عندما نزل جند ابن زياد بالقرب من دير الراهب،و كان رأس الحسين عليه السلام موضوعاً في صندوق، أو مركوزاً على رمح،و الحرّاس حوله يحرسونه و هم يشربون الخمر ليلاً، ثمّ وضعوا الطعام و جعلوا
يأكلون، و إذا بكفّ تمتدّ من حائط الدير، و معها قلم من حديد،فكتبت بالدم :
أترجو أمّةً قتلت حسيناً شفاعة جدّه يوم الحساب؟
فجزع القوم جزعاً شديداً، و أهوى بعضهم إلى الكفّ ليمسك بها فغابت،فعادوا إلى طعامهم، فإذا الكف قد عادت تكتب:
فلا والله ليس لهم شفيع و هم يوم القيامة في العذاب.
فقام بعضهم إليها فغابت من جديد،فعادوا إلى ما كانوا فيه،فإذا بها تظهر للمّرة الثالثة و تكتب:
و قد قتلوا الحسين بحكم جَور و خالف حكمهم حكم الكتاب.
فامتنعوا عن الطعام فما عادوا يستسيغونه،و قبعوا في رعب شديد، ثم غلبهم النعاس فناموا .