عندما يولد الانسان يولد مدركا والادراك هنا هو ادراك انسانيتة ومع ذلك يكون مزودا بعدد كبير من القابليات والاستعدادات السلوكية والنفسية الموزعة بشكل معتدل متوازن فيه كالافعال الانعكاسية البسيطة. منها عملية التعلم فيتعلم من المحيط والبيئة التي يعيش فيها امور كثيرة مختلفة ومتباينة فكل النشاط البشري مظهر من مظاهر التعلم ولان التعالم عملية قاعدية واساسية وتفاعلية فينمو على هذه الاسس انماط مختلفة من السلوك واستنادا الى عمليات التعلم تتشكل الدوافع من الاستجابات الاشرطية والخبرات وتؤلف الدوافع الثانوية مع الدوافع الاولية الفطرية تشكل نظاما دقيق وغاية في التعقيد يعتمد علية الانسان في مزاولة كل نشاطاتة وحركتة بعتدال ووسطية .واذا تتبعنا القران وجدنا نفس الاسلوب ونفس الفكرة ونفس الروح وعلى ضوء التعلم وعلى هذه الاسس التفاعلية يرتبط الفكر الرسالي الاسلامي بوسطيتة بحركتة بالواقع الفكري والانساني كم ترتبط حركة الرسالة بحركة الحياة في عملية ملاحقة لكل تطوراته وتغيراتة وهذا مايجعل شخصية الرسالي قريبة الى العصر وتجاربة بعيدة عن الخيال الغارق في الضباب والتاملات .فيفهم الواقع من خلال المعرفة به والاحساس بظروفة لينطلق من الواقع في تفكيرة وحركتة وفي اهدافة.. فلاسلام يتميز بوسطيتة على المستوى العملي والنظري في جوانبة المتعددة في الجانب الفكري والجانب السلوكي والجانب النفسي إذا أشرف شيء في الإنسان عقله أودع الله فيه قوة إدراكية قوة تعلمية هذه القوة الإدراكية والاستعداد بالقوة للتعلم غذاؤها العلم والمعرفة فما لم تطلب العلم ما لم تبحث عن الحقيقة ما لم تسع إلى الحقيقة ما لم تؤمن فقدت قيمتك الإنسانية أصبحت حياة الإنسان حيوانية لذلك الإنسان من دون علم هو كالبهيمة ويقف الاسلام من هنا موقفة الوسطي ..نرى وسطيت الاسلام بين من يؤمن بالعقل وحدة اداة للمعرفة وتبين حقائق الوجود وبين من يؤمن بالالهاميات ولايقولون للعقل بدور في نفي او اثبات ان الاسلام يقرر ان اليدن وحي وعقل معادلة كاملة متماسكة وتجدة وسط في الاخلاق بين النزعة المثالية التي تحاول ان تصور الانسان بانة ملاك وبين القفزة الواقعية المغالية في تسطيح الانسان وترقيعة بالحيوانية.. تجد الاسلام يحقق توازن رائع بين الروحية والمادية فيمنح الانسان روحيتة بعقل مادي وماديتة بعقل روحي ف الإنسان كائن فيه عقل يدرك وفيه قلب يحب ويعشق وفيه جسم يتحرك وينمو ويتعلم و العقل غذاؤه العلم والقلب غذاؤه الحب والجسم غذاؤه الطعام والشراب ، وما لم تلبّ الحاجات الثلاث الاساسية والفطرية ، ما لم تطلب العلم وما لم تطلب الحب مع الله عز وجل او مع من تحبة لله وما لم تطلب حاجتك الأساسية من الغذاء والنوم والراحة فقد تطرفت وفقدت التوازن والاعتدال والوسطية واضطربت حياتك وتحولت لجفاف والم وحسرات فكل حكرة وسكون هي عملية رسالية للمؤمن عملية عبادة وتقرب والعبادة مفهوم يتسع كثيرا جداً و ضيق يضيق عند الجهلة إلى أن يتوهم أداء الصلوات والصيام والحج والزكاة ويتسع ويتسع ويتسع إلى أن يصبح منهجا كاملاً لكل شؤون الحياة ، يبدأ من فراش الزوجية و ينتهي بالعلاقات الدولية منهج كامل و أي إنسان يتوهم العبادة بأن صلى و صام و حجّ و زكّى فهو واهم أشد الوهم ما من إنسان في الستة آلاف مليون على وجه الأرض إلا وهو يتمنى السلامة والسعادة ، وقد فطر كل إنسان على حب وجوده ، وعلى حب سلامة وجوده وعلى حب كمال وجوده وعلى حب استمرار وجوده ، سلامة الوجود بطاعة الله بالاستقامة على أمره وكمال الوجود بالقرب منه..اتخاطر قصة لطيفة حول شاب مسلم (((.أحب شاب مسلم فتاة في بلاد الغرب ، فاستأذن والده بالزواج منها ، فأقام عليه الدنيا ، وتوعده أن يتبرأ منه ، ماذا يفعل ؟ بعد شهر عرض عليه شيئاً ، يا أبت ، لو أنها أسلمت فجاء الجواب إيجابياً ، قال له : لا مانع ، اختل توازن هذا الشاب من الفرح ، فانطلق إلى المكتبة ، واشترى لها كتباً باللغة الإنكليزية لتقرأها ، وتستوعب الإسلام كي تسلم ، ثم يوافق أبوه على الزواج منها ، أعطاها الكتب ، لكنها ذكية جداً ، طلبت منه إجازة أربعة أشهر كي تقرأ الكتب بهدوء ، وبعيدا عن ضغوطاته وعن تمنياته ، ومرت عليه هذه الإجازة كأربع سنوات ، عدّ الوقت بالدقائق والثواني ، فلما انقضت هذه الأشهر الأربعة اتصل بها ، وسمع منها كلمة اختل لها توازنه فرحاً ، قالت له : لقد أسلمت ، إذا : حقق الهدف ، لكنها قالت كلمة ثانية ، قالت : ولكنني لن أتزوجك ، لأنك بحسب ما قرأت لست مسلماً؟!!!! .)))هذا معظم حال المسلمين فقد الاعتدال فقد الادراك والده مسلم أمه مسلمة يصلي يحج أما في بيته وعمله وكسب ماله وإنفاق ماله وقضاء أوقات فراغه وهواياته ولهوه ولعبه ومبادئه وقيمه وطموحاته وتمنياته ليس مسلما، لذلك هان أمر الله على المسلمين فهانوا على الله ................
ان كل إنسان خاسر لا محالة لماذا ؟ لأن مضي الزمن يستهلكه ويستنفذ كل طاقاتة وامكانياتة ويهلك الإنسان بضعة أيام كلما انقضى يوم انقضى بضع منه ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي : يا بن آدم ، أنا خلق جديد ، وعلى عملك شهيد ، فتزود مني فإني لا أعود إلى يوم القيامة .......................
من قديم تعرضت لبيان مفهوم (الوسطية) وخصائصها ومظاهر تجليها، وذلك في كتابي (الخصائص العامة للإسلام) باعتبار (الوسطية) من أبرز خصائص الإسلام، ويعبر عنها أيضا بـ (التوازن) أو (الاعتدال)، ونعني بها التوسط أو التعادل بين طرفين متقابلين أو متضادين؛ بحيث لا ينفرد أحدهما بالتأثير، ويطرد الطرف المقابل، وبحيث لا يأخذ أحد الطرفين أكثر من حقه، ويطغى على مقابله
التعديل الأخير تم بواسطة صبر الحوراء ; 27-02-2011 الساعة 06:19 PM.
مو كل واحد قال أنا مسلم وهو أعماله أعمال حتى من العصر الجاهلي يبغي إلى نفسه أي شئ يحلله بعض الأحيان الإنسان يحاسب الناس وينسى نفسه يناظر الناس وينسى نفسه يحسد الناس ويخاف على نفسه أحد يحسده يسرف في أشياء ما لها أي داعي وإذا دعي للمشاركة في انقاذ فقير أو بناء منزل محتاج أو قضاء حاجة لأحد المؤمنين تراه يتلكأ و يعتذر وفي الأخير يقول أنني مسلم الله يهدينا لما يحب ويرضى ولكم تحياتي