[محمد الشرع]

بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ العزيز جودت الانصاري ...

ليس عيب ان تدافع عن السيد المالكي , كما ليس عيبا ان ننتقد السيد المالكي ..

لهذا , فان دفاعك عن المالكي , ليس بوقا صدءا , تماما كما من يدافع عن البطاقة التموينية , ليس بالضرورة ان يكون بوقا صدءا ..

تتحدث عن وجهة نظر في محاربة الفساد ,
و لعمري لست ادري هل يوجد اكثر من الدعاة اليوم فسادا ؟؟

بل هم في كل مكان يوجدون فيه عبارة عن فساد و رشاوى و سرقة , و ( يا عين ما عليج حاجب ) !!
و هل يوجد مكان يخلو منهم اصلا ؟؟!!

اخي الكريم ,
فلاح السوداني وزير التجارة الذي اتهم بالفساد , دافع عنه الدعاة بقوة , و قد افلتوه من قببضة العدالة ,
صفاء الدين الصافي , الذي اكتشفت شحنات السمن في الميناء في البصرة في عهده , يعتبر الذراع الايمن للسيد المالكي ,
و هو يتنفذ بكثير من الامور و يتصرف بكثير من الملفات , و مثال بسيط على ذلك , قانون اعتبار لاجئي رفحاء سجناء سياسيين , يحضى بموافقة الكثير من النواب , الا ان معارضة الصاف له جعلته يراوح بمكانه ليومنا هذا ..!!

سيدي العزيز ..
ملف الفساد بيد حزب السيد المالكي , و هم المفسدون بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ..
و لا يخفى على المطلع عن كثف حجم الفساد الذي يمارسوه للاسف الشديد ...

لذلك , فان قولك بانه يريد مواجهة الفساد في الحصة التموينية , ضرب من فرضية لن تنطلي علينا ..

فان مواجهة الفساد في الحصة التموينية , لا يتناسب مع الدفاع عن الوزير الفاسد السوداني , ولا الفاسد صفاء الدين الصافي ..
و ليس ايضا بالغاء الحصة التموينية و حرمان الناس منها و تعويضها بمبلغ مالي !

فهل مواجهة الفساد يبنى على الغاء البطاقة التموينية ؟؟
ام المواجهة تتم بالقضاء على الفاسدين , الذين يغطي عليهم حزب المالكي بعلمه و تحت انظاره ؟؟؟

اما فيما لو الغيت البطاقة التموينية نهائيا , فيا عزيزي ان التبعات وخيمة على الشعب المحروم اصلا ,
فان السوق غير المسيطر عليه من قبل الحكومة , سيرتفع تدريجيا بالاسعار , و لك ان تتابع اسعار الرز و الطحين و السمن و غيرها ,
كيف انها ارتفعت بصورة كبيرة حينما بدأ التلكؤ المستمر بتوزيع هذه المواد ...

فكيف لو الغيت نهائيا , سترتفع الاسعار بشكل فوضوي و لن تستطيع الحكومة السيطرة عليها مطلقا , نتيجة الفساد و نتيجة التعاملات بين متنفذين و التجار ,
بل قد يكون التجار انفسهم يعملون لصالح متنفذين داخل الدولة !!!؟؟

اخي العزيز الانصاري ...

ان خوفي ان تكون هذه الحركة ( و التي اتفق معك بان المالكي ليس ساذجا لان يخاطر بسخط الشعب عليه ) , ان تكون الحركة هذه كقصة الوالي الذي كسب ود الفقير !!
يحكى ان واليا استدعى رجلا فقيرا , و قال له , ان الناس تشتكي من دجاجاتك و عنزاتك التي تنتشر في الشارع !!
فقال : يا مولانا الوالي , انني لا املك سوى غرفة واحدة اسكن بها مع اطفالي , و بذلك فلا استطيع الا ان اترك الحيوانات الداجنة في الشارع !
فقال الوالي : لن اسمح لك بذلك , ادخل العنزات و الدجاج في غرفتك مع عيالك و ارجع الي بعد اسبوع ..

بعد مضي الاسبوع رجع اليه الفقير , و ساله الوالي هذه المرة : كيف اصبح حالك ؟؟
فقال الفقير : مولانا الوالي , لقد تأذينا كثيرا , فصوت الداجن و فضلاته يجعل العيش عسير !!
فقال الوالي : عندي حل لك ... اخرج العنزات من غرفتك و ارجعن للشارع و ارجع الي بعد اسبوع !
بعد اسبوع رجع الفقير للوالي , و ساله الوالي , كيف اصبحت ؟؟
قال بفضلك مولانا ارتحنا قليلا , و العيال يدعون لك , الا ان الدجاج لا زال يزعجنا و يكدر علينا راحتنا !
فقال الوالي : عندي حل لك , اخرج الدجاج للشارع و تعال الي بعد اسبوع !
بعد اسبوع رجع الفقير للوالي , و ساله الوالي : كيف اصبحت ؟؟
قال الفقير : مولانا الوالي لقد تفضلت علي و حلل مشكلتي , و العيال يدعون لك , و زوجتي طلبت مني ان اقبل اقدامكم و اياديكم الحانية التي تدخلت لحل مشكلتي و هذا فضل لن انساه لك ما حييت !!

خوفي ان يلعب علينا السيد المالكي , كلعبة هذا الوالي المشار اليه اعلاه !!!