في عقيدة المجسمة أن الله فوق خلقه فوقية حقيقيّة، وهو سبحانه وتعالى ينزل إلى السماء الدّنيا في ثلث الأخير من كلّ ليلة نزولاً أيضاً حقيقيًّا، ومقصودهم بالحقيقة الحقيقة اللّغويّة، أي أن الله فوق خلقه في السماء فوقيّة مسافة وبُعد حسّي، وهو سبحانه وتعالى ينزل في الثلث الأخير النزول الذي هو الانتقال !!!، تعالى الله عن هذه العقائد الباطلة.
وفي هذا المقال سنتطرق إلى موضوع هام نتناول من خلاله مدى توافق هذه العقائد الفاسدة مع الحقائق العلميّة الثابتة، ومنه موقف مجسمة العصر من هذه الحقائق في حال إذا ما خالفت عقائدهم ؟!، فمن المؤكد في عقيدة الإسلام أن لا تعارض بين سنن الله الكونية وبين سننه سبحانه وتعالى التشريعية، إذ الآمر هو ذاته الخالق وهو الله جلّ وعلا، فالأصل واحد ويستحيل إذاً تناقض أوامر ربنا التشريعية، مع ما خلقه جلّ وعلا في العالَم من حقائق كونية، وصدق الله العظيم القائل في كتابه :" إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ"، فانظر يا رعاك الله كيف جمع القرآن الكريم بين الأمر التشريعي والخلْق الكوني في سياق الآية ليدلّ على هذه الحقيقة في أرقى بيان.
وبما أن الأرض كروية وتدور على نفسها فإن هذه الحقيقة الكونية تهدم عقائد المجسمة، والحاصل أن الجهات نسبيّة، وبالتالي فالجهة التي هي فوق (=جهة الخالق) بالنسبة لأهل المشرق مثلاً هي نفسها جهة التحت بالنسبة لسكان الجهة المقابلة لجهة أهل المشرق من الكرة الأرضية (=أي أهل المغرب) !!!، وعليه فالباري فوق قوم من جهة، وتحت آخرين من جهة أخرى !!! وهذا باطل، ثمّ إنه من زعم أن الفوقية يُراد بها ما يُشار إليه فوق فقط انطلاقاً من سطح الأرض، فجوابه أن يُقال أنّ هذا التحديد يُعدّ تحكّماً وقولاً بالتّشهي، وهو الآخر يُفضي إلى لوازم فاسدة، إذ أن الإشارة إلى الله من جهة الفوق بهذا الاعتبار، انطلاقاً مثلاً من الجهات الأربع لسطح الكرة الأرضية (=الشرق، الغرب، الشمال، الجنوب) يؤذي إلى كون الخالق مُحيط بالعالَم إحاطة حسيّة من كل الجوانب !!!، وأنّ هذا العالَم المخلوق يوجد داخل الخالق والعياذ بالله !!! و... !!! الخ من اللوازم الباطلة، فتأمّل
ولنبدأ بعرض أقوال القوم : أولاً : عرض كلام كبار مشايخ الوهابية :
• المفتي السابق للمملكة السعودية الوهابية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - شيخ ابن باز- : تدريس كروية الأرض يشوش عقيدة الناس !!!
• كبير مشايخ الوهابية الشيخ عبد الكريم بن صالح الحميد :
1. اعتقاد دوران الأرض أعظم من اعتقاد تسلسل الإنسان من القرود، بكثير !!!...ومن اعتقد هذا المعتقد فقد أضله الشيطان كما أضل (((الملاحدة !!!))) الذين أنكرو الخالق !!!
2. الشيخ عبد الكريم بن صالح الحميد يوضح عقيدة الوهابية برسم بياني عجيب غريب !!!
3. الشيخ عبد الكريم بن صالح الحميد يوضح برسم بياني معتقد من ينعتهم بالدّهرية !!!
4. الشيخ عبد الكريم بن صالح الحميد يوضح برسم بياني مُعتقد من ينعتهم بالدهرية وكذلك أهل الإسلام، في مسألة تعاقب الفصول الأربعة !!!
• اللجنة الدائمة للإفتاء السعودية (=الوهابية) برئاسة الشيخ ابن باز :
1. لا ينبغي الاعتماد ولا التعويل على كتب التفسير التي يستدل مؤلفوها بالقرآن على دوران الأرض !!!
2. دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس، من النظريات التي تتعارض مـع الآيـات القرآنية والأحاديث النبوية، ويتوجب عل مدرسي مادة الجغرافيا تحذير الطلاب منها !!!
3. الصحيح أن الأرض ثابتة قارة والشمس هي التي تدور حولها، ومن قال بأن الأرض هي التي تدور والشمس واقفة، فهو كافر كفرا أكبر !!!
• الشيخ حمود التويجري : صرح بعض المحققين بتكفير من يقول بحركة الأرض وسيرها !!!
• الشيخ ابن العثيمين : يتوجب على من أسند له تدريس مادة الجغرافيا أن يبيّن للطلبة أن تعاقب الليل والنّهار كما دلّ عليه ظاهر الكتاب والسنة، هو نتيجة لدوران الشمس على الأرض وليس العكس !!!
• الشيخ الفوزان يؤكد النّظرية الوهابيّة فيما يخص المخطط البياني للكون، ومكان الرب منه تعالى الله عن قولهم، ويقرّر : القول بدوران الأرض يُفضي إلى نفي وجود الرب !!!، والقائلين بهذا القول حجتهم أقوال الفلاسفة و (((الملاحدة!!!))) وليس الكتاب والسنة !!!
• كبير الوهابية الشيخ ابن جبرين مباركاً ومشيداً بكتب الوهابية في الرد على هيئة الفلك في السعودية، يؤكد : الأرض ثابتة والشمس هي التي تدور حولها !!!
• الشيخ عبد الله الدويش : الأرض ثابتة لا تتحرك، والقول بأن الشمس لا تتحرك متجاوزةً موضعها، كفر!!!
ثانياً : الألباني له رأي آخر :
• اعتقاد أن الأرض تدور في الفضاء حول الشمس، أصبح اليوم حقيقة علميّة ومن أنكر هذا فرأيه جامدٌ مُحالفٌ لظواهر النّصوص الأخرى !!!، وللحقيقة العلميّة الفلكيّة !!!
• من جحد الحقائق العلمية فقد أتاح لغيره أن يتهمه في عقله أو على الأقل في علمه !!!