-- المبحث الثالث -- مدح لأهل البيت و تعريض بزوجات النبي
اذهاب الرجس و التطهير لا شك أنه شأن عظيم و مدح كبير لهؤلاء الذين خصهم الله تعالى بهذا الفضل العظيم فعندما نقول ان فلان طاهر من الرجس و الشيطان ليس له سلطان عليه و ليس للذنوب و المعاصي سبيلاً إليه بشهادة من رب العباد في القرآن الكريم لابد أن يكون هذا الشخص له منزلة كبيرة عند الله تعالى و يريدنا أن نعرف مكانة و منزلة هذا الشخص و نقاءه المطلق فعندما خص الله تعالى مجموعة معينة بهذا الفضل و أخبرنا من خلال اللآية الكريمة أنهم مطهرين
أراد أن يمدحهم بكل تأكيد و آية التطهير أتت بهذا المعنى
فهي مدح لأهل البيت للتعريض بزوجات الرسول أراد الله تعالى أن يمدح أهل البيت و التعريض بزوجات رسول الله في نفس الوقت .. لتقريب المعنى نطرح هذا المثال :
مثال :
أقول لأحدهم : أنت يا (( س )) لماذا لا تذاكر دروسك و تكون مجتهد ,, أنت لست كبقية الطلبة أنت ابن مدير المدرسة فإن اجتهدت ستكون متفوقاً و قدوة للطلبة من خلال اجتهادك و عملك فادرس و اجتهد و اعمل و لا تضيع وقتك باللهو و اللعب و لا ترافق الطلاب المشاغبين لتحظى بمنزلة رفيعة بين كل طلاب المدرسة و تكون متفوقاً .. فإن اجتهدت و نجحت سيكون تكريمك تكريمان و إن فشلت و سقطت فسيكون عقابك مضاعف ..
ثم ألتفت لـ (( ش )) و أقول له : أحسنت يا (( ش )) أنت طالب متفوق و تستحق التكريم و أنت قدوة لكل الطلاب بالمدرسة و ستحظى بالكثير من الثناء و الشكر و المدح و جوائز كثيرة بانتظارك .
ثم أعود لـ ((س)) و أقول له : و أنت يا ((س)) أترك عنك الكسل و كون مجتهداً ..
فيكون المتكلم موجه الخطاب لشخص ثم يلتفت المتكلم لشخص آخر يخاطبه ثم يعود للأول .. بمعنى الخطاب للطالب الكسول و زجره و تهديده ثم يتوجه المخاطب للطالب المجتهد و يمدحه ثم يعود للطالب الكسول و يوجهه .. و هذا هو التعريض بالطالب الكسول ..
كان خطاب الله تعالى لزوجات النبي و الخطاب به تهديد و وعيد اضافة للوعد بالأجر العظيم ( ترغيب و ترهيب )
يا نساء النبي : التي تأتي منكن بفاحشة فعذابها و عقابها مضاعف و هذا يسير جداً على الله يا نساء النبي من تقنت منكن يأتيها الله أجرها مرتين و لها رزق كريم ..
يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول و قرن في بيوتكن و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى
(( كل ما سبق وعيد و تهديد و ليس مدح لزوجات النبي ))
(( تماماً كمثل الطالب الكسول الذي ضربناه سابقاً ))
ثم يتوجه الخطاب لأهل البيت عليهم السلام بالمدح و الثناء :
إنما يريد الله أن يبعد عنكم كل الرجس و يطهركم تطهيرا
فأنتم المطهرون و أنتم القدوة و المثل الأعلى و أنتم الحافظون لدين الله و بكم يعرف الحق من الباطل ..
(( و هذا هو المدح و الثناء ))
(( مثل الطالب المجتهد ))
ثم يعود الخطاب للنساء ..
و أذكرن ما يتلى في بيوتكن ..
(( مثل الطالب الكسول ))
و بهذا يكون مدح أهل البيت عليهم السلام للتعريض بنساء النبي ...