بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
أبي طالب عليه السلام مؤمن قريش
روي عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: «ما مات أبو طالب حتّى أعطى رسول الله (صلى الله عليه وآله) من نفسه الرضا». (شرح نهج البلاغة 14/71).
روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله: «إنّ مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف؛ أسرّوا الإيمان وأظهروا الشرك، فآتاهم الله أجره مرّتين». (الكافي 1/448).
روي عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: «كان والله أبو طالب بن عبد المطّلب بن عبد مناف مؤمناً مسلماً، يكتم إيمانه مخافةً على بني هاشم أن تنابذها قريش». (الصحيح من سيرة النبيّ 3/255، ينقله عن تاريخ الخميس 1/301).
روي عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: «والله ما عبد أبي ولا جدّي عبد المطّلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنماً قطّ»، قيل له: فما كانوا يعبدون؟ قال: «كانوا يصلّون إلى البيت على دين إبراهيم متمسّكين به». (كمال الدين وتمام النعمة: 174).
روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله: «نزل جبرئيل (عليه السلام) على النبيّ (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمّد، إنّ ربّك يقرؤك السلام ويقول: إنّي قد حرّمت النار على صلبٍ أنزلك، وبطنٍ حملك، وحجرٍ كفلك؛ فالصلب صلب أبيك عبد الله بن عبد المطّلب، والبطن الذي حملك آمنة بنت وهب، وأمّا حجر كفلك فحجر أبي طالب». (الكافي 1/446).
عن محمّد بن يونس، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال: «"يا يونس ما تقول الناس في أبي طالب"؟ قلت: جُعلت فداك يقولون: هو في ضحضاحٍ من نار، وفي رجليه نعلان من نار تغلي منهما أُمّ رأسه!
فقال: "كذب أعداء الله! إنّ أبا طالب من رفقاء النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أُولئك رفيقا"». (بحار الأنوار 35/111).
عن عليّ بن حسّان، عن عمّه عبد الرحمن بن كثير قال: «قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إنّ الناس يزعمون أنّ أبا طالب في ضحضاحٍ من نار! فقال: "كذبوا، ما بهذا نزل جبرئيل على النبيّ (صلى الله عليه وآله)".
قلت: وبما نزل؟ قال: "أتى جبرئيل في بعض ما كان عليه فقال: يا محمّد، إنّ ربّك يقرؤك السلام ويقول لك: إنّ أصحاب الكهف أسرّوا الإيمان وأظهروا الشرك، فآتاهم الله أجرهم مرّتين، وإنّ أبا طالب أسرّ الإيمان وأظهر الشرك فآتاه الله أجره مرّتين، وما خرج من الدنيا حتّى أتته البشارة من الله تعالى بالجنّة".
ثمّ قال (عليه السلام): "كيف يصفونه بهذا وقد نزل جبرئيل ليلة مات أبو طالب فقال: يا محمّد، أخرج من مكّة فما لك بها ناصر بعد أبي طالب"»؟ (بحار الأنوار 35/111).
عن أبي بصير ليث المرادي قال: «قلت لأبي جعفر (عليه السلام): سيّدي، إنّ الناس يقولون: إنّ أبا طالب في ضحضاحٍ من نار يغلي منه دماغه!
فقال (عليه السلام): "كذبوا، والله إنّ إيمان أبي طالب لو وضع في كفّة ميزان وإيمان هذا الخلق في كفّة لرجح إيمان أبي طالب على إيمانهم".
ثمّ قال: "كان والله أمير المؤمنين يأمر أن يحجّ عن أب النبيّ وأُمّه (صلى الله عليه وآله) وعن أبي طالب في حياته، ولقد أوصى في وصيّته بالحجّ عنهم بعد مماته"». (بحار الأنوار 35/111).
عُشقي حيدري .. قال المعتزلي شارح نهج البلاغة نقلاً عن الشيعة: ((قالوا: وأمّا حديث الضحضاح من النار فإنّما يرويه الناس كلّهم عن رجل واحد وهو المغيرة بن شعبة، وبغضه لبني هاشم وعلى الخصوص عليّ(عليه السلام) مشهور معلوم، وقصّته وفسقه أمر غير خاف)) .
والعجب ،، إنّك لا تجد المغيرة بن شعبة في طريق حديث الضحضاح الواصلة إلينا، فكيف سكت ابن أبي الحديد عن هذا ولم يردّ على الشيعة؟ مع أنّه ردّ عليهم بما لا يصل إلى هذا من الردود الموهونة.
فيظهر من ذلك أنّ أصل وضع الخبر من قبل المغيرة كان معروفاً عندهم، ثمّ حدثت بعد ذلك من الزمان هذه الطرق لتمرير الحديث؛ فإنّ فضيحة المغيرة غير مستورة!
وهذا النقل وإن لم نجد له مستنداً من طرق الحديث، ولكنّه يجعلنا نشكّك في هذه الطرق ورواتها.
فرواة طرقه لا يخرجون عن مطعون فيه، أو مجهول، أو مجسّم.
فعبد الملك بن عمير في طريق مسلم والبخاري وأحمد، كان قاضي الكوفة في زمن الأمويين، وهو الذي أجهز على عبد الله بن يقطر رسول الحسين(عليه السلام) وبه رمق، وهو الذي قيل فيه الشعر المعروف لمّا حكم لكلثم بن سريع ، فهو لا يبعد عن المغيرة بن شعبة بشيء كثير.