اللهم صلِّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر العظيم المستودع فيها عدد ما أحاط به علمك .
اللهم صلِّ على مُحمد وآل مُحمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم من الجن والإنس من الأولين والآخرين
روي عن ابن عباس أنه قال : لما ولد الإمام الحسين عليه السلام أمر الله عز وجل جبريل عليه السلام أن يهبط إلى الأرض بألف ملك من الملائكة المقربين ليهنئ سيدة نساء العالمين سلام الله عليها ..
قال فهبط جبريل مع الملائكة على جزيرة من جزائر البحر فرأى فيها ملكا يقال له ( فطرس ) وكان قد أرسله الله إلى أمر من أموره فأبطأ ( تأخر ) عليه فغضب عليه فكسر جناحه والقاه في تلك الجزيرة مدة طويلة فمكث الملك يعبد الله تعالى سبعمائة عام حتى ولد الإمام الحسين عليه السلام ..
فقال الملك : يا أخي جبريل أين تريد ؟
فقال : إن الله تعالى أنعم على رسول البشرية محمد بمولود من ابنته فاطمة الزهراء عليها السلام .. فبعثت إليه أهنيه عن الله تعالى ..
فقال الملك : يا جبريل قد مكثت في هذه الجزيرة سبعمائة سنة وقد ضاق صدري وعيل صبري أريد أن تحملني معك إليه لعل محمدا يدعو لي بالعافية ويشفع لي عند الله تعالى في جبر جناحي المكسور .. فستأذن جبريل من الله .. فأذن له ..
قال : فحمله جبريل معه على طرف جناحه حتى دخل به على النبي صلى الله عليه وآله فهنأه جبريل من الله تعالى وأخبره بحال الملك فطرس فقال النبي صلى الله عليه وآله: يا جبريل قل له يقوم ويمسح جناحه بهذا المولود وعد إلي ..
قال : فقام الملك ومسح جناحه المكسور بالحسين عليه السلام فعوفي من ساعته وصار كما كان .. فقال الملك فطرس : يا رسول الله أعلم أن امتك تقتل ولدك هذا يعني الحسين عليه السلام .. وله علي مكافأة يا محمد لا يزوره زائرا إلا بلغته الزيارة ولا يسلم عليه مسلم إلا بلغته السلام .. ولا يصلي عليه مصل إلا بلغته الصلاة ..
ثم ارتفع طائرا إلى السماء ببركة الحسين سيد الشهداء وهو يقول : من مثلي وأنا عتيق الحسين ابن فاطمة وعتيق جده النبي صلى الله عليه وآله. قال ابن عباس : فهذا الملك لا يعرف في السماء بين الملائكة إلا أن يقال : هذا مولى الحسين عليه السلام .
ونقل عن أبي جعفر الطوسي في ( مصباح الأنوار ) إن الله عز وجل لما غضب على هذا الملك خيره في عذاب الدنيا أو عذاب الآخرة فاختار عذاب الدنيا فكسر جناحه وألقاه في تلك الجزيرة وكان معلقا بأشفار عينيه سبعمائة سنة لا يمر به حيوان من تحته إلا احترق من دخان يخرج منه غير منقطع فلما أحس بجبريل والملائكة النازلين من السماء كان ما كان من أمره بإذن الله تعالى فعفى عنه ببركة الحسين عليه السلام .