هذا إذا ما عرفنا حقيقة صارخة لا غبار
عليها بأن من تحققت فيه الولاية الدينية والسياسية وحكم فعلا ًهم الرسول ص وآله ومن بعده
الإمام علي عليه السلام والحسن عليه السلام ؛؛؛ أما المتبقي من أهل البيت فلم يصلوا إلى
سدة الحكم وقد حكم بدلا ًعنهم أعدائهم رغم توافر شروط الإمامة الدينية والسياسية فيهم عليهم
السلام .
لانتصور ان منهجية وقيادية المرجعية عند الشيعة تتوقف على حكم الحلال والحرام والعبادات والمعاملات ..فلو كان كذلك ..
فلو نرجع الى الوراء قليلا..عند فترات محددة من تاريخ العراق الحديث ..عندمحطة ثورة العشرين ..والان ماقبل سقوط صنم العوجة وماتلاه وماقبل انتخابات الجمعية التاسيسية للدستور وماتلاها ..
فاننا نرى دورا فاعلا ومؤثرا للمرجعية حتى في دقائق الامور الصغيرة في توجيهاتها وتوصياتها ما قبل الاحتلال وما بعد ذلك ..وكذلك اصرارها على الانتخابات بطريقة الاقتراع الحر المباشر عكس رغبات الامريكان وحلفائها في المنطقة وكذلك حثها لعموم العراقيين على المشاركة الفاعلة في الانتخابات ومشاركة اربعة من وكلاء المرجعية المعتمدين الثقاة في تشكيل لجنة كتابة الدستور العراقي لاجل المحافظة على الاسلام وبيضته في العراق لا ماكان يريده الامريكان وحلفائها ...
عزيزي مصحح المسار واخي الفاضل ...
لايجب ان نحجم دور وفاعلية وقيادية المرجعية بما ذكرت اعلاه ..
والواقع يخالف ماذكرت ...
ثم هل بتوفر شروط الامامة الدينية والسياسية وجب على الامام التصدي للحكم ..
باي منطق حكمت ذلك ..
اي انك قد اشرت نقطة وعلامة سالبة على دور الائمة من الامام ابي عبد الله الحسين الى زمان حضور الامام الحجة المنتظر في ماقبل الغيبة الكبرى ..
الا تتصور ان هكذا حكم هو التجني على الائمة ودورهم في الامة وتسجيل نقطة سلبية عليهم لمجرد انهم لم يتصدوا للحكم في زمانهم ..
ثم ان هناك نقطة اود معرفة تفاصيلها اكثر من جنابكم الفاضل .
وهي ..
ماهي الشروط الدينية والسياسية الواجب توفرها للامام المعصوم ليتصدى للحكم والقيادة المباشرة الظاهرة ..
ولكم تقديري اخوتي الجزائري ومصحح المسار
الأخ العزيز س البغدادي أنا لا أحجم دور المرجعية وأحصر ها بشيء معين ولكنني أتـــــــكلم عــــــــن
السياسية الدينية ككل في النصح والتوجية والإرشاد واتخاذ المواقف في السراء والضراء والحـــكـــــمة
في التعاطي مع المشاكل والطارئات وحصرها بالسياسة بمفهوم الحكـــــــــــــم والترأس وسلـــــطة الكرســـي.
وبالنسبة لما قصدته من أن اهل البيت لم يحكموا بعد الامام الحسن قصدي بذلك على ارض الـــواقع
أي لم يتسنى لهم التلقب بخليفة الرسول و أو أمير المؤمنين للمسلمين تأريخيا ً؛ أما هــــــــم فمن
المؤكد بل الذي يتفق عليه الشيعة والسنة وإنى عزفوا عن الحق وصدفوا عنه أهل للقيادة والحــــكم
للدين والدنيا وحسبك بالنص على إمامتهم وتعدادهم في كتب العامة والخاصة لذا أرجو التفهم بعمق لما طرحته _ فهم قادة وحكام للدين والدنيا ولكن هناك من أبعدهم _
جل ما أريد أن أصل إليه أن من ينادي بالمزاوجة بين السياسة والدين في الحكم هذه الأيام قصر
في التطبيق للنظرية السياسية الدينية وتحول بذلك إلى منحرف يقصد الدين للسياسة وليـــس
السياسة للدين؛ لذا عندما قارنت بينه مرة وبين الحكم الوضعي لمعاوية أو هشام بن عبد الملك
أو المتوكل كانت على اساس مقارن بين سياسة دينية اسلامية للرسول ص وآله وعلي بن أبي
طالب وبين دين سياسي اسلام سياسي لمعاوية بن أبي سفيان ومن بعده وهابية أو إخـــــوان
مسلمين وكذلك الاحزاب الدينية السنية والشيعية في بلدنا الجريح بمجموعها ولك مني كل التقدير.