بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
ذكر المرحوم الحاج الشيخ النوري في كتابه دار السلام نقلاً عن المرحوم الحاج السيد محمد الأصفهاني (وهو من كبار علماء أصفهان) أنه قال: بعد مضي عام واحد على وفاة المرحوم والدي، شاهدت في ليلتي تلك في عالم الرؤيا والدي وسألته عن أحواله فأجابني لقد كنت في عناء شديد لم افرغ منه نهائياً إلاّ يوم أمس، فعجبت لقوله وسألته عن سبب عنائه ذاك؟ قال: لقد كنت مديناً بثمانية عشر قراناً[1] للسقا المعروف بمشهدي[2] رضا ونسيت أن اوصي بها في وصيتي لأجل ترد إليه، ولقد صرت إلى اليم العذاب منذ ساعة وفاتي وحتى يوم أمس حينما وهب (المشهدي رضا) لي حقه الذي بذمتي، وأنا الآن في حال حسن. يقول السيد محمد الاصفهاني، كانت هذه الرؤيا حينما كنت مقيماً في مدينة النجف الأشرف فسارعت إثرها إلى كتابة رسالة إلى اخوتي في مدينة اصفهان وضمّنتها موضوع الرؤيا وسألتهم التحقق من مسألة الدين الذي كان في ذمة والدي وطلبت منهم تسديده لصاحبه، ولما وصلت رسالتي لهم ذهبوا إلى المشهدي رضا السقا وسألوه عن دين والدي فأجابهم بالايجاب وقال لهم: لقد كان لي بذمته ثمانية عشر قراناً، ولكنه قد مات وضاع عليّ حقي لأنني لم آخذ عليه حينها سنداً بالمبلغ، وعزفت عن المطالبة بحقي لأنني ظننت أنها ستكون عقيمة لعدم وجود الدليل على حقي، وبعد مرور عام على وفاة والدكم تذكرت الدين فحدثني نفسي أن والدكم قد قصّر بحقي عندما لم يكتب لي بالدين، بل انه لم يتجرأ أن يذكره في كتاب وصيته، فقلت لأهبها له على حب جده رسول الله (ص) لكي لا يعذّب عليها، وهنا سارع اخوتي بدفع مبلغ الدين إلى هذا الرجل فاعتذر عن قبوله وامتنع قائلاً: كيف آخذ ما وهبته! فتأمّل عزيزي القارئ وأعلم ان البقاء في عذاب البرزخ مرهون بنوع الذنب وخطره، وأن شيعة علي (ع) يتم تطهير المذنب منهم غير التائب في البرزخ.
------------------
[1] القران: أصغر عملة نقدية إيرانية كانت تستخدم في التداول إلى حد قريب وتسمى اليوم ريالاً.
[2] المشهدي: لقب يضاف للمرء المسلم الذي يوفقه الله تعالى بزيارة مدينة مشهد حيث ضريح الإمام الثامن علي بن موسى الرضا (ع).