|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 77366
|
الإنتساب : Feb 2013
|
المشاركات : 1,368
|
بمعدل : 0.32 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
أثر الذنب في حياتك
بتاريخ : 09-08-2013 الساعة : 06:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
كلّنا نعيش المشاكل والآلام والأمراض والمتاعب والصعاب في حياتنا اليومية وهذه المشاكل تارة مع أنفسنا، وأخرى مع ربّنا، وثالثة مع الناس ومع الأسرة والمجتمع، ورابعة مع الطبيعة وما فيها ومن فيها، فيا ترى من أين هذه المشاكل؟ وما هي أسبابها وعللها؟
لا شكّ أن لها أسباب وعلل، ومن أهمها ما جاء في هذا الحديث الشريف فأرجو من كل صديق وحبيب أن يقرأ بدقة ولمرات ويتفكر فيه بتأمل وبعمق ويعمل به بتوجه وإخلاص، حينئذٍ ترى المشاكل ترتفع عنكم واحدة بعد الأخرى وتعيشون الحياة الطيبة والسعيدة وهذا ما جرّبته في حياتي.
في كتاب الكافي – المجلد الثاني صفحة 445 – بسنده عن الإمام الصادق (ع) قال: قال أمير المؤمنين (ع) في قول الله عزّ وجلّ: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) (الشورى/ 30)، ليس من التواء عرق ولا نكبة حجر ولا عثرة قدم ولا خدش عود إلا بذنب، ولما يعفو الله أكثر فمن عجل الله عقوبة ذنبه في الدنيا فإنّ الله عزّ وجلّ وأكرم وأعظم من أن يعود في عقوبته في الآخرة.
بيان الحديث إجمالاً: ليس من إلتواء عرق أي ما يصيب الإنسان من أن يلتوي عرقه فيصاب بمرض وسقم وألم ولا نكبة حجر في البدن، بأن يصاب بحجر أو يصيبه حجر أو يصطدم مثلاً بسيارة فإنّ الإمام عليه السلام إنما يضرب بهذا مثلاً أي كل ما يصيب الإنسان في جسده من داخل الجسد كالتواء العرق أو من الخارج كإصابة حجر أو عثرة قدم بحجارة فتدمى قدمه مثلاً أو يخدش بعود كأن يصاب رأسه بعود شجرة ليس كل هذا إلا بسبب ذنب عمله الإنسان في ساعته أو يومه أو في إسبوعه أو في شهره أو في سنته، ثمّ إعلموا أنّ الله ما يعفو عن العبد ويغفر له أكثر بكثير مما يبتليه بمثل هذه المصائب والمشاكل الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والجسدية وغيرها، ثمّ بعد ذلك الإمام (ع) يذكر رحمة الله الخاصة بالمؤمنين؛ لأنّ الحديث يختص بهم بأنّه إذا أخذ الله العبد بذنبه، وإبتلاءه بمثل هذه الإبتلاءات في دنياه فلا يعذّبه على ذلك الذنب في آخرته، لأنّ الله عزّ وجلّ وأكرم وأعظم من أن يعود في عقوبة العبد مرة أخرى في الآخرة، وإذا كان كذلك فلا شك لا يعذبه على الذنب الذي جزاه في الدنيا.
ثمّ إعلم إن إصابة هذه المشاكل من خلال الذنوب إنما هي لعامة الناس ولأمثالنا وليس للمعصومين كالأنبياء والأئمة الأطهار (ع).
نعم كثير منا إنما يبتلى في حياته بالمشاكل لذنب أو مصيبة وإثم، فماذا نفعل حتى نتخلّص من المشاكل؟!
قبل أن أجيب عن هذا السؤال المهم والذي فيه تقرير مصير الحياة إسمحوا لي أن أشير إلى جملة من الآثار السيئة والسلبية التي تترتب على المعاصي والذنوب والرذائل والقبائح في حياتنا اليومية فضلاً عما يترتب عليها في الآخرة من العذاب والنار والسخط الإلهي والشقاء الأبدي، فمن آثار الذنوب على القلوب قال الله تعالى: (كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (المطففين/ 14).
عن الإمام الصادق (ع): "ما من شيء أفسد للقلب من خطيئته، إنّ القلب ليواقع الخطيئة فلا تزال به حتى تغلب عليه فيصير أعلاه أسفله".
وقال (ع): "إذا أذنب الرجل – وكذلك المرأة – خرج في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب إنمحت، وإن زاد زادت حتى تغلب على قلبه فلا يفلح بعدها أبداً".
وقال أمير المؤمنين (ع): "ما جفّت الدموع إلا لقسوة القلوب وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب".
ومن آثار الذنوب على زوال النعمة: قال الصادق (ع): "ما أنعم الله على عبد نعمة قط فسلبها إياه حتى يذنب ذنباً يستحق بذلك السلب". وقال أمير المؤمنين (ع): "فما زالت نعمة ولا نضارة عيش إلا بذنوب اجترموا أنّ الله ليس بظلام للعبيد".
وقال الصادق (ع): "إنّ الرجل يذنب الذنب فيحرم صلاة الليل وإنّ العمل السيِّئ أسرع في صاحبه من السكّين في اللّحم".
وقال رسول الله (ص): "إتقوا الذنوب فإنها ممحقة للخيرات – أي تزيل الخيرات وما فيه السعادة – إنّ العبد ليذنبن الذنب فينسى به العلم الذي كان قد علمه".
ومن آثار الذنوب في حلول النعمة، قال تعالى: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) (الشورى/ 30).
قال أمير المؤمنين (ع): "توقوا الذنوب فما من بلية ولا نقص رزق إلا بذنب حتى الخدش والكبوة والمصيبة، قال تعالى: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ...)".
قال رسول الله (ص): "ما إختلج عرق ولا عثرت رجل إلا بما قدمت أيديكم وما يعفو الله عنه أكثر".
قال أمير المؤمنين (ع): "إحذروا الذنوب فإنّ العبد ليذنبن فيحبس عنه الرزق". وقال الصادق (ع): "من يموت بالذنوب أكثر ممن يعيش بالأعمار"، أي أكثر الموت يكون بسبب الذنب الذي يفعله الإنسان. وقال (ع): "أما إنّه ليس من عرق يضرب ولا نكبة ولا صداع ولا مرض إلا بذنب وذلك قول الله عزّ وجلّ في كتابه: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ...)، ثمّ قال: "وما يعفو الله أكثر مما يؤاخذ به". وقال أمير المؤمنين (ع): "إذا عمل قوم بالمعاصي صرف عنكم ما كان قدر لهم من المطر".
|
|
|
|
|