لمناسبة استشهاد إمامنا الباقر عليه السلام
قصيدةُ (عظيمة الرزء يومَ استشهد الباقر)
يا قاصدَ الحجِّ مهلاً أيها الزائر = عندي من النفس ما توصيك في الخاطرْ
حمالةُ الهمِّ من فيضِ الشكاةِ بها = ترنيمةُ الحزنِ دوماً والاسى حاضرْ
مِدادُها النزفُّ من مأساةِ واقعنا = يخطها الدمعُ لا نظمٌ ولا شاعرْ
أحملْ مع السعيِّ من تلكَ الشكاةِ اذا = حطتْ بكَ الرحلُ في روضِ التقى العامرْ
وامشي على الترب وافحص في تقلبهِا = عن الاحبةِ وانظر نظرةَ الذاكر
هنالكَ القدسُّ مخبوءٌ بطيتهِا = وليسَ يلقاه الا العارفُ الباصرْ
وصيّةَ العبدِ توّاقٌ لسيدهِ = خذها الى النور ان حطت بك الضامر
اذا أتيتَ رســـــولَ الله أبلِغَهُ = عني السلام وقبل قبرهُ الطاهر
فأن اتتك وجوهٌ نحنُ نعرفها = من البشاعةِ كادت تخطفُ الناظر
تذكرِ القومَ ما فعلتْ بفاطمةٍ = فأنها الجرحُ فينا دائما حاضر
واثبت على العهد واستلهم مبادئها = واكتب لميثاق نصركَ ايها الناصر
*************
وثورةَ الحزنِ أجّجها لما شَهِدَت = أرضُ البقيعِّ وعاين جرحها الصابرْ
أجلس على الارضِ وابكي حالها أسفاً = وعرّف الناسَّ فعلَ المنهج الغادر
هنا التواريخُ شوهاءٌ بفعلتهم = كم يحمل الدهرُ جرماً مِنهُمُ سافر
لم تُكرمْ الإلَ اذ هدّمت مراقدهم = بحجةِ الشّركِ يآل المزعم الخاسر
بحجةِ الشرك, قد اخفت ضغائنها = مشحونةَ الغيضِ في الماضي وفي الحاضر
لا بارك اللهُ فيهم انهم زمرٌ = قد صيّروا الدِّينَ سوقا والربا تاجر
فكم على الدِّين جروا من مساوئهم = فاصبحوا فيه كالسكين في الخاصر
لن يتعبَ الفكرُ من تقريعِهم أبداً = حدَّ النخاعِ سأبقى غيّهم ناكر
من حبترِ القوم حتى اليومَ اجمعهم = كلٌ على الآل فيهم ظالمٌ جائر
**************
يا قاصد الحجِّ خذها في مناسبةٍ = عظيمةُ الرزء يومَ استشهد الباقر
إمامنا الحقُ والنورُ الذي انبعثت = به الإمامةُ تَتلو كابراً كابر
بعد الشهيد حسين بعد والده = زين العباد تلقى امره الصادر
فواصلَ النهجَّ ما خافَ الطغاة وما = اعياهُ في الشامِ وغدٌ ظالم غادر
وكيف يخشاهُ من كانت بدايته = مع الحسين بيوم جهاده حاضر
نطقت محياهُ عزمَ الطف يحمله = صوتاً من النحرِّ في وجه الخنا هادر
خلافةُ الله حقٌ وهو مركزُها = دون البريــــــــــةِ والهادي بها آمر
هو الإمامُ والوترُ الذي انبثقت = منه المعارف في ابهى عصرها الزاهر
و رائدُ الفكر يبقى في معاجزه = اشراقةُ الحقِّ في الماضي وفي الحاضر
كانت له المجدُّ وانقادت اعنتها = وانما المجدُّ في آل المصطفى زاخر
خذها من القلب واهتف في ولايته = اذا بلغت ونادي مثلما جابر
يا باقر العلم يا روحاً بواعثها = من البتولِ و يا عطرَ الهدى الذافر
إنا على العهدِ نمضي في ولايتكم = نواكبُ الدهرَ صوتاً بسمكم هادر
نقولُ للناسِ هذي أمةٌ ظلمت = آلَ الرسولِ بظلـــــمٍ باطنٍ ظاهر
ومن أرادَ جواباً عن ظلامتهم = سينطقَ الجرحُ بين البابِ والحائر ْ
********
ونسألكم الدعاء
عمار جبار خضير
2013
التعديل الأخير تم بواسطة قوافي الأيثار ; 12-10-2013 الساعة 02:33 PM.