رد المحاور السني على زكي الذي ادعى أن عمر قال انتهينا انتهينا مباشرة بعد نزول آية تحريم الخمر !
فقال :
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
إخواني الأعزاء , إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق , وإنَّ هذا الدِّينَ يعلو بالبرهان والحجة الصلبة , لا بالعاطفة وليّ النصوص والكذب والافتراء والإنشاء والاتهام لقائل الحق ببغض فلان أو أفلان وقذفه بتلك الألفاظ البذيئة لإسكاته ..
أنا " فرحات الجزائري " لا أبغض أحدا ! ولكني أحب رسول الله صلوات ربي وسلامه عليهأكثر من أي أحد , وأجتهد أشد الجهد لحراسة العقيدة لتبقى نقية كما أتى بها محمد صلى الله عليه وسلم , وأعمل جاهد لإزالة ما عُفّن به الدين بالإضافات والزيادات الموضوعة لأجل ولأجل , و" لا أسألُكم على ما أتيتُكم به مِنَ البيناتِ والهُدى أجرًا إلا أنْ توادوا اللهَ وأنْ تَقَرَّبوا إليه بطاعتِه" كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عن - عمر بن الخطاب ، قال : لما نزل تحريم الخمر ، قال - عمر : اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا ، فنزلت هذه الآية التي في سورة البقرة : ( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ) الآية [ص: 145 ] . قال : فدعي - عمر فقرئت عليه ، فقال : اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا ، فنزلت هذه الآية في سورة النساء : ( ياأيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ) فكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقام الصلاة نادى : لا يقربن الصلاة سكران ، فدعي - عمرفقرئت عليه ، فقال : اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا ، فنزلت هذه الآية التي في سورة المائدة فدعي - عمر فقرئت عليه ، فلما بلغ : ( فهل أنتم منتهون ) قال - عمر : انتهينا انتهينا
إن هذا الحديث الذي يحرم الخمر بالتدريج على حد تعبير من قال ذلك ,
يا أخي zaki ويا إخواني الأعزاء , فهو ضد كتاب الله عز وجل الذي حرّمه من أول آية بلفظ كلمة " حرّم" لو تدبرتم القرآن العظيم الذي أمركم الله عز وجل تدبره ؟
ولكن , حبّ غير القرآن يٌعمي البصر والبصيرة حتى غُيرت أحكامه ومعانيه !.
اعلموا أحبائي أن سورة الأعراف نزلت بمكة المكرمة في السنة الثالثة بعد البعثة النبوية الشريفة { بالتقريب}, وفيها قاعدة , أو لتبسيط الفهم وتقريبه , نقول "إناء" اسمه الإثم ؟ .
فكل ما أدخله الله جل وعلا في هذا " الإناء "من بعد نزوله , فهو حرام , قال تعالى { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} (لأعراف:33).
ومن هنا ... إلى السنة الثالثة للهجرة أدخل الله عز وجل الخمر في ذلكم "الإناء " فقال عز من قائل { يسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا }{ البقرة 219 }
والإثم قد حُرم من قبل بعشر سنين والخمر إثم كبـــــــــير ... وما نزل من بعد الآية الأولى لتحريم الخمر بألا يقربوا الصلاة وهم سكارى إنما هو توبيخا لمن لم يمتثل لأمر الله عز وجل ممن يصلي وبقي على حاله الجاهلي في السكر ,
والواضح أن المراد ليس لا تقربوا وقتا من أوقات الصلاة كما هو في تفاسيرنا ! وإنما لا تقربوا الصلاة أبدا حتى تنتهوا من السكر وتعلموا ما تقولون ...
فترك الشرب ناس وبقي البعض فأنزل الله عز وجل وعيده في آخر سورة نزلت من القرآن فقال { يا أيها الذين أمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون* إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلوة فهل أنتم منتهون} [ المائدة 90/91 ]
فحينئذ قال عمر رضي الله عنه { انتهينا انتهينا }
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته