يقول الشيخ ابن عبد الوهاب بعد ان اعياه الكذب والتضليل :
( روي في تفسير قوله تعالى ( وإذ أسرّ النبي إلى بعض أزواجه ) الإخبار بخلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما قيل يشير إلى خلافة الصديق رضي الله عنه ... )
اقول .. تعال عزيزي القاريء لنرى ما جاء في التفاسير المعتبرة عند القوم :
اولا التفاسير التي لم تقل بما قاله ابن عبد الوهاب
تفسير القرطبي
ــــــــــــــــــــــــــ
وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا لقوله : " بل شربت عسلا " . وعنها أيضا قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل ، فكان إذا صلى العصر دار على نسائه فيدنو منهن ، فدخل على حفصة فاحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس ، فسألت عن ذلك فقيل لي : أهدت لها امرأة من قومها عكة من عسل ، فسقت رسول الله صلى الله عليه وسلم منه شربة . فقلت : أما والله لنحتالن له ، فذكرت ذلك لسودة وقلت : إذا دخل عليك فإنه سيدنو منك فقولي له : يا رسول الله ، أكلت مغافير ؟ فإنه سيقول لك : لا . فقولي له : ما هذه الريح ؟ - وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتد عليه أن يوجد منه الريح - فإنه سيقول لك سقتني حفصة شربة عسل . فقولي له : جرست نحله العرفط . وسأقول ذلك له ، وقوليه أنت يا صفية . فلما دخل على سودة - قالت : تقول سودة : والله الذي لا إله إلا هو لقد كدت أن أبادئه بالذي قلت لي ، وإنه لعلى الباب ، فرقا منك . فلما دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : يا رسول الله ، أكلت مغافير ؟ قال : " لا " . قالت : فما هذه الريح ؟ قال : " سقتني حفصة شربة عسل " . قال : جرست نحله العرفط . فلما دخل علي قلت له مثل ذلك . ثم دخل على صفية فقالت بمثل ذلك . فلما دخل على حفصة قالت : يا رسول الله ، ألا أسقيك منه . قال : لا حاجة لي به . قالت : تقول سودة : سبحان الله ! والله لقد حرمناه . قالت : قلت لها اسكتي .
ابن الاثير
ـــــــــــــــــــ
)وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا ( لقوله : " بل شربت عسلا " . وقال إبراهيم بن موسى ، عن هشام : " ولن أعود له ، وقد حلفت ، فلا تخبري بذلك أحدا " .
الى ان يقول ..
ثم قال البخاري في كتاب " الطلاق " : حدثنا فروة بن أبي المغراء ، حدثنا علي بن مسهر ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب الحلوى والعسل ، وكان إذا انصرف من العصر دخل على نسائه ، فيدنو من إحداهن . فدخل على حفصة بنت عمر فاحتبس أكثر ما كان يحتبس ، فغرت فسألت عن ذلك ، فقيل لي : أهدت لها امرأة من قومها عكة عسل ، فسقت النبي - صلى الله عليه وسلم - منه شربة ، فقلت : أما والله لنحتالن له . فقلت لسودة بنت زمعة : إنه سيدنو منك ، فإذا دنا منك فقولي : أكلت مغافير ؟ فإنه سيقول ذلك لا . فقولي له : ما هذه الريح التي أجد ؟ فإنه سيقول لك : سقتني حفصة شربة عسل . فقولي : جرست نحله العرفط . وسأقول ذلك ، وقولي أنت له يا صفية ذلك ، قالت - تقول سودة - : والله ما هو إلا أن قام على الباب ، فأردت أن أناديه بما أمرتني فرقا منك ، فلما دنا منها قالت له سودة : يا رسول الله ، أكلت مغافير ؟ قال : " لا " . قالت : فما هذه الريح التي أجد منك ؟ قال : " سقتني حفصة شربة عسل " . قالت : جرست نحله العرفط . فلما دار إلي قلت نحو ذلك ، فلما دار إلى صفية قالت له مثل ذلك ، فلما دار إلى حفصة قالت له : يا رسول الله ، ألا أسقيك منه ؟ قال : " لا حاجة لي فيه " . قالت - تقول سودة - : والله لقد حرمناه . قلت لها : اسكتي .
وقوله : ( حديثا ) والحديث الذي أسر إليها في قول هؤلاء هو قوله لمن أسر إليه ذلك من أزواجه تحريم فتاته ، أو ما حرم على نفسه مما كان الله جل ثناؤه قد أحله له
التحرير والتنوير الجزء 29 سورة التحريم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والحديث يحتوي على أشياء : اختلاء النبيء بسريته مارية ، وتحريمها على نفسه ، وتناوله العسل في بيت زينب ، وتحريمه العودة إلى مثل ذلك ، وربما قد تخلل ذلك كلام في وصف عثور حفصة على ذلك بغتة ، أو في التطاول بأنها استطاعت أن تريحهن من ميله إلى مارية . وإنما عرفها النبيء - صلى الله عليه وسلم - بذلك ليوقفها على مخالفتها واجب الأدب من حفظ سر زوجها .
فتح القدير
ــــــــــــــــــــــ
وأما ما ثبت في الصحيحين وغيرهما أن ابن عباس سأل عمر بن الخطاب عن المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبره أنهما عائشة وحفصة ، ثم ذكر قصة الإيلاء كما في الحديث الطويل ، فليس في هذا نفي لكون السبب هو ما قدمنا من قصة العسل وقصة السرية ، لأنه إنما أخبره بالمتظاهرتين ، وذكر فيه أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلميراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل ...
ويؤيد هذا ما قدمنا عن ابن عباس أنه قال لعمر من المرأتان اللتان تظاهرتا ؟ فأخبره بأنهما حفصة وعائشة ، وبين له أن السبب قصة مارية .
هذا ما تيسر من تلخيص سبب نزول الآية ، ودفع الاختلاف في شأنه فاشدد عليه يديك لتنجو به من الخبط والخلط الذي وقع للمفسرين .
انتهى عرض ما جاء بهذه التفاسير من سبب نزول الاي الكريم .
وسوف نتعرض لاحقا للتفاسير التي نقل منها هذا الشيخ تفسيره الواهي الساقط .
ان شاء الله تعالى
واما من قال بقولك يا ابن عبد الوهاب فقد اورده نقلا عن
1-رواية الكلبي عن ابي صالح عن ابن عباس التي وردت في سنن الدارقطني – كتاب الوصايا
4224 \ 15 - نا أحمد بن محمد بن سعدان ، نا شعيب بن أيوب ، نا يحيى بن آدم ، نا أبو بكر بن عياش ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، في قوله عز وجل ( وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا ) قال : اطلعت حفصة على النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أم إبراهيم - عليه السلام - فقال : " لا تخبري عائشة " . وقال لها : " إن أباك وأباها سيملكان " . أو : " سيليان بعدي ، فلا تخبري عائشة " . فانطلقت حفصة ، فأخبرت عائشة ، فأظهره الله عليه ، فعرف بعضه ، وأعرض عن بعض . قال : أعرض ، عن قوله : " وإن أباك وأباها يكونان بعدي " . كره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ينتشر ذلك في الناس ، فأعرض عنه .
ويكفينا هنا ترجمة الكلبي في السند
قال أبو عاصم زعم لي سفيان الثوري قال : قال الكلبي ما حدثت عن أبي صالح عن بن عباس فهو كذب فلا ترووه . ( انظر التاريخ الكبير للبخاري في الجزء الاول برقم ( 283 ) ، والتاريخ الصغير له (الأوسط) في ترجمة رقم (1758) ، والضعفاء الصغير له برقم (322 ) ، والضعفاء الكبير للعقيلي ( 1 / 166 ) في ترجمة باذام ابوصالح برقم ( 207 ) ، و انظر التهذيب في الجزء التاسع في ترجمتة برقم (268) ، والذهبي في الميزان في الجزء الثالث في ترجمته برقم (7574 ) ، و ابن عدي في الكامل في الجزء السادس برقم (1626 ) ، وابن حبان في المجروحين في الجزء الثاني في ترجمتة برقم (930) ) .
وقال بن حبان : ( وضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الاغراق في وصفه روى عن أبي صالح التفسير وأبو صالح لم يسمع من بن عباس لا يحل الاحتجاج به ..( انظر ابن حبان في المجروحين في الجزء الثاني في ترجمتة برقم (930) ، والتهذيب في الجزء التاسع في ترجمتة برقم 268
قال الحاكم أبو عبد الله : ( روى عن أبي صالح أحاديث موضوعة . (انظر التهذيب في الجزء التاسع في ترجمتة برقم 268
وذكره الاصبهاني في الضعفاء برقم ( 210 ) وقال :محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح أحاديثه موضوعة
وقال ابن عدى : ( وقد حدث عن الكلبى سفيان وشعبة وجماعة ، ورضوه في التفسير ، وأما في الحديث فعنده مناكير ، وخاصة إذا روى عن أبي صالح ، عن ابن عباس .( انظر الذهبي في الميزان في الجزء الثالث في ترجمته برقم 7574
وقال علي بن مسهر عن أبي جناب الكلبي : حلف أبو صالح أني لم أقرأ على الكلبي من التفسير شيئا .انظر التهذيب في الجزء التاسع في ترجمتة برقم 268
بالاضافة الى هذه الاقوال فيه :
قال أبو حاتم : الناس مجمعون على ترك حديثه هو ذاهب الحديث لا يشتغل به .انظر التهذيب في الجزء التاسع في ترجمتة برقم 268
وقال علي بن الجنيد والحاكم أبو أحمد والدارقطني : متروك .ذكره الدارقطني في الضعفاء والمتروكين برقم ( 469 ) ، وفي المؤتلف والمختلف ( 4/2222 ) ، والعلل ( 6/193 ) ، والذهبي في الميزان في الجزء الثالث في ترجمته برقم 7574 .
وقال الجوزجاني : كذاب ساقط ..انظر التهذيب في الجزء التاسع في ترجمتة برقم (268) ، وانظر ابن عدي في الكامل في الجزء السادس برقم (1626 ) ، والذهبي في الميزان في الجزء الثالث في ترجمته برقم 7574
وقال النسائي : محمد بن السائب أبو النضر الكلبي متروك الحديث كوفي .انظر الضعفاء والمتروكين للنسائي برقم (514 ) ، و انظر التهذيب في الجزء التاسع في ترجمتة برقم (268) ، وانظر ابن عدي في الكامل في الجزء السادس برقم 1626
ابو احمد بن عدي الجرجاني : في رواياته كلها نظر .
ابو بكر البيهقي : غير محتج به .
ابو حاتم بن حبان البستي : من زعم انه لقي ابن عباس فقد وهم .
ابن حجر العسقلاني : كثير الارسال .
شعبة بن الحجاج : كان لا يحدث عنه ، وكان ينكر ان يكون لقي ابن عباس .
يحيى بن سعيد القطان : كان عندنا ضعيف .
ابن سنان وقال فيه :
ابو احمد بن عدي الجرجاني : له احاديث غرائب وافراد .
احمد بن حنبل : لم يكن يقيم الحديث .. ليس بقوي في الحديث .
احمد بن صالح الجيلي والعسقلاني قالا : له اوهام .
ابو عوانه وقال فيه :
ابو حاتم الرازي : اذا حدث من حفظه غلط كثيرا .
احمد بن حنبل : اذا حدث من غير كتابه ربما وهم .
ابن عبد البر الاندلسي : اذا حدث من حفظه ربما غلط .
(إسماعيل بن عمرو بن نجيح ) وقال فيه :
ابو احمد بن عدي الجرجاني : ضعيف .
ابو بكر البيهقي : حدث باحاديث لم يتابع عليها .
ابو جعفر العقيلي : ضعيف .. في حديثه مناكير .
ابو حاتم الرازي : ضعيف الحديث .
ابو حاتم البستي : يغرب كثيرا .
الخطيب البغدادي : صاحب غرائب ومناكير عن الثوري .
الدارقطني : ضعيف .
الدارمي : ضعيف .
ابراهيم بن نائلة الاصبهاني وقال فيه :
ابو الشيخ الاصبهاني : كتبنا عنه من الغرائب ما لم نكتبه الا عنه .
3-سنن الدارقطني كتاب النكاح باب المهر حديث رقم 3779
... وأبو صالح لم يسمع من بن عباس ... )انظر ابن حبان في المجروحين في الجزء الثاني في ترجمتة برقم (930) ، والتهذيب في الجزء التاسع في ترجمتة برقم (268) )
ابو بكر بن عياش وقال فيه :
ابو بكر البزاز : لم يكن بالحافظ .
ابو بكر البيهقي : غير حافظ .
ابو جعفر العقيلي : يروي ابو بكر عن البصريين عن حميد وهشام غير حديث منكر .. ويخطيء عن الكوفيين خطأ كبيرا .
ابو نعيم الاصبهاني : لم يكن في شيوخنا اكثر غلط منه .
احمد بن حنبل : ربما غلط .
احمد بن صالح الجيلي : كان يخطيء .
ابن حجر العسقلاني : لما كبر ساء حفظه .
عثمان بن سعيد الدارمي : ليس بذاك في الحديث .
محمد بن اسماعيل البخاري : اختلط باخره .
محمد بن سعد الواقدي : كثير الغلط .
محمد بن عبد الله بن نمير : ضعيف .
يحيى بن سعيد القطان : ( كان اذا ذكر عنده ابو بكر كلح وجهه واعرض ) .
يحيى بن معين : ليس بمستقيم الحديث .
شعيب بن ايوب وقال فيه :
ابو حاتم بن حبان البستي : يخطيء ويدلس كل ما في حديثه المناكير مدلسة .
ابو داوود السجستاني : اخاف الله في الرواية عنه .
ابن حجر العسقلاني : يدلس .
احمد بن محمد بن سعدان ( مجهول الحال )
وقال بعد روى الحديث (وَلا يُعْرَفُ إِلا بِهِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ الْجَعْفَرِيُّ في حديثه نظر )
وفيه عن عمه ( يعني عم موسى بن جعفر الانصاري ) وهم مبهم مجهول .
موسى ابن جعفر الانصاري وقال فيه :
ابو جعفر العقيلي : مجهول بالنقل ولا يتابع على حديثه ولا يصح .
ابن حجر العسقلاني : ما رايت له ذكر .
الذهبي : مجهول وخبره ساقط .
احمد بن عبد الله بن سليمان الصنعاني : مجهول الحال .
5- رواية ابن عساكر في تاريخ دمشق حرف العين رقم الحديث 19043
ونكتفي بترجمة موسى بن جعفر الانصاري عن عمه كما وردت في سند رواية العقيلي في الضعفاء الكبير اعلاه .. وكذلك ترجمة الصنعاني فيه .
لقد ضيّعت اتباعك يا ضال ومضل يا ابن عبد الوهاب ، واني اراهم الان وقد طأطؤا رؤسهم خجلا منك ومن رسالتك هذه . واليهم اوجه هذا النداء .. يا اتباع ابن عبد الوهاب ان هذه الرواية اذا بدأ منكم اصرار على صحتها فعليكم الاعتراف بنسب عمر بن الخطاب الذي قاله الكلبي .
العرض المتطور
