|
عضو متواجد
|
رقم العضوية : 68721
|
الإنتساب : Oct 2011
|
المشاركات : 97
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
السيد الكربلائي
المنتدى :
المنتدى الفقهي
بتاريخ : 14-09-2012 الساعة : 10:57 PM
والجواب:
أولاً: إن المخلوق إذا كان إنساناً بالغاً عاقلاً فان الله تعالى يعوّضه بدل ما تعرض له من آلام بحسب قانون العدالة الذي ألزم نفسه المقدسة به، فلو غرق في البحر أو احترق في النار أو قتله حيوان أو مرض فتاك أو نتيجة زلزال أو فيضان أو بركان أو ماتت المرأة بسب الطلق وما الى ذلك من الحوادث التي لم تكن تحت اختيار الانسان، وهذا هو قانون العدالة الذي ألزم نفسه المقدسة به، وذلك لأن الله تعالى هو الذي أعطى تلك القدرة لتلك الحوادث من البحر والحيوانات والفيضانات ونحوها، ولولاها لما تمكنت من قتل الإنسان، والإنسان مكرم عند الله تعالى ومعنى تكريمه هو تعويضه عما يلحق به.
فان كان الإنسان مؤمناً زاد الله في درجاته وحسناته بقدر آلامه، واقتص من الظالم بأن يأخذ من حسناته، وان لم يكن له حسنات زاد عليه العذاب وعوض الله تعالى المؤمن من عوضه الخاص، وإن كان كافراً خفف عنه العذاب بقدر تلك الآلام.
ثانياً: وإذا كان الإنسان غير بالغ أو غير عاقل فان الله تعالى يعوّضه وذلك بأن يدخله الجنة، لأن الجنة تكريم وتفضيل وإنعام، وبني آدم مكرمون مفضلون، فيدخلون الجنة بغير حساب.
ثالثاً: وإذا كان المخلوق حيواناً، فان قتله حيوان مثله فلا تعويض لأن طبيعة الحيوان طبيعة عدوانية في كلا الطرفين، والتكريم خاص ببني البشر، وليس بالحيوان، لأن تعويضه كيف يكون ؟ اما بالإقتصاص من الحيوان الآخر وهذا غير ممكن لأن الله تعالى هو الذي أودع الطبيعة الحيوانية فيه فكيف يقتص منه؟ وإما أن يعوّض الحيوان المقتول وهو غير ممكن لأن تعويضه معناه دخول الجنة، والحيوان لا يدخل الجنة، لأن الجنة خاصة بالبشر المكرمين، والحيوان مسخر للإنسان وليس مخلوقاً لأجل أن يدخل الجنة أو يتكامل نحو الخير.
وأما ما ورد في بعض الأحاديث من تعويض الحيوان والقصاص فهي أخبار آحاد لا تصلح لأن تكون دليلا على قضية عقائدية لأن المطلوب فيها القطع واليقين، والعقل يرفض تعويض الحيوان لو قتله مثله بسبب طبيعة الحيوان، فلابد من طرح تلك الأحاديث بعد مخالفتها للعقل، وهذا هو قانون التسخير.
وان قتله انسان ايضا لا يعوضه الله تعالى ولا يقتص من الإنسان ، لأن الحيوان مخلوق مسخر للإنسان فكيف يقتص منه!
فالحيوان يحشره الله تعالى ليبين للإنسان أن ما خلق كل هذه المخلوقات الا لأجله ومع ذلك فقد كفر أو عصى، ثم يأمر بها فتتلاشى، بلا تعويض ولا أي شيء آخر.
رابعاً: واما سائر المخلوقات من الكواكب والمياه والهواء فانها تتلاشى ايضا بعد ان يجمعها الله تعالى للانسان، لأن كلها مسخرات للإنسان، فلا تعويض ولا أي شيء آخر.
فاذن التكريم والتعويض والقصاص فقط للبشر، فان كان مؤمنا يأخذ من ذلك الذي آلمه حسنات ويعطيها للمظلوم وإن كان الظالم كافرا فيعوضه الله من من نعمه الخاصة، ويزيد في عذاب الكافر، واذا كان المظلوم كافراً، فانه يخفف عنه العذاب ولكن لا يعطيه حسنات من المؤمن، لأن الكافر لا يستحق الحسنات، وأما الحيوانات وسائر المخلوقات فلا تعويض ولا قصاص بل مصيرها الى الفناء لأنها مخلوقة مسخرة للإنسان، والمسخر ليس له شيء من التعويض بعد انتهاء وظيفته، والحمد لله رب العالمين
(فاضل البديري).
|
|
|
|
|