السلام عليكم
اللهم صل وسلم على محمد وال محمد
سعداً و عمار ،،، وعـُمر يُضيعُ الأحكام
اللهم يا عدتي عند كربتي ، ويا صاحبي عند شدتي ويا وليي في نعمتي إلهي وإله آبائي لا تكلني إلى نفسي طرفة عين فإنك ان تكلني إلى نفسي كنت أقرب من الشر وأبعد من الخير ، وآنس في القبر وحشتي ، واجعل لي عهدا يوم ألقاك منشورا ،،،
السلام عليكم ،،،
الواقع الذي تعيشه الامة من الفرقة والقتل والتهجير سببه هو الافتاء الذي لا يوجد له مسوغ شرعي واضح البيان من قبل الذين تلبسوا بزي الاسلام وادعوا القيادة العلمية لهذه الامة التي لم يكن عصرها الاول وهو عصر الصحابة على علم ودراي بهذه الاحكام والفتاوى التي عاصرت جيل ابائي واجدادي وجيلنا الحالي ،،
فلا أعلم ،، هل هؤلاء الذين ادعوا الاعلمية من بعد القرن الثاني للعصر الاسلامي افضل فكراً و وعياً وعلماً من العصر الاول للامة الاسلامية وهم (الصحابة) ؟؟
أم أن حبهم وغلوهم في الصحابة وانتصارهم لما هم عليه هو الذي جعلهم يفتون بتكفير وتأديب وحبس واتهام من يطعن بأحداً من الصحابة بالزندقة ؟؟(1)
أيعقل إن من تـُرجح كفت الميزان علمهِ على عِلم جميع البشر ،،، لا يعلم بهذا الأحكام الشرعية ؟؟!!
يقول ابن الاثير في الكامل في التاريخ ج3 ص31 :- عزل عمر بن الخطاب عمار بن ياسر عن الكوفة واستعمل أبا موسى . وسبب ذلك أن أهل الكوفة شكوه وقالوا له : إنه لا يحتمل ما هو فيه وإنه ليس بأمين ، ونزا به أهل الكوفة . فدعاه عمر فخرج معه وفد فكانوا أشد عليه ممن تخلف عنه وقالوا : إنه غير كاف وعالم بالسياسة ولا يدري علن ما استعملته ، وكان منهم سعد بن مسعود الثقفي عم المختار ، وجرير بن عبد الله فسعيا به فعزله عمر وقال عمر لعمار : أساءك العزل ؟ قال : ما سرني حين استعملت ولقد ساءني حين عزلت . فقال له : قد علمت ما أنت بصاحب عمل ولكني تأولت : ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) .
وذكر البخاري في الجزء 1 ص184 باب وجوب القراءة للامام والمأموم في الصلوات كلها في الحضر والسفر وما يجهر فيها وما يخافت :- حدثنا موسى قال حدثنا أبو عوانة قال حدثنا عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال شكا أهل الكوفة سعدا إلى عمر رضي الله عنه فعزله واستعمل عليهم عمارا فشكوا حتى ذكروا انه لا يحسن يصلى فأرسل إليه فقال يا أبا إسحاق ان هؤلاء يزعمون انك لا تحسن تصلى قال أبو إسحاق اما انا والله فانى كنت اصلى بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخرم عنها اصلى صلاة العشاء فأركد في الأوليين واخف في الأخريين قال ذاك الظن بك يا أبا إسحاق فأرسل معه رجلا أو رجالا إلى الكوفة فسأل عنه أهل الكوفة ولم يدع مسجدا الا سأل عنه ويثنون عليه معروفا حتى دخل مسجدا لبنى عبس فقام رجل منهم يقال له أسامة بن قتادة يكنى أبا سعدة قال اما إذ نشدتنا فان سعدا كان لا يسير بالسرية ولا يقسم بالسوية ولا يعدل في القضية قال سعد اما والله لأدعون بثلاث اللهم إن كان عبدك هذا كاذبا قام رياء وسمعة فاطل عمره واطل فقره وعرضه بالفتن قال وكان بعد إذا سئل يقول شيخ كبير مفتون أصابتني دعوة سعد ....الخ .
كما قرأتم اخوتي ان اهل الكوفة قد طعنوا بعمار رضوان الله تعالى عليه وبسعد ابن ابي وقاص .
فـ الاول أتهمه اهل الكوفة بأمانته وبسياسته وايضا اتهمه عمر انه لا يحسن الامارة
والثاني اتهمه اهل الكوفة بصلاته ،، فأي طعن اكثر من ذلك .!!!!
فلماذا لم يطبق عمر بن الخطاب فتاوى العلماء ؟؟!
لماذا لم يتهم عمر بن الخطاب أهل الكوفة بأسلامهم ؟
لماذا لم يؤدب ويعاقب ويستتيب عمر بن الخطاب اهل الكوفة ؟
لماذا لم يكفر عمر بن الخطاب أهل الكوفة ؟
لماذا لم ينتصر عمر بن الخطاب لعمار وسعداً ؟
لماذا لا يقول عمر بن الخطاب ان اهل الكوفة زنادقة بعد اظهار طعنهم بعمار وسعدا؟
لماذا لم يصدر عمر بن الخطاب بيانا يؤكد فيها فتواكم بان اهل الكوفة ملحدين ؟؟
ولا حول ولا قوة ألا بالله العلي العظيم
الهامش :------------------------------
(1)
- يقول احمد بن حبنل :إذا رأيت رجلا يذكر أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسوء فاتهمه على الإسلام (شرح أصول الاعتقاد للالكائي 7/1252 الصارم المسلول 3/ 1058 )
- وقال احمد بن حبنل ايضا : لا يجوز لأحد أن يذكر شيئا من مساويهم ولا يطعن على أحد منهم بعيب ولا نقص فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته ليس له أن يعفو عنه بل يعاقبه ويستتيبه فان تاب قبل منه وإن ثبت أعاد عليه العقوبة وخلده الحبس حتى يموت أو يراجع (الصارم المسلول 3/1057 العقيدة 1/81 )
- وقال بشر بن الحارث مَن شتم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهو كافر وإن صام وصلى وزعم أنه من المسلمين (رواه ابن بطة في الإبانة /162)
- وقال السرخسي : فمن طعن فيهم فهو ملحد منابذ للإسلام دواؤه السيف إن لم يتب ( أصول السرخسي 2/134 .)
- يقول صالح ال الشيخ :الرابع: أن يذب عنهم؛ لأن من مقتضى المحبة والولاية؛ بل من معنى المحبة والولاية النصرة، أن ينصرهم إذا ذكروا بغير الخير أو انتقص منهم منتقص، أو شكك في صدقهم أو عدالتهم أحد، فإنه واجب أن ينتصر لهم رضي الله عنهم.(شرح العقيدة الطحاوية1/625 المسألة الثانية)
كتب بتاريخ 13/11/2012 - نهروان العنزي - يسألكم الدعاء