالفضل عليها حيث قال والله ما أبدلني الله خيرا منها لقلنا بتفضيلها على خديجة وعلى نساء العالمين وكذلك القول في [ ص 428 ] مريم الصديقة فإنها عند كثير من العلماء نبية نزل عليها جبريل عليه السلام بالوحي ولا يفضل على الأنبياء غيرهم ومن قال لم تكن نبية وجعل قوله تعالى : { واصطفاك على نساء العالمين } [ آل عمران : 42 ] مخصوصا بعالم زمانها ، فمن قوله إن عائشة وخديجة أفضل منها ، وكذلك يقولون في سائر أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنهن أفضل نساء العالمين ونزعوا في تصحيح هذا المذهب بما يطول ذكره والله أعلم وفي مسند البزار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في فاطمة هي سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم . (4/425)
الروض الآنف