( لم أتمنى البكاء يوما ولكن هم الزمـان أبكاني .. تمنيت أعيش مثل ماتريد
نفسي .. ولكن عاشت نفسي كما يريد زماني ) وتُنسب لأمير المؤمنين عليه السلام
تفسيرها
كلما وجدوا عبارة تركيبها مسجَّع نسبوها إلى أمير المؤمنين عليه السلام؟!!
لن أتكلم عن ركاكة التركيب، وضعف التأليف اللفظي والمعنوي
ولكن دعونا نتوقف عند المعنى المراد!! هل يليق أن يُنسبَ إلى مولى
الأكوان وولي الرحمان الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام؟!!
■ أولاً :
يقول صاحب المقولة: أنَّه ما تمنى البكاء يوماً!!
وهذه العبارة لا وجود لها في قاموس المحبِّين
فالبكاء سمةُ الحب والاشتياق إلى لقاء المحبوب
ولذلك ورد في بعض الأدعية: "يا حبيبَ الباكين"
فحاشا أمير المؤمنين أن ينطق بها أو بمثلها!!
■ ثانياً :
من كان قلبه ممتلئاً بحب الله والشوق إليه
لا يبكيه إلا رضا الحبيب والشوق إلى لقائه
وأمَّا همُّ الزمان فآخر ما يلتفت إليه إمامه (عليه السلام)
■ ثالثاً :
إنَّ الذي يتمنى أن يعيش كما تريد نفسه جاهل
والعاقل يتمنى أن يعيش كما يريد ربُّهُ ومحبوبه
وهكذا كان أمير المؤمنين وآله عليهم السلام
وهم سادةُ العقلاء والكعبة التي طاف بها الحكماء
من ظلامة أمير المؤمنين عليه السلام أن تُنسب إليه أمثال هذه المقولات الواهية
لفظا ومعنى.. والأسف كل الأسف على الذين يقومون بنشرها دون وعي وتدبر!!