فيلتمان : نكاد نخسر لبنان والأردن بعد سورية بالعناد
بتاريخ : 30-05-2014 الساعة : 04:58 PM
فيلتمان : نكاد نخسر لبنان والأردن بعد سورية بالعناد
الجمعة , 30 ايار / مايو 2014 - بانواما الشرق الاوسط
ما شهدته بيروت من طوفان بشري سوري ليومين فاجأ العالم كله، خصوصاً أنّ الذين قالوا بكونه منظماً كالذين قالوا بكونه عفوياً، فقد تلاقيا على الإقرار بالمفاجأة أولاً، إما بتحوّل نوعي جذري في مزاج السوريين نحو دولتهم بما يجعل الاختلال في الميزان العسكري مدعوماً باختلال أشدّ في الميزان الشعبي، أو بالإقرار بأنّ الدولة السورية تزداد قوة.
هذا الاختلال الشعبي برأي البعض في واشنطن كان منظماً من دمشق ومعبّراً عن إدارة حكومية لكلّ من الساحتين الأردنية واللبنانية، بواسطة كتل النازحين المنظمين، وفي هذه الحالة فإنّ سورية التي تخسر جزءاً من الجغرافيا السورية في الحرب عليها تمسك تعويضاً عنها بجغرافيا أشدّ خطورة مما تخسره، وبينما لا يفقدها ما خسرته صفة الدولة التي تدير المضمون الاستراتيجي للجغرافيا السورية، بينما تثبت قدرتها على إدارة جغرافيا كان مستحيلاً أن تعود إليها كلبنان أو أن تتمدّد نحوها الأردن.
في واشنطن ثمة من يقول إنّ عودة النازحين السوريين تشكل وحدها هدفاً كافياً لتسوية سياسية مقبولة في سورية، ولو بالقبول بالانتخابات التي ستحمل الرئيس بشار الأسد لولاية رئاسية جديدة، والعناد لا يفيد هنا برأي هذه المصادر الأميركية، فسورية بنت لها جيشاً من النازحين في كلّ من الأردن ولبنان يعادل أضعاف جيشها الذي كان في لبنان، واستدعى إخراجه ما هو معلوم، بينما لن يكون متاحاً الحديث عن طرد نازحين مظلومين في حرب قاتلة.
جيفري فيلتمان معاون الأمين العام للأمم المتحدة صارح السعوديين بضرورة الإسراع بأيّ حلّ سياسي للأزمة السورية قبل أن تبدأ الخسائر بالتراكم في كلّ من لبنان والأردن، فالمعلومات المتداولة كما قال صحافيون عرب في نيويورك عن لسان فيلتمان، تقول إنّ عدد السوريين الذين أغلقوا طرقات العاصمة أول من أمس قارب المليون سوري.
في هذه الأثناء، وبينما استمرت المراوحة في الاستحقاقات الداخلية من الملف الانتخابي إلى سلسلة الرتب والرواتب، بقيت مشاركة النازحين السوريين المقيمين في لبنان بالانتخابات الرئاسية السورية في دائرة التقويم والقراءة في ظلّ الحشود الكبيرة التي استمرت لليوم الثاني بالتوافد إلى السفارة السورية في اليرزة للمشاركة في هذه الانتخابات والإعلان عن تأييدها الكاسح لترشيح الرئيس بشار الأسد لولاية جديدة، وهو الأمر الذي أربك خصوم سورية في الداخل اللبناني وفي الخارج، خصوصاً أنّ كثافة المشاركة لم يكن أحد يتوقعها حتى من حلفاء سورية.
إذاً، فكما في اليوم الأول، شهد يوم أمس تدفقاً كبيراً للنازحين السوريين وأبناء الجالية السورية في لبنان إلى مقرّ السفارة، حيث زحف أمس عشرات الآلاف منذ ساعات الصباح الأولى واستمرت الحشود إلى منتصف الليل، ما أسقط كلّ رهانات الغرب المتآمرين على سورية، بل أن هذه المؤامرة أدت إلى عكس ما توقعه الحلف المتآمر حيث تؤكد كثافة مشاركة السوريين على احتضان الشعب السوري لقيادته وعلى رأسها الرئيس الأسد.
وقد أكد السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي أن توجّه السوريين إلى السفارة للانتخابات يؤكّد أنهم مصرّون على الحل السياسي، وقال إن الانتخابات أفشلت كل الأوهام بسقوط الدولة السورية.
هذا الطوفان البشري الذي ظهر في لبنان ماهو الا تعبير عن رغبة شعبية عارمة من السوريين للعودة الى الدولة الماسكة المهيمنة الموفرة للأمن والاستقرار ولو بشكل نسبي ،،،
اهم الاسباب التي ادت الى تغير المزاج الشعبي السوري
الجمعة , 30 ايار / مايو 2014 - بانواما الشرق الاوسط
عمر المعربوني
منذ بداية الازمة في سورية وانا اتابع الخطاب السياسي للمعارضات المختلفة التي لم تغير شيئاً ابدا لا في مصطلحاتها ولا في سلوكها رغم تغير الكثير من الامور بشكل دراماتيكي .. وباتت هذه المعارضات محكومة بخطاب صنمي يردد نفس المصطلحات وينتهج نفس الاساليب .. فتارة تعيش حالة فورة وتارة حالة تباكي وندب وتارة حالة استجداء للمجتمع الدولي ..
في بداية الازمة التقيت باحدهم وسألني رايي في “الثورة” وكان جوابي حرفيا : ” ان عوامل تشكُل الثورة لم تنضج بعد لتنضج عوامل انتصارها وان المسألة تتعدى تغيير النظام لتطال سورية تاريخاً وشعباً ومقدرات .. وان تبني “الثورة” للخيار العسكري سيجلب الدمار للسوريين ناهيك عن ان المخططين لهذه الحرب سيكونوا جاهزين لتسهيل قدوم كل انواع المتشددين الى سوريا “..
وحصل الامر ودخلت سورية في دوامة من العنف لم تحرج منها حتى اللحظة ..
خلال سنوات الازمة استطاعت الدولة السورية ان تمتص الهجمة وحاولت عبر الجيش والقوى الامنية ان تمسك بمفاصل المدن الكبرى لتتحول الى الدفاع ..
وباحصاءات قد تكون نسبة الخطأ فيها قليلة يتواجد على الارض السورية 1500 فصيل مسلح من السوريين وجماعات قدمت من 87 دولة لتقدم نموذجاً اقل ما يقال فيه انه نموذج بربري لم تشهد العصور الوسطى له مثيلا ..ليصل الامر فيما بين هذه الفصائل الى التذابح على السلطة والغنائم وليحولوا سورية الى ولايات لكل ولاية حاكمها وقوانينها وليرتكبوا بحق حتى من ناصرهم في البداية من السوريين ابشع انواع القتل والتنكيل لمجرد انهم خالفوهم الراي ..
المرحلة الثانية والتي استمرت فترة طويلة كانت اعتماد الدولة في سورية على دراسة الموقف وتقديره والتي كانت مرحلة صعبة ومربكة استطاعت اجهزة الدولة تجاوزها لتنتقل الى الهجوم المضاد الذي بدأ في معركة القصير وما زال مستمراً محرزا انتصارات كبيرة ونوعية ..
خلال سنوات الازمة بدأ السوريون سواء الذين بقوا في سورية او نزحوا عنها الى دول الجوار ودول اخرى يشعرون انهم فقدوا الكثير من حقوق المواطنة في ظل الدولة وان ما اعتبروه ثورة جاءت لتخلصهم من نظام البطش والاستبداد ليست كذبة كبيرة .. وساستعرض هنا اهم الاسباب التي ادت الى تغير المزاج الشعبي في سورية :
1- اعلان اكثر من مسؤول في المعارضة ومن خلال وسائل اعلام صهيونية الاستعداد لمقايضة الجولان المحتل بمساعدة الصهاينة لهم في القضاء على النظام .. علاج جرحى الجماعات المسلحة في ” اسرائيل” وبث المشاهد بصورة علنية على شاشات الفضائيات .. تدريب وتأهيل وتقديم الدعم الناري للمسلحين في اكثر من مكان من الارض السورية .. هذا الامر احرج قيادات المعارضة امام الاكثرية الساحقة التي تعتبر الصهيوني عدوا ولا يمكن لها ان تصالحه وان تضع يدها بيده ..
2- الممارسات الوحشية التي قامت بها الجماعات المسلحة بحق كل من خالفها وفيما بينها وهنا مقطع من حديث لهيثم المناع ممثل “هيئة التنسيق الوطنية في المهجر” السوري أن “شيئاً من المزاج الشعبي السوري قد تغير”، وفي حديث لصحيفة “السفير” اللبنانية، عزا الأمر إلى “لعب الخطاب الرئاسي على الوطنية السورية، واعتبار أن ما يواجهه هو إرهاب وليس ثورة.. وكشف مناع أن وفداً من معربة وبصرى الشام ذهب لمقابلة أبو الزبير الليبي، قائد “جبهة النصرة” في حوران، وطلب منه “إخراج المقاتلين من بيوتنا، لكي لا نهان باللجوء في الأردن”، فكان جواب الليبي “هذه ليست أرضكم، هذه أرض جهاد ورباط ، فإما أن تجاهدوا معنا وإما أن ترحلوا عنها”.
3- افتقاد السوريين لعامل الامن الذي كانت تتميز به سورية وانتشار الجرائم الاخلاقية بمستوى لم تشهده سورية في اي يوم
4- تعرض السوريين لما يشبه الذل في مخيمات النزوح وصل حد الممارسات العنصرية .. فدول الجوار .. الاردن كدولة ولبنان عبر جماعة 14 اذار لها اجنداتها في استخدام النازحين السوريين لخدمة اهداف لم تعد خافية على احد ..وقد بدا الامر واضحا في الاردن من خلال طرد السفير السوري وفي لبنان بردة فعل 14 اذار العنصرية التي تفاجأت بحجم التحول الكبير في سلوك السوريين الذين توجهوا لانتخاب الرئيس .. ولم تفلح اليوم تظاهرة طرابلس التي لم تتجاوز الالاف في تصوير الامر وكان غالبية ساحقة ما زالت ضد النظام ..
5- ابداء الدولة السورية الرغبة في المصالحة مع كل من يرغب من المسلحين ضمن شروط وضعتها الدولة لتأمين عودة المسلحين الى حضن وطنهم وابرز المصالحات ما جرى في ريف العاصمة دمشق وانسحاب المسلحين من كامل احياء حمص ..
خلال سنوات الازمة عمدت الدولة السورية الى اتخاذ اجراءات للتكيف مع العقوبات الدولية سواء منها الاقتصادية او الديبلوماسية .. واستطاعت ان تطلق اعلاما منظما لمواجهة الازمة ومواكبة سير التقدم الميداني ..
بمعزل عن سير الاعمال الميدانية فان القاصي والداني ممن يمتلك الحد الادنى من الموضوعية يعلم ان الجيش السوري حقق النصر الاستراتيجي وهي عبارة لن يفهم معناها وابعادها اولئك الذين تعودوا على التبعية السياسية وخصوصا المذهبيين الذين تمترسوا وراء مذهبيتهم ويصرون على ان ” الثورة” في طريقها الى سحق النظام ..
الانتخابات القادمة ستبين للقاصي والداني اننا امام مرحلة جديدة قد تطول او تقصر ولكنها بالتاكيد ستتسم بتأريخ جديد .. سورية ما بعد الانتخابات الرئاسية ..