|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 77449
|
الإنتساب : Feb 2013
|
المشاركات : 320
|
بمعدل : 0.07 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الرحيق المختوم
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
محاضرة الاستاذ بناهيان حول زيارة الامام الحسين(ع) 2
بتاريخ : 25-11-2013 الساعة : 12:15 PM
دعاء الإمام الصادق (عليه السلام) لزوار قبر الحسين (عليه السلام)
هذه كانت مجموعة من نوايا زوّار قبر أبي عبد الله (عليه السلام) في دعاء الإمام الصادق (عليه السلام) التي يستطيعون أن يحصلوها أو لابد لهم من ذلك. بعد ذلك يبدأ الإمام (عليه السلام) بالدعاء لزائري قبر الحسين (عليه السلام) ويسأل الله ويقول:
«فَكَافِهِمْ عَنَّا بِالرِّضْوَانِ» يعني إلهي أتحفهم برضوانك نيابة عنّا.
«وَ اكْلَأْهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ»أيواحفظهمليلا ونهارا. طبعا قد يصاب بعض الزوار بجروح أو يستشهد بعضهم وهذا أمر على حدة ويرتبط بأسباب أخرى. فعلى سبيل المثال قد ينتهي أجل أحد في هذا السفر، أو ينال توفيق تحمل البلاء في طريقه إلى كربلاء. ولكن بشكل عام إن درجة الحماية الإلهية عن أنوع البلاء في هذا الطريق درجة عالية. فعلى سبيل المثال لا بأس أن تقارنوا بين نسبة الإصابة بالأمراض بين هذه المسيرة إلى كربلاء وبين الحج. أكثر الحجاج يصابون بزكام واحتقان شديد بالرغم من التحفظات والإجراءات الصحيّة والوقائية الواسعة، بينما في أيام الأربعين التي يقصد كربلاء أكثر من عشرة ملايين زائر لا نرى هذه الظاهرة أبدا، ولعل هذا من آثار دعاء الإمام الصادق (عليه السلام).
إن الله بنفسه يملأ فراغ زوار أبي عبد الله (عليه السلام) الذين غادروا بيوتهم، ويكون هو الخليفة عنهم على أهلهم وأسرتهم
يتابع الإمام الصادق (عليه السلام) دعاءه لزوار الحسين (عليه السلام) ويقول: «وَ اخْلُفْ عَلَى أَهَالِيهِمْ وَ أَوْلَادِهِمُ الَّذِينَ خُلِّفُوا بِأَحْسَنِ الْخَلَف». الهي إذا شدّوا الرحال وغادروا بيوتهم وأهلهم فكن أنت الخليفة عنهم في أسرتهم وعوّض عليهم ذلك. ونحن لا نجد هذه السنة الإلهية لزوار كربلاء في مقام آخر سوى المجاهدين في سبيل الله وحجاج بيت الله الحرام، إذ هناك أيضا يأتي الله ويخلف على أهالي المجاهدين والحجاج ويملأ فراغهم.
«وَ اصْحَبْهُمْ وَ اكْفِهِمْ شَرَّ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ وَ كُلِّ ضَعِيفٍ مِنْ خَلْقِكَ أَوْ شَدِيدٍ وَ شَرَّ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ»في هذا السفر الروحاني يشعر الإنسان أن الشيطان مكبّل كما في شهر رمضان، كما يستطيع الإنسان أن يشعر بمصاحبة الله عز وجل.
«وَ أَعْطِهِمْ أَفْضَلَ مَا أَمَّلُوا مِنْكَ فِي غُرْبَتِهِمْ عَنْ أَوْطَانِهِمْ وَ مَا آثَرُونَا بِهِ عَلَى أَبْنَائِهِمْ وَ أَهَالِيهِمْ وَ قَرَابَاتِهِمْ» كم يشعر الإنسان بالخجل عندما يواجه هذا اللطف وهذه المحبة والرأفة من قبل أئمة الهدى (عليهم السلام) حيث يبذلونها لمحبيهم على أقل عمل وخطوة.
«اللَّهُمَّ إِنَّ أَعْدَاءَنَا أَعَابُوا عَلَيْهِمْ خُرُوجَهُمْ فَلَمْ يَنْهَهُمْ ذَلِكَ عَنِ النُّهُوضِ وَ الشُّخُوصِ إِلَيْنَا خِلَافاً عَلَيْهِمْ- فَارْحَمْ تِلْكَ الْوُجُوهَ الَّتِي غَيَّرَتْهَا الشَّمْسُ وَ ارْحَمْ تِلْكَ الْخُدُودَ الَّتِي تَقَلَّبَتْ عَلَى قَبْرِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ ع»
ثم يدعو الإمام ويقول: «وَ ارْحَمْ تِلْكَ الْأَعْيُنَ الَّتِي جَرَتْ دُمُوعُهَا رَحْمَةً لَنَا وَ ارْحَمْ تِلْكَ الْقُلُوبَ الَّتِي جَزِعَتْ وَ احْتَرَقَتْ لَنَا وَ ارْحَمِ الصَّرْخَةَ الَّتِي كَانَتْ لَنَا اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ تِلْكَ الْأَنْفُسَ وَ تِلْكَ الْأَبْدَانَ حَتَّى نُوَافِيَهُمْ عَلَى الْحَوْضِ يَوْمَ الْعَطَش» (الكافي/4/582 و ثواب الأعمال الشیخ الصدوق/95)
إن الداعين لزوار الحسين في السماء أكثر من الداعين له في الأرض
بعد ذلك يقول الرواي أن الإمام الصادق (ع) استمر بهذا الدعاء وهو ساجد؛ (فَمَا زَالَ وَ هُوَ سَاجِدٌ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاء). ثم بعد ما أنهى الإمام دعاءه أظهر الراوي استغرابه من شدة اهتمام الإمام الصادق بزائري كربلاء فأجابه الإمام (عليه السلام): (مَنْ يَدْعُو لِزُوَّارِهِ فِي السَّمَاءِ أَكْثَرُ مِمَّنْ يَدْعُو لَهُمْ فِي الْأَرْض)
ثم يشرح الإمام الصادق كيفية دعاء أهل السماء لزوار أبي عبد الله (عليه السلام) حيث يقول: وَكَّلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بِالْحُسَيْنِ ع سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ شُعْثاً غُبْراً وَ يَدْعُونَ لِمَنْ زَارَهُ؛ (کامل الزیارات/ص119)
لقد وصانا الإمام الصادق (عليه السلام) أن لا ندع زيارة الحسين خوفا من أحد
لَا تَدَعْهُ لِخَوْفٍ مِنْ أَحَدٍ فَمَنْ تَرَكَهُ لِخَوْفٍ رَأَى مِنَ الْحَسْرَةِ مَا يَتَمَنَّى أَنَّ قَبْرَهُ كَانَ بِيَدِهِ! أَمَا تُحِبُّ أَنْ يَرَى اللَّهُ شَخْصَكَ وَ سَوَادَكَ مِمَّنْ يَدْعُو لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص؟ أَمَا تُحِبُّ أَنْ تَكُونَ غَداً مِمَّنْ تُصَافِحُهُ الْمَلَائِكَة؟ ُ أَ مَا تُحِبُّ أَنْ تَكُونَ غَداً فِيمَنْ رَأَى وَ لَيْسَ عَلَيْهِ ذَنْبٌ فَتُتْبَعَ؟ أَمَا تُحِبُّ أَنْ تَكُونَ غَداً فِيمَنْ يُصَافِحُ رَسُولَ اللَّهِ ص؟ (ثواب الاعمال/ص96)
یتبع إن شاء الله...
|
|
|
|
|