ولادته :
وُلد في مدينة كاشان عام ( 1348 هـ ) .
دراسته وأساتذته :
أنهى دراسته الابتدائية فيها ثم دخل الحوزة العلمية ، وفيها نهل المقدّمات ، والأدب ، والصرف ، والنحو ، وعلم المعاني ، والبيان ، والمنطق ، وأصول الفقه ، من أساتذة كبار أمثال : آية الله السيد محمد حسين الرضوي ، وآية الله الميرزا حسين فاضل النراقي ، وآية الله الغروي الكاشاني ، وآية الله الشيخ علي أكبر الصمدي ، وآية الله الشيخ الصبوري القمِّي .
هاجر بعدها إلى مدينة قم المقدسة ، ودرس مرحلة السطوح العالية ، مستفيداً من دروس الشيخ مرتضى الحائري ، والشيخ عبد الجواد الإصفهاني ، والسيد شهاب الدين المرعشي النجفي ، والسيد محمد باقر الطباطبائي البروجردي .
كما درس التفسير وعلم الفلك ، وشيئاً من شرح المنظومة في الحكمة ، لدى العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي .
هاجر بعد ذلك إلى النجف الأشرف ، ليواصل دراسته الحوزوية هناك ، حيث أقام فيها زهاء ( 25 ) سنة .
فأتم دورتين كاملتين في مرحلة الخارج في الأصول والفقه ، على يد العالمين الكبيرين : آية الله العظمى السيد أبي القاسم الخوئي ، وآية الله الميرزا باقر الزنجاني .
بالإضافة إلى كبار الأساتذة ، منهم الآيات العظام : السيد محسن الحكيم ، والسيد محمود الشاهرودي ، والسيد عبد الهادي الشيرازي ، والميرزا حسين اليزدي ، والشيخ حسين الحلّي ، والميرزا حسن البجنوردي ، والسيد حسين الحمّامي .
ودرس كذلك علم الحديث ، وبعضاً من الحكمة ، والفلسفة ، لدى آية الله العظمى السيد عبد الأعلى السبزواري ، والحكمة والفلسفة والكلام عند آية الله الشيخ صدرا .
وعلم الفلسفة والتفسير عند آية الله الشيخ محمد علي السرابي ، وبعضاً من البحوث في أصول الفقه عند آية الله الشيخ مجتبى اللنكراني .
بعد وصول الإمام الخميني إلى النجف الأشرف قادماً من تركيا ، أخذ الشيخ الراستي يحضر دروس البحث الخارج التي كان يلقيها – الإمام الخميني – هناك .
منصبه :
أصبح آية الله الشيخ الراستي الكاشاني عضواً في جماعة مدرسي الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة بعد عودته إلى إيران .
ثم أصبح عضواً فعالاً في مجلس إدارة الحوزة العلمية بمدينة قم المقدسة منذ تأسيسه ، وما زال يحتفظ بهذا المنصب إلى الوقت الحاضر .
ولادته :
وُلد في محافظة إصفهان عام ( 1351 هـ ) في أسرة متدينة .
دراسته وأساتذته :
في عام ( 1365 هـ ) دخل الحوزة العلمية ، ثم انشغل بدراسة الأدب في مدرسة مسجد السيد في إصفهان ، عند الأغا جمال الخونساري ، والأغا أحمد مقدّس .
وأما مرحلة السطوح فقد أتمّها عند آية الله الخادمي ، والفيَّاض ، والطيِّب ، والأديب ، كما درس المنظومة عند آية الله المفيد .
هاجر إلى مدينة قم المقدسة عام ( 1371 هـ ) ، ودرس مرحلة السطح العليا عند آية الله الشيخ عبد الجواد العاملي ، وآية الله العظمى المرعشي النجفي ، وآية الله الشيخ مرتضى الحائري (رحمهم الله) .
قضى أكثر من ثماني سنوات في دراسة مرحلة البحث الخارج عند آية الله العظمى السيد حسين البروجردي ، وأكثر من عشر سنوات لدى الإمام الخميني ، ومدة تزيد على الإثنتي عشرة سنة عند آية الله العظمى السيد محمد المحقق الداماد .
أتم دراسة كتاب ( الأسفار ) للملا صدرا الشيرازي ، و( الشفاء ) لابن سينا ، عند العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي ( قدس سره ) .
تدريسه :
كان الشيخ المظاهري يمارس التدريس إلى جانب دراسته الأدب في إصفهان .
كما درّس مرحلة السطح في الحوزة العلمية بمدينة قم المقدسة ، وقد أمضى قرابة عشرين سنة في تدريس مرحلة الخارج في الفقه والأصول .
مؤلفاته :
نذكر منها :
1 - سيرة حياة المعصومين الأربعة عشر ( عليهم السلام ) .
2 - على شاطىء فجر الإخلاص .
3 - الأحكام الفقهية والأخلاقية .
4 - الأخلاق والشباب .
5 - عوامل السيطرة على الغرائز في الحياة الإنسانية .
6 - دراسات في الأخلاق وشؤون الحكمة العلمية .
7 - رسالة توضيح المسائل .
8 - مناسك الحج .
9 - الجهاد مع النفس ( 4 أجزاء ) .
10 - أخلاق القيادة .
ولادته :
ولد سماحة الشيخ المرواريد سنة ( 1329 هـ ) في عائلة متدينة ، أنجبت علماء معروفين من أمثال والده الشيخ محمد رضا ، الذي عرف بالورع والتقوى ، وعمّه الشيخ علي أكبر من الفضلاء , وكان جدّه لأبيه الخواجة شهاب الدين المرواريد ، أحد أدباء زمانه البارزين .
دراسته وأساتذته :
قضى الشيخ المرواريد الشطر الأكبر من دراسته عند آية الله الميرزا مهدي الإصفهاني ، حتى انتقاله إلى الرفيق الأعلى .
ومن أساتذته المشهورين أيضاً : آية الله الشيخ حسن علي الإصفهاني ، وآية الله الشيخ هاشم القزويني .
تدريسه :
قام بتدريس مرحلة الخارج في الفقه ، حيث واظب عليها مدة أربعين سنة تقريباً ، قدَّم خلالها بحوثاً ودراسات في مجال العقائد ، فكان عدد كبير من العلماء ورجال الدين الأفاضل ينهلون من علومه .
مؤلفاته :
نذكر منها :
تنبيهات حول المبدأ والمعاد .
ويعتبر هذا الكتاب من أبرز ما ألَّفه ، حيث تناول موضوعات في العقائد الإسلامية كالتوحيد والصفات ، وخلق الروح الإنسانية ، وأفعال الإنسان ، والمصير والمآل إلى الله تعالى ، وكذلك موضوعات تتعلق بالمسائل العقائدية التي تشمل الفروع والتفصيلات .
ولادته :
وُلد سماحة السيد الأبطحي في مدينة إصفهان بإيران ، عام ( 1342 هـ ) .
دراسته وأساتذته :
أتمَّ دراسته الدينية في الحوزات العلمية الثلاث : إصفهان ، وقم ، ثمّ في النجف الأشرف لمدّة قصيرة .
تتلمذ في الحوزة العلمية بقم على يد أساتذة معروفين ، من أمثال :
1ـ آية الله العظمى السيد محمد حُجَّت الكوهكمري .
2ـ آية الله العظمى السيد حسين البروجردي .
3ـ آية الله العظمى السيد محمد رضا الكلبايكاني .
4ـ الإمام الخميني .
5ـ آية الله العظمى السيد أحمد الموسوي الخونساري .
6ـ آية الله العظمى الشيخ محمد علي الأراكي .
7ـ آية الله العظمى السيد محمد المحقّق الداماد .
8ـ آية الله السيد محمد حسين الطباطبائي .
تدريسه :
وبعد إنهاء دراسة المرحلة العليا ، شرع في تدريس مرحلة الخارج ، وانشغل بالتحقيق ، وأسس مدرسة ومؤسسة الإمام المهدي ( عليه السلام ) للتحقيق .
تحقيقه :
قام بتحقيق مجموعة من الكتب ، منها :
1 - صحيفة الإمام الرضا ( عليه السلام ) .
2 - تفسير الإمام العسكري ( عليه السلام ) .
3 - عوالم العلوم .
4 – الصحيفة السجادية الجامعة .
مؤلفاته :
نذكر من مؤلفاته ما يلي :
1 - المدخل إلى التفسير الموضوعي .
2 - جامع الأخبار والآثار .
آية الله العظمى السيد روح الله الموسوي الخميني ( قدس سره )
( 1320 هـ - 1409 هـ )
ولادته ونشأته :
ولد الإمام الخميني في مدينة خُمَين ، في العشرين من شهر جمادي الآخرة ، في سنة ( 1320 هـ ) ، الموافق لميلاد السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، في وسط عائلة دينية مجاهدة .
فاستشهد والده وكان عمره حينذاك خمسة أشهر ، وبعد وفاة والده تكفَّلته أمه وعمَّته ، وقد اختارتا له مرضعة لتعمل على تربيته ورعايته .
دراسته وأساتذته :
أتقن القراءة والكتابة في وقت قصير ، وبعد ذلك واصل تعلم الأدب الفارسي ، وقبل إكماله السن الخامسة عشرة من عمره أكمل تعلم اللغة الفارسية ، وسار على دَرب أبيه في طلب العلوم الإسلامية .
وفي سنة ( 1338 هـ ) أنهى دراسة المنطق ، والنحو ، والصرف ، عند أخيه الأكبر آية الله السيد مرتضى الموسوي , المعروف بـ( پَسَندِيدَه ) .
ثم سافر إلى مدينة إصفهان ، لغرض مواصلة دراسته ، ثم ذهب إلى مدينة أراك لاشتهار الدراسة الحوزوية فيها ، بزعامة آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري .
وبعد هجرة الشيخ الحائري إلى مدينة قم المقدسة بأربعة أشهر ، رحل إليها الإمام الخميني ، وسكن في مدرسة دار الشفاء ، وواصل دراسته فيها .
وبعد فترة وجيزة نال درجة الاجتهاد ، وأصبح من العلماء البارزين ، ومن مدرِّسي الحوزة العلمية المعروفين .
وبعد وفاة الشيخ الحائري قَدم آية الله العظمى السيد البروجردي لإلقاء الدروس في مدينة قم المقدسة ، فأخذ الإمام يحضر تلك الدروس ، واستفاد منها كثيراً .
تدريسه :
عندما بلغ عمره الشريف سبعة وعشرين عاماً ، شَرَع بتدريس الفلسفة ، وكان شديد الحرص على اختيار الطلاب الجيِّدين ، والمادة المناسبة .
وكان يهتم بتربية طُلاَّبه ، ويؤكد لهم على ضرورة تهذيب النفس ، والتحلي بالفضائل ، وتجنب الرذائل .
وإلى جانب ذلك فقد تولَّى الإمام تدريس علم الأخلاق ، فأخذت حلقته الدراسية تتوسع رُويداً رُويداً ، مما جعل نظام الشاه يفكر بإلغاء هذه الجلسات .
وفي عام ( 1314 هـ ) شرع الإمام بتدريس البحث الخارج في الفقه والأصول ، وكان عمره الشريف آنذاك ( 44 ) سنة .
طريقته في التدريس :
درس الإمام عند آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري ، الذي كان يعتمد في تدريسه على الفكر ، والدقة ، والمناقشة ، في الدرجة الأولى ، وعلى الآيات الكريمة ، والروايات الشريفة ، في الدرجة الثانية .
كما درس عند آية الله العظمى السيد حسين البروجردي ، الذي كان يعتمد في تدريسه على الروايات ، والأسانيد ، والمتون ، وأقوال العامة ، والظرف التاريخي الذي يحيط بالرواية .
وقد استفاد الإمام من هذين الأسلوبين في التدريس ، وأخذ يطبِّقهما في منهاجه التدريسي .
تلامذته :
نذكر منهم ما يلي :
1 - الشهيد الشيخ مرتضى المطهَّري .
2 - الشهيد السيد محمد حسين البهشتي .
3 - ابنه السيد مصطفى الخميني .
4 - الشهيد السيد محمد علي القاضي التبريزي .
5 - الشهيد الشيخ عبد الرحيم الرباني الشيرازي .
6 - الشهيد الشيخ أشرفي الإصفهاني .
7 - الشهيد السيد محمد رضا السعيدي .
8 - الشهيد الشيخ علي القدوسي .
9 - الشهيد الشيخ فضل الله المَحلاَّتي .
10 - الشهيد الشيخ محمد مُفتِح الهمداني .
صفاته وخصائصه :
نذكر منها ما يلي :
1 - تعلقه بالإمام الحسين ( عليه السلام ) .
2 - تفقده لأصدقائه .
3 - استثماره الفُرَص .
4 - ابتعاده عن الغِيبة .
5 - اهتمامه بالمستحبَّات .
6 - مقابلة الإساءة بالإحسان .
7 - إنفاقه في سبيل الله ومساعدته للمحتاجين .
8 - ابتعاده عن الجدل و المِراء .
9 - تعظيمه للمراجع والعلماء .
10 - تعظيمه لأبناء الشهداء .
11 - حرصه الشديد على بيت المال .
12 - ثقته بالنفس وتوكله على الله .
13 - التزامه بالنظام .
14 - صبره في المُلِمَّات .
15 - بساطته في العيش .
16 - شجاعته وشهامته .
17 - شِدَّته على الظالمين .
وغيرها من الصفات الحميدة ، والخصائص الفريدة ، التي كان يُعرَف بها ، وما أكثرها .
مواقفه السياسية :
1 - دَعْم حركة آية الله السيد الكاشاني ، وحركة فدائيي الإسلام .
2 - دَعْم الحركة الإصلاحية لآية الله السيد القُمِّي ، بِتضامُنِه مع آية الله العظمى السيد البروجردي .
3 - تَصدِّيه لنظام الشاه عندما أراد النيل من السيد البروجردي .
4 - معارضته الصريحة لانتخابات المجالس العامة والمجالس البلدية .
5 - قيادته انتفاضة ( 15 ) خُرداد ، التي وقعت أحداثها في عام ( 1963 م ) ، والتي تعتبر الشرارة الأولى للثورة الإسلامية في إيران .
6 - إلقاؤه خطاباً تاريخيّاً لرفض اللائحة التي أصدرتها الحكومة بخصوص المستشارين الأمريكان .
7 - استمراره في قيادة الثورة الإسلامية ، حتى عند إبعاده إلى تركيا ، ومدينة النجف الأشرف .
8 - معارضته المتتابِعة لما يسمى بحزب ( رستاخيز ) ، العميل للشاه .
9 - تَبنِّيه مشروع الحكومة الإسلامية ، والعمل الجاد في سبيل تحقيقها .
قيادته للثورة الإسلامية :
استطاع الإمام بفضل إيمانه الراسخ بالله ، وعِلمه ، وحِنكته ، وحُبِّه لأبناء الشعب ، وتقواه ، وشجاعته ، أن يقود هذا الشعب المسلم بثورة تستأصل الحكم الشاهنشاهي العميل للغرب ، وإقامة النظام الإسلامي في 11 / 2 / 1979 م ، وفي ذلك ضَرَب أروع المُثُل في إنجاح أطروحة القيادة الإسلامية .
أقوال العلماء فيه :
قال فيه آية الله العظمى السيد البروجردي : لقد كانت الحوزة العلميَّة قريرة بوجوده ، وكانت حلقاته في التدريس مَحطّ أنظار الحوزات الأخرى ، وغايتها وأملها .
وقال فيه آية الله محمد تقي الآملي : إنَّ المقام العلمي الشامخ الذي كان يتمتع به الإمام غير خافٍ على أحد ، ولا يحتاج إلى إيضاح أو بيان ، فقد عَرفتُه عالماً ومجتهداً ، ومرجعاً من مراجع التقليد .
وقال فيه آية الله العظمى السيد المرعشي النجفي : كان مرجعا من مراجع الشيعة ، ومن أساطين علماء الإسلام الروحانيِّين ، ومَفخَرة من مَفَاخر التشيع .
مؤلفاته :
له مؤلفات كثيرة ، نذكر منها ما يلي :
1 - تحرير الوسيلة ج1 .
2 - تحرير الوسيلة ج2 .
3 - مختصر في شرح دعاء السحر .
4 - الأربعون حديثاً .
5 - المكاسب المحرمة .
6 - أسرار الصلاة .
7 - كشف الأسرار .
8 - نيل الأوطار في بيان قاعدة لا ضرر ولا ضرار ، تقريرات لدروسه في البحث الخارج .
9 - الحكومة الإسلامية .
10 - حاشية على كتاب الأسفار للمُلاَّ صدرا .
11 - ديوان شعر .
12 - مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية .
وفاته :
اهتزَّ العالم في الثامن والعشرين من شهر شوال ، في سنة ( 1409 هـ ) ، عند سماعه نبأ وفاة الإمام الخميني ( قدس سره ) من إذاعة وتلفزيون الجمهورية الإسلامية في إيران ، في بيان تُلِيَ مُبتدِءاً بالآية الكريمة :
لقد رحل الإمام الخميني ( قدس سره ) بعد عمر طويل ناهز التسعين سنة ، قضاهُ بالجهاد ، والصبر ، والسعي لتحرير الإنسان من الجهل ، والتبعيَّة للاستعمار ، والظلم ، والتخلف .
وقد شيَّعه ( قدس سره ) في العاصمة طهران أكثر من عشرة ملايين مشيِّع .
ودُفِن ( قدس سره ) بجوار مقبرة جنة الزهراء ( عليها السلام ) جنوب طهران ، قريباً من مقبرة الشهداء ، وذلك حسب وصيته ( قدس سره ) .
وصار مرقده الشريف مزاراً للعارفين الثائرين والسائرين على خطه ، والمنتهجين نهجه الديني الثوري ، ليس فقط في إيران ، بل وفي أرجاء المعمورة كلها .
آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي ( قدس سره )
( 1317 هـ - 1413 هـ )
ولادته ونشأته :
ولد السيد الخوئي في مدينة خوي في إيران ، عام ( 1317 هـ ) ، ونشأ وترعرع وسط عائلة دينية .
فقد كان والده آية الله السيد علي أكبر من الشخصيات العلمية البارزة في مدينة خوي ، حيث كان أهاليها ينظرون إليه نظرة إكبار وإكرام .
دراسته :
بعد أن تعلَّم القرآن الكريم ، والقراءة والكتابة في صغره ، سافر إلى مدينة النجف الأشرف ، في سنة ( 1330 هـ ) ، لغرض تلقي العلم ، وكان معروفا بذكائه ، وقوة ذاكرته .
فأكمل دراسة المقدمات والسطوح عند كبار الأساتذة ، وعندما بلغ عمره الشريف ست عشرة سنة أخذ يحضر دروس البحث الخارج عند أساتذة حوزة مدينة النجف الأشرف البارزين آنذاك ، أمثال : آية الله العظمى الشيخ محمد حسين النائيني ، وآية الله العظمى الشيخ ضياء الدين العراقي .
ولم يقتصر على دراسة الفقه والأصول ، بل واصل دراسته للعلوم الأخرى ، كعلم الكلام ، والتفسير ، والمناظرة ، والحكمة ، والفلسفة ، والأخلاق ، والسير والسلوك ، والرياضيات ، والحساب الاستدلالي ، والهندسة ، والجبر ، وغيرها من العلوم الأخرى .
اجتهاده :
نال درجة الاجتهاد سنة ( 1352 هـ ) ، وقد بلغ السنة الخامسة والثلاثين من عمره المبارك ، مما يدلّ على أهليَّته للاجتهاد في سِنِّ مكبرة ، نسبة لهذه الدرجة الرفيعة ، والمنزلة السامية في الاجتهاد .
وقد أيَّد اجتهاده الكثير من المراجع العظام في حوزة مدينة النجف الأشرف ، كالشيخ النائيني ، والكمباني ، والشيخ العراقي ، والشيخ البلاغي ، والشيخ علي الشيرازي ، والسيد أبي الحسن الإصفهاني .
وشهدوا له بالتفوق في نَيل المراتب العلمية الرفيعة .
تدريسه :
قبل أن ينال درجة الاجتهاد ، ولِشِدَّة ذكائه ، كان يواصل دراسته ويدرِّس في نفس الوقت .
وقد قال في هذا الخصوص : عندما أنجزت دراسة الجزأين الأول والثاني من كتاب شرح اللمعة الدمشقية ، قمت فورا بتدريس الجزء الأول منها .
فقد كان ماهراً ومُهيمِناً على المادة الدراسية التي كان يلقيها ، مرتِّباً لِمطالبِ الدرس ، مبتعداً عن الحشو الزائد الذي لا فائدة منه .
وكان يعتمد في بحوثه الاستدلالية على طريقة أساتذته النائيني والعراقي والكمباني ، إضافة إلى آرائه الشخصية ، فيخرج بآراء معاصرة عميقة ودقيقة ، موضِّحاً فيها آراء العلماء السابقين .
كما لم يكن يعتمد على الفلسفة في تدريس علم الأصول ، وكان يعتمد على الأحاديث الشريفة ، والروايات في تدريس الفقه .
وكان يهتمّ اهتماماً كبيراً بأسانيد الأخبار ، وكان يعتبرها الحجر الأساس في توثيق الرواة ، ورجال السند .
تلامذته :
نذكر منهم ما يلي :
1 - الشهيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر .
2 - الشهيد آية الله السيد عبد الصاحب الحكيم .
3 - آية الله السيد إبراهيم الأمين .
4 - آية الله أبو الحسن الشيرازي .
5 - آية الله أبو الفضل الخونساري .
6 - آية الله السيد أبو القاسم الكوكبي .
7 - آية الله أحمد الأنصاري القمي .
8 - آية الله أبو القاسم الجرجي .
9 - آية الله أحمد الدشتي .
10 - السيد موسى الصدر .
صفاته وأخلاقه :
كان نموذجاً عالياً في الأخلاق والسيرة ، شأنه بذلك شأن باقي علماء الشيعة السابقين ، الذين ترجموا بأخلاقهم وسلوكهم سيرة نبيهم المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) ، وأهل بيته ( عليهم السلام ) .
ويمكن إجمالها بما يلي :
1 - مساعدة الضعفاء والمحتاجين .
2 - العفو عن المسيئين .
3 - بَسَاطة العيش .
4 - الاهتمام بالوقت واستثمار الفرص .
5 - التواضع .
6 - الصبر والتحمل .
7 - تهذيب النفس .
مؤلفاته :
له مؤلفات كثيرة في العلوم الإسلامية المختلفة ، كالتفسير ، والكلام ، والفقه ، والأصول ، وعلم الرجال ، ناهيك عن عَشَرات التقريرات في الفقه ، والأصول التي كتبها تلامذته .
نذكر منها ما يلي :
1ـ رسالتان في البَداء .
2ـ البيان في تفسير القرآن ، لم يكمل منه سوى مجلد واحد .
3ـ نَفَحات الإعجاز .
4ـ رسالة في الخلافة .
5ـ معجم رجال الحديث ( 24 مجلداً ) .
6ـ تعليقة على كتاب العروة الوثقى .
7ـ فقه القرآن على المذاهب الخمسة .
8ـ حاشية على وسيلة النجاة .
9ـ حاشية على مكاسب الشيخ الأنصاري .
10ـ تعارض الاستصحابَين .
11ـ أجود التقريرات .
مواقفه :
وقف السيد بوجه النظام العراقي أيام حكم عبد الكريم القاسم سَدّاً منيعاً ، للدفاع عن فتوى آية الله العظمى السيد محسن الحكيم : الشيوعيَّة كُفر وإِلحاد .
وذلك بالتضامن مع المراجع العظام الآخرين ، أمثال : الإمام الخميني ، والسيد الشاهرودي ، والسيد الشيرازي .
وبخصوص إقامة العلاقات بين الحكومة الشاهنشاهية والكيان الصهيوني ، واللعب بمقدرات الأمة الإسلامية ، يقول السيد : هل من الممكن لدولة إسلامية أن تسلِّم مقدرات بلادها إلى أعداء الدين والأمة ؟
وهل من الصحيح لِدُوَيْلةٍ صغيرة مثل إسرائيل قامت على أساس معاداة الإسلام والمسلمين أن يكون لها كِيان وسط أمَّتنا الإسلامية ؟ .
منذ انتفاضة الشعب الإيراني ضد نظام الشاه عام ( 1341 هـ ) وما بعدها ، كان للسيد دورٌ واضح في دعم تلك النهضة ومساعدتها ، بالطرق المختلفة .
فقد أصدر عِدَّة بيانات تدلّ على كبير اهتمامه ، وعُمق نظرته البعيدة في التصدِّي للنظام الشاهنشاهي العميل .
كما أصدر بيان حول أحداث سنة ( 1978 م ) ، التي سبقت انتصار الثورة الإسلامية في إيران ، وغيرها من البيانات الكثيرة التي سبقت تلك الأحداث .
حاول النظام العراقي الكافر خلال سنوات حربه المفروضة على الجمهورية الإسلامية ، وبطرق مختلفة ، أن يحصل على تأييد منه ولو بكلمة واحدة ، لكنه فَشلَ في ذلك .
وفي أيام انتفاضة الشعب العراقي عام ( 1991 م ) عيَّن سماحته هيئة تمثِّله ، مكوَّنة من ثمانية أشخاص ، لقيادة حركة الثوار ، وأصدر بياناً دَعا فيه الثوار إلى التمسّك بالموازين الإسلامية وعدم مخالفتها .
أقوال العلماء فيه :
قال فيه آية الله الشيخ علي الهمداني : لم أرَ بعد وفاة الشيخ النائيني أحداً مثل السيد الخوئي متمكِّناً من المادة الدراسية ، بحيث أنه كان يلقي الدرس بأكمله باللغة العربية الفصيحة .
وقال فيه آية الله العظمى السيد محمد رضا الكلبايكاني : كان السيد الخوئي شَمساً مضيئة على العالم الإسلامي في الفقاهة ، على مَدَى خمسين عاماً .
كما قال فيه آية الله السيد الخامنئي : كان عالماً ، فقيهاً ، عظيم الشأن ، ومرجعاً كبيراً من مراجع هذا العصر .
وفاته :
لَبَّى ( قدس سره ) نداءَ رَبِّه في الثامن من شهر صفر ، في سنة ( 1413 هـ ) ، عن عمر بلغ ستة وتسعين عاماً ، قضاها في خدمة الإسلام والمسلمين .
ودُفِن ( قدس سره ) سِرّاً بعد منتصف الليل ، في مسجد الخضراء في مدينة النجف الأشرف ، حسب أوامر قوات النظام .
وقد حضر دفنه ( قدس سره ) آية الله العظمى السيد علي السيستاني .
آية الله شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم ( قدس سره )
( 1358 هـ - 1424هـ )
ولادته :
ولد السيد الحكيم في الخامس والعشرين من شهر جمادى الأولى ، في عام ( 1358 هـ ـ 1939 م ) ، في مدينة النجف الأشرف ، ووالده هو آية الله العظمى السيد محسن الطباطبائي الحكيم .
نَسَبه :
آل الحكيم من الأُسر العلوية ، التي يعود نسبها إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، وهي من العوائل العلمية .
وقد برز منها علماء عُرِف منهم في أوائل القرن الرابع عشر الهجري العالم الأخلاقي السيد مهدي الحكيم ، والد الإمام السيد محسن الحكيم .
نشأته :
نشأ في أحضان والده ، حيث التُّقى والورع والجهاد ، وفي مثل هذا الجو العابق بسيرة الصالحين كانت نشأته ، فكان خير خلفٍ لِخير سَلَف .
دراسته وأساتذته :
تلقَّى علومه الأولية في كتاتيب مدينة النجف الأشرف ، ثم دخل في مرحلة الدراسة الابتدائية في مدرسة منتدى النشر الابتدائية ، حيث أنهى فيها الصف الرابع .
ونشأت عنده الرغبة في الدخول في الدراسات الحوزوية بصورة مبكرة ، فبدأ بالدراسة الحوزوية عندما كان في الثانية عشر من عمره ، وكان ذلك سنة ( 1370 هـ ) .
حيث درس عند كبار أساتذة الحوزة العلمية في مدينة النجف الأشرف .
نذكر منهم ما يلي :
1 - آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم .
2 - آية الله السيد محمد حسين الحكيم .
3 - آية الله العظمى السيد يوسف الحكيم أخوه الأكبر .
4 - آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي .
5 - آية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر .
مكانته العلمية :
عُرِف منذ سِنٍّ مبكر بنبوغه العلمي ، وقدرته الذهنية والفكرية العالية ، فَحظِي باحترام كبار العلماء والأوساط العلمية ، كما نال في أوائل شبابه من آية الله العظمى الشيخ مرتضى آل ياسين شهادة اجتهاد في علوم الفقه وأصوله ، وعلوم القرآن ، وذلك في عام ( 1383 هـ ) .
تدريسه وطُلاَّبه :
وبعد أن نال سماحته مرتبة عالية في العلم بفروعه وفنونه المختلفة ، مارس التدريس لطلاب السطوح العالية في الفقه والأصول ، وكانت له حلقة للدرس في مسجد الهندي بمدينة النجف الأشرف .
وعُرف بقوة الدليل ، وعمق الاستدلال ، ودِقَّة البحث والنظر ، فتخرَّج على يديه علماء انتشروا في مختلف أنحاء العالم الإسلامي .
نذكر منهم ما يلي :
1 - شقيقه الشهيد آية الله السيد عبد الصاحب الحكيم .
2 - حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد باقر المهري .
3 - حجة الإسلام والمسلمين الشيخ علي الكوراني .
4 - الشهيد حجة الإسلام والمسلمين السيد عباس الموسوي .
5 - حجة الإسلام والمسلمين الشيخ أسد الله الحرشي .
6 - حجة الإسلام والمسلمين الشيخ عدنان زلغوط .
7 - حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن النوري .
8 - حجة الإسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبانجي .
9 - حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حسن شحاده .
10 - حجة الإسلام والمسلمين الشيخ هاني الثامر .
ومع ذيوع صيته العلمي ، ومن أجل تحقيق نقلة نوعية في العمل الاجتماعي والثقافي لعلماء الدين في انفتاح الحوزة على الجامعة من ناحية ، وتربية النخبة من المثقفين بالثقافة الدينية الأصيلة والحديثة ، فقد وافق المرجع السيد محمد باقر الصدر على انتخابه عام ( 1964 م ) ، ليكون أستاذاً في كلية أصول الدين في علوم القرآن ، والشريعة ، والفقه المقارن .
وقد استمرَّ في ذلك النشاط حتى عام ( 1395هـ ـ 1975 م ) ، حيث كان عمره الشريف حين شرع بالتدريس خمسة وعشرون عاماً .
وعلى صعيد التدريس في إيران ، فقد مارس تدريس البحث الخارج على مستوى الاجتهاد بشكل محدود ، بسبب انشغاله بقيادة الجهاد السياسي ، كما قام بتدريس التفسير لِعِدَّة سنوات ، من خلال منهج التفسير الموضوعي .
مؤلفاته :
نذكر منها ما يلي :
1 - علوم القرآن .
2 - الحكم الإسلامي بين النظرية والتطبيق .
3 - الهدف من نزول القرآن .
4 - أهل البيت ( عليهم السلام ) ودورهم في الدفاع عن الإسلام .
5 - دور الفرد في النظرية الاقتصادية الإسلامية .
6 - حقوق الإنسان من وجهة نظر إسلامية .
7 - النظرية الإسلامية في العلاقات الاجتماعية .
8 - منهج التزكية في القرآن .
9 - المستشرقون وشُبهاتهم حول القرآن .
10 - الظاهرة الطاغوتية في القرآن .
نشاطاته الثقافية :
في إيران ، وإلى جانب نشاطاته السياسية ، فقد أولى سماحته للقضايا الثقافية الإسلامية اهتماماً كبيراً ، فكان له دور كبير في إنشاء عدَّ مؤسسات ومراكز .
نذكر منها ما يلي :
1 - المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية ، حيث كان يحتلّ موقع رئيس المجلس الأعلى لهذا المجمع .
2 - المجمع العالمي لأهل البيت ( عليهم السلام ) ، حيث كان يحتلّ موقع نائب رئيس المجلس الأعلى لهذا المجمع .
3 - مركز دراسات تاريخ العراق الحديث ، ومقرّه في مدينة قم المقدسة .
4 - مؤسسة دار الحكمة .
5 - مدرسة دار الحكمة .
6 - مركزاً للنشر .
7 - مركزاً للبحوث والدراسات .
8 - مكتبة علمية تخصيصية .
حركته السياسية :
وعلى الصعيد السياسي ، فقد دخل منذ البداية في دائرة الاهتمام بإيجاد التنظيم السياسي الإسلامي ، الذي يكفل إيجاد القدرة على التحرك السياسي المدروس في أوساط الشعب العراقي .
وبهدف ردم الهوَّة بين الحوزة العلمية والشرائح الاجتماعية المثقفة ، حيث كان هناك شعور بالحاجة لتنظيم إسلامي يتبنى النظرية الإسلامية الأصيلة ، المأخوذة عن أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ومرتبط بالحوزة العلمية وهمومها ومشاريعها من ناحية .
ولمواجهة التنظيمات غير الإسلامية التي أسست على أسس الحضارة الغربية أو الشرقية من ناحية أخرى ، وضرورة مدِّ الجسور إلى الأوساط المثقفة بالثقافة الحديثة من خِرِّيجي الجامعات ، والموظفين ، والطلبة ، والمعلِّمين ، وغيرهم .
وكذلك التحولات السياسية المهمة في المنطقة عموماً ، وفي العراق خصوصاً بعد سقوط الملكية وقيام النظام الجمهوري .
وهي الأسباب التي تشكل خلفية اتخاذ قرار تأسيس التنظيم الإسلامي سنة ( 1958 م ) ، الذي شارك فيه السيد الحكيم مع آخرين من العلماء الكبار كآية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر .
استمرَّ مشاركاً في مرحلة التأسيس ، وكان يقوم فيها بدور فكري وثقافي بشكل عام ، وتنظيمي بشكل محدود لمدة سنتين ، إلا أن ظروفاً موضوعية أملت عليه وعلى الشهيدين الإمام الصدر ، والعلاَّمة السيد محمد مهدي الحكيم ، أن يتركوا العمل داخل الإطار الحزبي ، حيث كان ذلك عام ( 1380 هـ ) ، وأن يتخصَّص للعمل الجماهيري بقيادة المرجعية الدينية .
وعلى الرغم من تركه العمل الحزبي ، إلاَّ أنه بقي على علاقته بالعمل السياسي المنظم على مستوى الرعاية ، والإسناد والتوجيه من خلال جهاز مرجعية والده الإمام الحكيم ، وبعد ذلك بشكل مستقل ، أو من خلال الموقع القيادي العام للنهوض الإسلامي ، الذي كان يمارسه السيد الشهيد الصدر .
وكان سماحته قد مارس في حياة والده الإمام الحكيم دوراً مشهوداً في دعم وإسناد الحركة الإسلامية بكلِّ فصائلها ، وقد اتَّصف السيد الحكيم في نشاطه السياسي بالإقدام والشجاعة ، والجرأة والتدبير .
وفي تلك الظروف التي لم يتجاوز فيها السيد الحكيم العشرين من عمره ، كان يخرج من البيت متأخراً وأحياناً في منتصف الليل ، حيث يتوقع في كل لحظة أن يقع عليه اعتداء من قبل أعدائه أو مناوئيه ، لكنه كان يواجه كل تلك الأخطار بجرأة وإقدام .
وقد قدَّر الإمام الشهيد الصدر للسيد الحكيم تلك المواقف الشجاعة الرائدة ، وترجم ذلك التقدير من خلال وصفه بأنه ( العضد المُفدَّى ) ، كما ورد في مقدَّمة كتابه ( اقتصادُنا ) .
جهاده خارج العراق :
منذ اللحظات الأولى التي تمكَّن فيها السيد الحكيم الخروج من العراق ، في تموز عام ( 1980 م ) ، توجَّه نحو تنظيم المواجهة ضد نظام صدام المجرم ، وتعبئة كل الطاقات العراقية الموجودة داخل العراق وخارجه ، من أجل دفعها لتحمّل مسؤولياتها في مواجهة هذا النظام الجائر .
وبعد مخاضاتٍ صعبة ، أسفر النشاط المتواصل ، والجهود الكبيرة للسيد الحكيم عن انبثاق المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق ، في أواخر عام ( 1402 هـ ـ 1982 م ) ، وانتُخِب سماحته ناطقاً رسمياً له .
حيث أُوكِلت له مهمة إدارة الحركة السياسية للمجلس على الصعيد الميداني ، والإعلامي ، وتمثيله .
ومنذ عام ( 1986 م ) أصبح سماحته رئيساً لهذا المجلس ، حتى حين استشهاده .
عودته إلى العراق :
بعد سقوط النظام الصدامي في العراق بتاريخ 9 / 4 / 2003 م ، عاد السيد الحكيم إلى مسقط رأسه مدينة النجف الأشرف ، بعد أن قضى أكثر من عقدين في بلاد الهجرة إيران ، ليواصل من هناك مسيرة الجهاد السياسي التي اختطَّها لنفسه منذ أيام شبابه .
وفي طريق عودته إلى مدينة النجف الأشرف قامت الجماهير العراقية المؤمنة من أهالي مدن البصرة ، والعمارة ، والديوانية ، والنجف الأشرف ، وكربلاء المقدسة ، وباقي المُدن الأخرى باستقباله استقبالاً مهيباً ، حيث هرع الجميع إلى الشوارع ، ابتهاجاً بعودة قائدهم من أرض الهجرة والجهاد .
ومنذ أن استقرَّ آية الله السيد الحكيم في مدينة النجف الأشرف ، أرض العلم والتضحية والفداء ، شرع بإقامة صلاة الجمعة العبادية السياسية ، في صحن الإمام علي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، موضِّحاً من خلالها مواقفه السياسية ، وتصوُّراته المستقبلية لمستقبل العراق .
شهادته :
تعرَّض السيد الحكيم ( قدس سره ) خلال عمره الشريف إلى أكثر من سبع محاولات اغتيال من قبل أزلام النظام الصدامي البائد .
كان منها اثنان عندما كان في العراق قبل هجرته إلى إيران ، والباقيات كانت خارج العراق أيام قيادته للجهاد السياسي ضد نظام البعث العميل في العراق .
وفي الواحد من شهر رجب ، من سنة ( 1424 هـ ) ، وبعد إقامته لمراسم صلاة الجمعة الرابعة عشر ، في صحن جدِّه الإمام علي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وفي طريق عودته إلى داره ، تعرَّض ( قدس سره ) إلى عمل جبان .
حيث انفجرت سيارة مفخَّخة تحمل ( 700 ) كيلو غرام من المتفجرات ، بالقرب من الصحن العلوي الشريف ، حيث أدَّت إلى انفجار عظيم .
فاستشهد ( قدس سره ) ، ولم يبقَ من جسمه إلا قطعة أو قطعتان ، حيث تقطَّع جسده الشريف .
واستشهد كذلك عدد من مرافقيه ، وعشرات من المصلِّين وزوَّار المرقد الشريف .
وبهذه الخاتمة السعيدة يكون السيد الحكيم ( قدس سره ) ، قد طوى من عمره الشريف مدَّة ثلاثة عقود في مواجهة النظام البعثي البائد ، من أجل خلاص العراق ، وفق دولة تعتمد على مبادئ الحق والخير .