بحثٌ موجز في الأنا...والذات البشريّة، متنمّيا النقاش فيه
باب البحث:
~{وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }~ صدق الله العلي العظيم
الذات هي الأنا أو النفس البشرية والتي لا نستطيع لمسها أو شمهّا أو تحديد موادّ صنعها أو تركيبها أو تفكيكها بالمعنى التكويني لها، إلاّ أنناّ نستطيع الإحساس بها والحركة بطاقتها المعنويّة الخفيّة الكامنة وراء أشكالنا الماديّة وأجسادنا الفانية.
إننا محكومون بحركتها بمدى قدرتنا على استيعاب تلك الحركة، وفهمنا لمنطق التغيرات المحيطة بنا من بيئة ومجتمع وزمان ومكان وثقافة وعلم ومعرفة وإيمان...فهي لا تتغيّر بجوهرها بتغيّر أصحابها، فأنا هو أنت ، وهي أنا وهم هنّ ، هذه الذات، إنما تتناقض بحركتها ومسارها تبعاً لما تلقنته من حاملها من وقت ولادته إلى يوم وفاته...فتختلف الطباع ويتغير البشر وتتناقض الأهواء ويبرز هنا شرّ وتسطع هناك فضيلة أو خير !!
الذات، والخير والشر:
إن الفرق الجوهري بيننا وبين العلمانيين أو الفلاسفة الملحدين..إنهم يؤمنون بالذات وبفلفسة حركتها ومسارها وعشقها لإلتقاط العلم والمعرفة متأثرة بمدار الخير والشر من حولها،لكنهم ينكرون أصل تكوينها، الذي هو هو مستقرها ومستودعها... ويقولون أنها تضمحلّ وتفنى بعد خروجها عن ذلك المسار...إنهم يناقضون أنفسهم بذاتهم :-) بفصلها عن مسارها الطبيعي الذي به تسير... فمن الذات المقدسة الألهية انطلقت وخلقت، وفطرت وإليه تعود:
~إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ~
إنهم يتناسون منطق الخير وفلسفة الشرّ، بالدليل العلمي والمنطقي والفلسفي والتاريخي والفقهي ..ويفصلونهم في أحيان كثيرة عن الذات ..لكن البحوث والنصوص والكتب السماوية خصوصاً قرآننا العظيم وسنّة نبينا محمد ص المتمثلة بمدرسة أهل البيت ع، تؤكد أن الذات قد فطرت عليهم~ الخير والشر~ وأن الإستدلال التاريخي يؤكد بما لا يقبل الشك أن الخير لا يزول أو يفنى ولو قل ناصروه وتقلصت أعداد حامليه ، ومن أهمّ الأمثلة نأخذها من مدارس الخير لعليّ وفاطمةع، والمدرسة الكربلائية...والمدرسة المهدوية..
من هنا تبرز الفضيلة والخير وعفاف الذات، والتضحية والإيثار، والحبّ، والعشق الإلهي، والبرّ، والفداء...
~وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ~
صدق الله العلي العظيم
متمنيا إضافات تغني الموضوع
مع كل المحبة: أخوكم عاشق نور فاطمة الزهراء
التعديل الأخير تم بواسطة نورالنجف ; 20-02-2013 الساعة 09:10 PM.
«الأنا» وهي مركز موحّد لفاعليات النفس البشرية،هي الروح أو الكيان، وأن «الأنا»، هي الوظيفة المركزية التي يدّعيها كل قسم أو جزء أو صفة أونطاق، هي النفس المجزّأة، المنقسمة على ذاتها،والمتصارعة في تناقضاتها، والمتنازعة في انفعالاتها،والفصامية في سلوكاتها، ولما كنت أسعى إلى فهم حقيقة الأنا، في مركزيتها الموحدة والكيان الواحد، وفي تشتتها الناتج عن تجميع التنازعات والتناقضات المتصارعة، فإنني أصرح بأن« الأنا»،كمركز موحد، تتجلى في الصفة الإنسانية أو في الوظيفة الإنسانية التي نعبّر عنها بمصطلح «الأنا-نة) التي تعني معرفة النفس وتوحيد فاعلياتها، وفي هذه المعرفة، تتكامل الأقطاب النفسية المتقابلة العديدة أو تنسجم في الوعي الذي هو حصيلة هذ المعرفة. أمّا الأنا المجسّدة بالوظائف أو الصفات العديدة المتناقضة، فإنها تنضوي تحت مصطلح« الأنا-نية»التي هي نعت يشير الى عدم تحقيق الكيان الموحد وإلى تمزقها وانفصامها. في هذه «الأنا-نية» يكمن جهل النفس