والمَحزون غُير المُتفكّر؛ لأنَّ المُتفكّر مُتكلّف، والمَحزُونُ مَطبوعٌ، والحُزن يبدو من الباطن، والتفكّر يبدو من رُؤية المُحدثات و بينهما فرق.
قال اللهُ تعالى في قصّة يعقوب عليهِ السَّلام:
{إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَ حُزْنِي إِلَى اَللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اَللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ}
فبسببِ ما تَحْتَ الحُزنِ علم خُصّ بهِ من اللهِ دُونَ العالمين .
قِيل لربيعِ بن خيثم ما لكَ مَحزون قال :
لأنّي مَطلوب، ويمينُ الحُزْن الإنكسار، وشِمالهُ الصَّمت،
والحُزن يُختَصُّ بِهِ العَارفون لله، والتَّفكر يَشتركُ فيهِ الخاصُّ والعام،
ولو حُجِبَ الحُزنُ عن قلوبِ العَارفين ساعةً لاستغاثوا،
ولو وُضِعَ في قُلوب غيرهم لاستنكروه، فالحُزْنُ أوّل ثانيهِ الأمن
والبشارة،
والتَّفكُّرُ ثانٍ أوَّلهُ تَصحيحُ الإيمانِ باللهِ والافتقارُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ بطلب النَّجاة،
والحزين متفكر، والمُتفكّر مُعتبرٌ، و لكلّ واحدٍ منهما حالٌ وعلْمٌ و طريقٌ و حِلْمٌ و شرف).
=======================
عن كتاب مصباح الشريعة ص ١١٢
للإمام جعفر الصادق عليه السلام