بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد والعن اعدائهم الذين يحرفون الكلم عن مواضعه .
الحلقة هذه حول العبث بالنصوص حول اسلوب اخر لدى المخالفين وهو تسقيط الراوي لفضائل واحاديث تخالف مذاهبهم السقيمة حتى لو كان هؤلاء العلماء من كبار رواتهم وهو ما نص عليه امامهم الشافعي فقال في شعره كما رواه البيهقي في ذلك:
قالوا ترفضت، قلت كلا * ما الرفض ديني ولا اعتقادي
لكنني توليت غير شك * خير امام وخير هادي
ان كان حب الولي رفضا * فانني أرفض العباد
ومما قال أيضا:
ان كان رفضا حب آل محمد * فليعلم الثقلان اني رافضي
ويظهر أنه كان يضطر إلى الكتمان أحيانا فقد قال:
ما زال كتما منك حتى كأنني * لرد جواب السائلين لاعجم
وأكتم ودي مع صفاء مودتي * لتسلم من قول الوشاة وأسلم (1)
وهو كلام صريح في خوفه وكتمانه الحديث عن ال محمد ص خوفا من الجمهور .
ومن الامثلة على الطعن في العلماء (فضلا عن العوام من الررواة) ناخذ مثال هو الحاكم الشافعي النيسابوري :
فقد خرج الحاكم في مستدركه أحاديث في فضل الامام علي وما فيه انتقاص لمعاوية، طعنوا فيه و قالوا ما نقله الذهبي: (ثقة في الحديث، رافضي خبيث). (كان يظهر التسنن في التقديم والخلافة وكان منحرفا عن معاوية وآله - يعني يزيد - متظاهرا بذلك ولا قال الذهبي: وسئل الحاكم عن حديث الطير فقال: " لا يصح ولو صح لما كان أحد أفضل من علي (رض) بعد النبي (ص) ". وقال: ثم تغير رأي الحاكم وأخرج حديث الطير في مستدركه. ونقل الذهبي عن العلماء أنهم قالوا عن مستدركه: أنه جمع فيه أحاديث وزعم أنها على شرط البخاري ومسلم منها حديث الطير، ومن كنت مولاه فعلي مولاه، فأنكرها عليه أصحاب الحديث فلم يلتفتوا إلى قوله.
رغم ان الذهبي ينص على قوة حديث الطائر والغدير فقال : أما حديث الطير فله طرق كثيرة جدا قد أفردتها بمصنف و مجموعها هو يوجب أن يكون الحديث له أصل وأما حديث من كنت مولاه فعلي مولاه. فله طرق جيدة وقد أفردت ذلك أيضا. يعني الذهبي أنه ألف في حديث من كنت مولاه فعلي مولاه، كتابا خاصا.
يتبع ان شاء الله مع ذكر عالم اخر طعن فيه القوم ....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
1- هذا موجز ما أورده الهيتمي (ت 974 ه) في الصواعق، ط، مصر الثانية، سنة 1385 ه، ص 33، مع قول البيهقي أورد جميعها مفصلا والبيت: ان كان رفضا مع بيتين آخرين رواها أيضا ابن الصباغ المالكي المكي (ت 855 ه) في كتابه الفصول حسب نقل صاحب الكنى والالقاب بترجمة الشافعي.