" أيتكن صاحبة الجمل الأدبب التي تنبحها كلاب الحوأب ، فشهد طلحة و الزبير أنه
ليس هذا ماء الحوأب ، و خمسون رجلا إليهم ، و كانت أول شهادة زور دارت في
الإسلام " .
قلت : و نحن و إن كنا نوافقه على إنكار ثبوت تلك الشهادة ، فإنها مما صان الله تبارك و تعالى أصحابه صلى الله عليه وسلم منها ، لاسيما من كان منهم من العشرة
المبشرين بالجنة كطلحة و الزبير ، فإننا ننكر عليه قوله " و لا قال النبي صلى
الله عليه وسلم ذلك الحديث " ! كيف و هو قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم بالسند
الصحيح في عدة مصادر من كتب السنة المعروفة عند أهل العلم ؟ !
و قال أيضاً :
فإن غاية ما فيه أن عائشة رضي الله عنها لما علمت بالحوأب كان عليها
أن ترجع ، و الحديث يدل أنها لم ترجع ! و هذا مما لا يليق أن ينسب لأم المؤمنين
.
و جوابنا على ذلك أنه ليس كل ما يقع من الكمل يكون لائقا بهم ، إذ لا عصمة إلا
لله وحده .
و السني لا ينبغي له أن يغالي فيمن يحترمه حتى يرفعه إلى مصاف الأئمة الشيعة
المعصومين !
و لا نشك أن خروج أم المؤمنين كان خطأ من أصله و لذلك همت بالرجوع
حين علمت بتحقق نبؤة النبي صلى الله عليه وسلم عند الحوأب ، و لكن الزبير رضي
الله عنه أقنعها بترك الرجوع بقوله " عسى الله أن يصلح بك بين الناس " و لا نشك أنه كان مخطئا في ذلك أيضا .
و العقل يقطع بأنه لا مناص من القول بتخطئة إحدى الطائفتين المتقاتلتين اللتين
وقع فيهما مئات القتلى و لا شك أن عائشة رضي الله عنها المخطئة لأسباب كثيرة
و أدلة واضحة