اللحظة التي تشعر فيها بالفراق عن أبيها، وعن حضنه الدافىء .
فتنزلت عند ذلك نجوم متلاْلآت كي تنير طريق العروسين .
(عروس السماء والارض)، انها لمستحية خجلة وقد احطنها النسوة من كل جانب .
فتقدم الاب الرؤوف . . ثم دعا علياً :
يا أمير المؤمنين) فأقبل الشاب يمشي بأدب وحياء مطأطأ برأسه نحو الارض، النبي زكيته ووضع يدها بيد علي وقال :
_ (بارك الله في ابنة رسول الله، يا علي هذه فاطمة وديعتي عندك، ويا علي نعم الزوجة فاطمة، ويا فاطمة نعم البعل علي . . اللهم بارك عليهما وبارك لهما في شبليهما . . اللهم انهما احب خلقك إلي، فأحبهما واجعل عليهما منك حفيظاً . . .فأدخلها النبي إلى الدار وقال لعلي : _ (انطلق بها) .
فانطلق علي بزوجته، حتى اجلسها بجانب من جوانب الحجرة . . اذ كان الحياء قد طواها .
فلقد عم الدنيا نور الزهراء حينما ازهر اليوم لعلي، فبدت اروع وأجمل كائنة تحيا على الأرض .
وغطى المكان رائحة طيب العنبر، المتساقطة من أجنحة جبرائيل، ففاح اريجه من على رأسها الشريف عطراً غريباً أطيب من المسك .
. . بلى انها رائحة رسول الله التي ادخرتها فاطمة من عرقه الشريف .
فضمخت بها وبخضاب الجنة . . فصار نسيماً يداعب خدود المسلمين الذين اتوا يزفون ابنة نبيهم