اولان بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد
تانيا اية الغار تدم ابابكر لا تمدحه وناقشناها كثير
عطني افعال الي ابو بكر تفضله على الامام علي اعتقد عارف طلبي
علي رغم انوف مدرسة السقيفة و اعداء امير المومنين علي بن ابي طالب عليه السلام الافضل
1- لانه عليه السلام و ليد الكعبة:
وقال عبدالباقي العمري في عينيته الشهيرة :
أنت العليّ الذي فوق العُلى رُفعا * ببطن مكة عند البيت إذ وُضعا
وعقّب عليه أبو الثناء الآلوسي في شرحه هذه القصيدة ـ شرح عينية عبدالباقي العمري ـ ما نصه : « وفي كون الأمير كرّم الله وجهه ولد في البيت أمر مشهور في الدنيا ، وذكر في كتب الفريقين السنة والشيعة... ولم يشتهر وضع غيره كرّم الله وجهه كما اشتهر وضعه ، بل لم تتفق الكلمة عليه ، وأحرى بإمام الأئمّة أن يكون وضعه في ما هو قبلة للمؤمنين ، سبحان من يصنع الأشياء ، وهو أحكم الحاكمين
أجمعت الروايات على أنَّه لم يتقدّم من عليٍّ شرك أبداً ، ولم يسجد لصنم قط ، وتكرَّم وجهه منذ أول وهلة ، فلا طاف حول صنم ولا سجد له ، فكانت نفسه خالصة لله تعالى ، وكان عنواناً للشرف والاستقامة ، لقد صاحبته منذ الصبا صراحة الإيمان ، والثقة العالية بالنفس ، والشجاعة الضرورية لكل إرادة حقة ، فكان إيمانه هو الحاكم المطلق ، والمسيطر الأوحد على جميع حركاته وسكناته. فلا مجال لأن يتوهّم من عبارة أنه أول الناس اسلاماً كونه على خلاف ذلك قبل البعثة.
والحقُّ أنَّه كان أوفر الناس حظاً ، بل هو الاصطفاء بحق ، حيث منَّ الله عليه بصحبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منذ صباه حتَّى نشأ على يديه ، لم يفارقه في سلم أو حرب ، وفي حل أو سفر ، إلى أن لحق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالرفيق الأعلى وهو على ، صدر عليٍّ..
إنّه ربيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان يغذِّيه معنوياً وروحياً ويؤدّبه ويعلّمه.
ثم أسلمت السيدة خديجة أم المؤمنين فكانت ، ثالثة أهل هذا البيت ، إنّها أجابت وأسرعت الاجابة ، فكان هؤلاء الثلاثة يعبدون الله على هذا الدين الجديد قبل أن يعرفه بعد أحد غيرهم.
ففي الصحيح : أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يخرج إلى البيت الحرام ليصلِّي فيه ، فيصحبه عليٌّ وخديجة فيصلِّيان خلفه ، على مرأى من الناس ، ولم يكن على الأرض من يصلِّي تلك الصلاة غيرهم (1) .
وعن عفيف بن قيس ، قال : كنتُ جالساً مع العبَّاس بن عبدالمطَّلب رضي الله عنه بمكة قبل أن يظهر أمرُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجاء شاب فنظر إلى السماء حيث تحلَّقت الشمس ، ثم استقبلَ الكعبة فقام يصلي ، ثم جاء غلامٌ فقام عن يمينه ، ثم جاءت امرأةٌ فقامت خلفهما ، فركع الشاب فركع الغلام والمرأة ، ثم رفع الشاب فرفعا ، ثم سجد الشاب فسجدا ، فقلت : يا عبَّاس ، أمر عظيم ، فقال العبَّاس : أمر عظيم ، فقال : أتدري من هذا الشاب ؟ هذا محمَّد بن عبدالله ـ ابن أخي ـ أتدري من هذا الغلام ؟ هذا علي بن أبي طالب ـ ابن أخي ـ أتدري من هذه المرأة ؟ هذه خديجة بنت خويلد. إنَّ ابن أخي هذا حدَّثني أنَّ ربَّه ربُّ السماوات والأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه ، ولا والله ما على ظهر الأرض على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة ، قال عفيف : ليتني كنتُ رابعاً (2) .
1) المستدرك على الصحيحين | الحاكم النيسابوري 3 : 201 ، ح4842 | 440 ، دار الكتب العلمية.
2) تاريخ الطبري 2 : 56 ـ
واضح - الروايات في كل دليل نذكرها لأفضلية امير المومين عليه السلام اكثر مما نذكر
فكان علي أول من أسلم ، هكذا أثبت سائر أهل العلم ، وهذا ماتؤكّده الأحاديث النبوية الشريفة.
ففي كلام أهل العلم : قال اليعقوبي في تاريخه : « كان أول من أسلم : خديجة بنت خويلد من النساء ، وعليٌّ بن أبي طالب من الرجال ، ثُمَّ زيد بن حارثة ، ثُمَّ أبو ذرٍّ ، وقيل : أبو بكر قبل أبي ذرٍّ ، ثُمَّ عمرو بن عبسة السلمي ، ثُمَّ خالد بن سعيد بن العاص ، ثُمَّ سعد بن أبي وقَّاص ، ثُمَّ عتبة بن غزوان ، ثُمَّ خبَّاب بن الأرت ، ثُمَّ مصعب بن عمير » (2) .
وممَّن قال بأنَّ علياً أولهم إسلاماً : ابن عبَّاس ، وأنس بن مالك ، وزيد ابن أرقم. رواه الترمذي ورواه الطبراني عن سلمان الفارسي رضي الله عنه ، وروي عن محمَّد بن كعب القرظي ، وقال بريدة : أولهم اسلاماً خديجة ، ثُمَّ عليٌّ عليه السلام وحكي مثله عن أبي ذرٍّ ، والمقداد وخباب ، وجابر ، وأبي سعيد الخدري ، والحسن البصري وغيرهم (3) : أنَّ عليَّاً أول من أسلم بعد خديجة ، وفضّله هؤلاء على غيره (4) .
2) تاريخ اليعقوبي 2 : 23.
3) انظر شذرات الذهب | ابن طولون : 48 ـ 49.
4) أسد الغابة 4 : 103.
وعن أنس بن مالك ، قال : « بعُث النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الأثنين ، وأسلم عليٌّ يوم الثلاثاء » (1) .
وجاء في خبر محمَّد بن المنذر ، وربيع بن أبي عبدالرحمن ، وأبي حازم المدني والكلبي : أوَّل من أسلم عليٌّ.
قال الكلبي : كان عمره تسع سنين ، وكذا قول الحسن بن زيد بن الحسن ، وقيل : إحدى عشرة سنة ، وقيل غير ذلك (2) .
وقال ابن اسحاق : « أول من أسلم علي وعمره إحدى عشرة سنة » (3) ؟.
ومن قال : « أسلم عليٌّ وهو ابن عشر سنين » مجاهد برواية يونس عن ابن اسحاق ، عن عبدالله بن أبي نجيح (4) .
وقال عروة : أسلم وهو ابن ثمان ، وقال المغيرة : أسلم وله أربع عشرة سنة ، رواه جرير عنه (5) .
وعن سعد بن أبي وقَّاص ، وقد سمع رجلاً يشتم أمير المؤمنين عليه السلام فوقف عليه وقرَّره بقوله : يا هذا ، علامَ تشتم عليَّ بن أبي طالب ؟ ألم يكن أول من أسلم ؟ ألم يكن أول من صلَّى مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ ألم يكن أعلم الناس ؟...إلى آخره (6) .
____________
1) أسد الغابة 4 : 102 ، ينابيع المودَّة 2 : 68.
2) انظر تهذيب الكمال في أسماء الرجال 13 : 299 ـ 300.
3) الكامل في التاريخ 2 : 582.
4) انظرها في أسد الغابة 4 : 101.
5) سير أعلام النبلاء (سيرة الخلفاء الراشدين) : 227.
6) مستدرك الحاكم 3 : 500 ، وصحَّحه هو والذهبي ، وحياة الصحابة 2 : 514 ـ 515.
الذين أدعوا أسبقية أبي بكر لم يقولوا بأنه أسلم قبل علي أو خديجة أو زيد بن حارثة ، بل وضعوا تصنيفاً من عند أنفسهم يجعل لأبي بكر أولوية بحسب هذا التصنيف ، فقالوا : أول من أسلم من النساء خديجة ، ومن الصبيان علي ، ومن الموالي زيد ، ومن العبيد بلال ، ومن الرجال أبو بكر ! هذا مع أن أبا ذر ـ على الأقل ـ كان قد سبق أبا بكر ، وكان رابعاً.
ولنقف الآن على بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي قطعت كل نزاع وردّت كل ادعاء :
فمما ورد عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بسند صحيح قوله : « أوَّلكم وروداً عليَّ الحوض ، أوَّلكم إسلاماً عليُّ بن أبي طالب
وعن سلمان الفارسي : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « أول هذه الأُمَّة وروداً على نبيِّها أولها اسلاماً عليٌّ بن أبي طالب ».
رواه الدَبَري عن عبدالرزاق ، عن الثوري ، عن قيس بن مسلم ، قال الهيثمي : رواه الطبراني ورجاله ثقات (1) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة الزهراء عليها السلام ، كما رواه أنس : « قد زوَّجتك أعظمهم حلماً ، وأقدمهم سلماً ، وأكثرهم علماً ». وروى نحوه جابر الجعفي وغيره (2) .
وقال أبو ذر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعليٍّ عليه السلام : « أنت أول من آمن بي ، وأنت أول من يصافحني يوم القيامة ، وأنت الصدِّيق الأكبر ، وأنت الفاروق تفرِّق بين الحقِّ والباطل ، وأنت يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الكافرين » (3) .
وأخيراً فقد كان علي عليه السلام يصرِّح في كثير من المناسبات بذلك ، فيقول عن نفسه : « أنا عبدالله وأخو رسوله ، وأنا الصدِّيق الأكبر ، لا يقولها بعدي إلا كاذب مفتر ، ولقد صلَّيت قبل الناس سبع سنين » (4) .
____________
=
تاريخ بغداد | الخطيب البغدادي2 : 81 ، نشر دار الكتاب العربي ، بيروت ـ لبنان ، المستدرك على الصحيحين 3 : 136 ط سنة 1342هـ الهند وصحَّحه ، تهذيب الكمال في أسماء الرجال 13 : 299 ، وعنه : أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد باب إسلامه رضي الله عنه 9 : 102.
1) انظر أسد الغابة 4 : 103.
2) سير أعلام النبلاء (سيرة الخلفاء الراشدين) : 230.
3) إعلام الورى 1 : 360.
4) سنن بن ماجة 1 : 44|120 ، الخصائص | النسائي : 3 ، المستدرك على الصحيحين 3 : 112.
وأمّا أبو بكر ، فقد أخرج الطبري في تاريخه بسندٍ صحيح أنه أسلم بعد خمسين رجلاً ، وهذا نصّ روايته : « حدّثنا ابن حُميد ، قال حدّثنا كنانة بن جبلة ، عن إبراهيم بن طَهمان ، عن الحجّاج بن الحجّاج ، عن قتادة ، عن سالم بن أبي سالم بن أبي الجَعْد ، عن محمد بن سعد ، قال : قلت لأبي : أكان أبو بكر أوَّلكم إسلاماً ؟ فقال : لا ، ولقد أسلم قبله أكثر من خمسين »
تاريخ الطبري 2 : 316.
و ستاتي ان شا ء الله الادلة الاخري علي افضلية الامام علي عليه السلام علي جميع الصحابة مطلقا