لكن، ما لا تريد أن تفهمه الإدارة الأمريكية الغبية ومعها إسرائيل والسعودية والأردن أيضا الذي لا يبدو أنه سيد نفسه ولا يمتلك قراره وأنه مسير من قبل أمريكا وإسرائيل والسعودية، هو أن سورية كما حزب الله لا يحارب كل واحد لوحده وبمعزل عن الآخر، بدليل أن فشلهم في لبنان عام 2006، كما أن فشلهم في سورية اليوم وبرغم ثلاث سنوات من القتل والدمار والخراب، هو أن المواجهة وإن كانت تبدو في بعض الأحيان موضعية من الناحية الجغرافية، إلا أنها من الناحية الإستراتيجية تشمل كامل الهلال الروسي وليس الهلال الشيعي فحسب، من روسيا إلى لبنان.
وحيث أن الأمر كذلك، فإن أي تحرك في بقعة من هذا الهلال الكبير يؤثر بشكل حتمي، مباشر أو غير مباشر، في المحور ككل، والذي تحول في الحرب الدائرة عليه في الشرق الأوسط وأوراسيا إلى “خلية نمل” تعمل بقيادة موحدة، ورؤية واضحة، وخطة بأهداف نوعية وعملية، وتنسيق وثيق عالي المستوى، وإمكانات بشرية إستثنائية لها عقيدة إيمانية وأخلاقية راسخة، وسلاح كاسر للتوازن، وتكنولوجيا متطورة تضاحي أحدث ما وصل إليه الغرب في هذا المجال أو يزيد قليلا في بعض القطاعات المحددة. وبالتالي، فالحديث عن حزب الله أو سورية يقتضي الحديث عن المشهد ككل في الهلال “الروسي – اللبناني”، لفهم تفاعلاته وتفرعاته وتداعياته.