بسم الله الرحمن الرحيم
في علي .. هل كان عمر يحّذر ام يوّصي ؟
روى البلاذري في تاريخه: أن عمر لما خرج أهل الشورى من عنده، قال: إن ولوها الأجلح، سلك بهم الطريق، فقال عبد الله بن عمر:
فما يمنعك منه يا أمير المؤمنين، قال: أكره أن أتحملها حياً وميتاً
((1) الماوردي: ص 13، شرح نهج البلاغة 12 / 259 - 260 (بيروت 1979).) .
وفي الاستيعاب : وقوله في علي : ان ولوها الأجلح سلك بهم الطريق المستقيم . الأجلح ـ يعني عليا
- الاستيعاب ج 3 ص 1154
وقد اعترف هنا عمر بالعديد من الامور الهامة والخطيرة :
فقد اعترف ان ولاية علي امير المؤمنين هي التي تسلك بالمسلمين الطريق السليم
- وهو قد خان الامة الاسلامية .. عندما غادرها ولم يوص على الاصلح . بل اوصى في الحقيقة بالاسوأ وهو عثمان من خلال الشورى الصورية .
- اعترف في جوابه لابنه عبد الله انه كان مخطئاً في توليه امور الخلافة .. فقد كان يكره تحملها ( حياً ) .. وهو لا يريد الآن ان يتحملها ( ميتاً ) .
- رغم ذلك هو تحملها ايضا ميتاً .. عندما ولى عثمان على الامة .
- هل كانت تصريحات عمر في الحقيقة ( تحذيرية ) لمن حوله .. فيحذرهم من تولية امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام لانه سيسلك بهم الطريق .. وهم لا يريدون ذلك .. فعليهم اذن ان يختاروا سواه .. وهو عثمان .؟
- ربما .. وقد وجدنا كيف انقلبوا على علي امير المؤمنين عليه السلام عندما تولى الخلافة بعد عثمان .. وسلك بهم الطريق ..
فخرجوا عليه .. يوماً في الجمل .. وآخر في صفين .. وثالث في النهروان .. الى ان قتلوه عليه السلام شهيداً .. فأتم الحجة عليهم على ما له من الحجج البالغة .