سلامٌ على جميع الأخوة والأخوات الطيبين والطيبات هاهنا وأخصّ سلامي لشعرائنا الأجلاّء الذين تعلمتُ منهم كيف أصيغ الحرف ليكون شعراً فطبتم وطاب وجودكم أبدا .. سلامٌ إلى أستاذي ونور عيني سعادة الأدب الروحي الدكتور الناقد .. الذي أوقفني على قدميّ وعلمني كيف أسير على درب الأدب العربي ونظم شعره واعطاني الضوء الأخضر وكان ولازال لي ابا ومعلما وناصحاً جزاه الله خير جزاء المحسنين .., أستاذي الناقد الأغر بما اننا نعيش هذه الأيام افراح ولادة الميامين من آل محمد صلوات ربي عليه وعليهم .. لكن لا ادري كيف سار قلمي لهذه القصيدة .. واقول حتى في مواليد الأئمة عليهم السلام هناك في القلوب مأتما ودموعاً على الحسين عليه السلام وهذه الأبيات البسيطة بين يديك سيدي فاحكم بها وانا تلميذك الصغير ودمت بألف خير
هزِّت مَصائبها الدُّنيا بأجمعها
قفْ بالطُّفوف وسَلْها عنْ مآسيها
تُنبئكَ أهوالُها عــمّا جرى فيها
عنِ المصارعِ قامتْ حولهَا بُركٌ
من الدِّماءِ وقدْ فاضتْ بواديهَا
لمْ يشهدِ الكَونُ أرزاءً مُماثلةً
لها علَى الأرضِ والتّاريخِ يَرويهَا
هزِّت مَصائبها الدُّنيا بأجمــعها
ورَجَّت الأرضَ فاهتزَّتْ رواسيهَا
والشمسُ قد كُسِفـــتْ من أجْلها
وغَدتْ أهْلُ السَّمواتِ تنْعاهَا وَتبكيهَا
الله أكْبرُ من يوم به استعرتْ
نارُ المظالمِ كانَ الحقدُ يُذكِيها
اللهُ أكبر ُمن أرزاء قد عَظمَتْ
من قبلُ كان رسول الله ناعِيهَا
اللهُ يا وقفةً بالطَّـــفِّ داميةً
قدْ أبكتِ الملأ الأعلى أضَاحيهَا
وهزَّتِ الكون فاظلَمَّت لوقعتهَا
آفاقهُ فاشتـــدّتْ دياجيـــها
إذا القلوبُ سعيرٌ ليس تطفئهُ
إلاَّ الدُّموع إذا فاضت مَجاريهَا
وفي النُّفوسِ براكينٌ تُفجِّرهَا
ذكراكَ في كلِّ حين من مآسِيهَا
يا قائدَ الرَّكب والأعوامِ فانيةً
وأنتَ حيٌ مع الأزمانِ تَطْويهَا
لقد تحكَّمَتِ الأقدارُ حيث قستْ
بها قلُوب العــــدى تبَّتْ أَياديها
جاءتْ جحافلُها والكفرُ باعثُها
والشرُّ دافعُها والظُّلــمُ حاديهَا
وحاربتَ سبــط طهَ والذي معه ُ
من الأصحاب فأرْجعتَهُم مواضيها
فاستشهَدُوا ظمأً والماءُ دونهُم
أشلاءهم قد غدتْ تشكوا لباريهَا
يومٌ به (آل مروانَ) طغَت وبغت
وأسفر الجورُ منها عن مخازيهَا
بفعلها قد شفَّتْ أضغانَها وكمَا
بقتلهُمُ عادَلَتْ ثاراتُ ماضيهَا
كانوا أراذل خلقِ الله أصـلهُم
بالموبقات نَما والرِّجس منشيها
يا ثائراً في سبيل الله مـصرعهُ
بك العروشُ قد انهارَت مبانيهَا
كانت دعائِمُها بالفسقِ راسخةً
ورايةَ الكُفر تَبدو في أعاليــهَا
بالسَّيئات يزيدُ كان منْغمِساً
وقصرُه طالما قد كان نَاديهَا
رفضْتَ بيعتهُ إذ كنت تعـــرفُهُ
بذي الصِّفاتِ التي قد كانَ حاويهَا
يا ناهضاً في سبيلِ الله مُقْتحمًا
تِلكَ القلاعُ مبيداً كلَّ ما فيهَا
وقدْ نهضْتَ لإحياءِِ الشَّريعةِ إذ لولا جهَادك كان الشِّركُ يَفنيهَا
هيَ الرِّسالةُ من ربِّ العُلى نزلتْ
وجدُّك المُصطفَى قد كانَ رَاعيهَا
ممَّن سواكَ بالحقِّ يحميهَا
ومَنْ سواكَ لهَا بالرُّوح يفديهَا .؟
يا غصنَ أحمدَ مِنْ أزْكَى الغُصُونِ نما ومن ( هاشم ) سيِّد البطحا وحاميهَا
قضَى (أميةَ) أعواماً ينافسُهُ
من نزعةٍ ضدَّه قد كان يُبديهَا
الخبثُ واللُّؤمُ والأحقادُ قد جمعتْ
مع الرَّذائل كان (الوغدُ) حاويهَا
هذه الطبيعةُ في الحُسّاد ناميةً
مهما تدُمْ نارُها فالموتُ يُطفيها
إن السِّيادة للأفذاذِ قد جُعِلَتْ
هيهاتَ لن يرتقي عبدٌ معاليهَا
منه توارثتِ الأحقاد أسرتَهُ
عبر العصُور وقدْ نالتْ مَراميهَا
(بنو أميَّة) قومٌ سافلونَ وهُم
شرُّ الخلائقِ بلْ هُم من أفاعِيهَا
(يزيدٌ) كان مليكاً في ربُوعِهمْ
لحكمهِ دانَ قاصيهَا ودانــيهَا
هو ابنُ (آكــلةِ الأكبادِ) إليهِ
على العَمــى قومه إذ ذاك تاليهَا
قصورَه لم تزلْ بالفسق عامِرةً
تزيدُه طرَباً فيـــها لياليــها
كانت تفيضُ حياضَ الخمِر طافحَةً
وحولها حلقاتٌ من جواريـــها
دارُ الإمارةِ فيها الغيــد عازفةً
مع ابنِ هندِ فتــسقيه ويسقيهَا
دار الدعارة_ لا دار الإمارة قلْ سَلِ التواريخ طُرَّاً عنْ ملاهيها !!
عمَّ الفسادُ بلاد الشَّام حيثُ قد اجتاح المجُون جهاراً في أقاصِيهَا
مضى (يزيدُ) وكانت تلك سيرتُهُ
والخزيُ والعارُ كانا من مَساويهَا
أحدوثةً سنَّها ظلماً وأحكمهَا
أبوهُ من قبلُ إذ أرسى مبانيهَا
هما قد ارتكبا الآثامَ أعظمَها
وشوَّها صورةَ التأريخ تَشويهَا
فما معاويةَ من ذاتِ فطرتِه
إلاَّ كذئبِ فَلاةٍ في بواديهَا
أمَّا يزيدُ فما أدْراك من بَشعٍ
كالكلبِ كالقردِ كالخنزيرِ تشبيهَا
هذي النَّماذجُ باسم الدِّين قد حكمتْ والدِّينُ كان بريئاً منْ معاصيهَا
وأجْرمَتْ ومضت في الغيِّ سادرةً
واستأثرتْ وطغَى بالجَوْر طاغيهَا
إنَّ الشُّعوبَ إذا رامتْ سعادتُها
بِغيرِ نهْجك لا تَرقى معاليها !!
وراية الدين من إيمانك ارتفعت
وراية الكفر خرَّت في مهاويها
يا باني المجدَ والأجيالَ شاهدةً
بإنَّ إشعاعهُ للحقِّ يَهديهَا
وقد رسمْتَ لها بالنُّور نهجَ هدًى
فأنتَ قائِدها دوماً وهاديهَا
كانت رسالتُك العُظْمى مقدَّسةً
وما تزالُ وقد أفنتْ أعاديهَا
وأنتَ يا بطل الهيجاءِ وفارسُها
فيك الشَّهامةُ قد شعَّتْ معانيهَا
وقفتَ وحدك في وادي الطُّفوف وقد كانت بطولتَك العظمى تُضاهيهَا
هَجَمْتَ كالأسد الغضبانِ صاعقةً
علَى الكتائبِ تُرديها وتُصليهَا
مثَّلتَ حيدرَْة ليث العرين ولو
إرادةُ اللهِ شاءتْ كنتَ تفنيهَا
قضيتَ يا عظيمَ المأساةِ في ظمأٍ
مُقطَّعُ الرَّأس تَشكوها لباريهَا
تمضي الدُّهورُ وذكرى الطَّفِّ خالدةً
تزهُو وما زالتِ الدُّنــــيا تُحيّيهـا
فيها الإباءُ وفيها الحقُّ إنَّهُمَا
أُفُقان والمُثُلُ العُليَا زهَتْ فيهَا