بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
تروى قصة لبيان تأثير الطعام الحرام على الإنسان، ففي زمن الخلافة العباسية، وتحديداً في زمن خلافة المهدي العباسي، كان أحد علماء العامة زاهداً عابداً، الخليفة أراد أن يجعل منه قاضياً ومعلماً لأبنائه، وقد عرض الأمر عليه أكثر من مرة لكن هذا العالم كان يرفض، في يوم من الأيام بعث له برسول قال له: لابد أن تستجيب لواحدة من ثلاث: إما أن تقبل بمنصب القضاء، أو بتعليم أولادي، أو تناول الطعام معي. العالم رأى أن أخفّهن عليه هو الأكل مع الخليفة، وبعد تناول الطعام بمدة بسيطة قبِل منصب القضاء، وقبِل تعليم أولاد الخليفة، وخصص له راتب ألف درهم من بيت مال المسلمين، في يوم من الأيام كان يعدّ الراتب فرأى درهمًا واحدًا مغشوشًا، فصار نزاع بينه وبين مسؤول الخزانة من أجل إرجاع الدرهم!
فقال له مسؤول الخزانة: أتبيعُ البُرء – أي الطعام الرديء-؟ "لديك ألف درهم وتراجعني على درهم واحد!". فقال له: بعتُ بما هو أكبر من البرء، بعتُ ديني!
ويُحكى أن..
أحد العلماء الكبار ذهب مع ابنه الصغير إلى المسجد، حينما كان يصلي العالِم كان الابن يلعب في ساحة المسجد، فجاء سقّاء ووضع السِقاء وذهب ليصلي، فأخذ الإبن إبرة ووخز السقاء فسكب الماء، ولمّا خرج الأب تضايق من فعل ابنه مع صغر سنه، وقال لابد أن هناك خللًا، فذهب للمنزل وقال لوالدة الطفل: أنا كنتُ أراعي المأكل والمشرب دائماً، فإن كان من خلل لربما يكون بسببك، فتذكّرت وقالت إنها أثناء الحمل اشتهت رمانة حامضة، فذهبت بإبرة لمزرعة الجيران، فوخزت إحدى الرمانات لتتذوقها إن كانت حامضة أم حلوة، فلمّا تذوقّتها حلوة تركتها ورجعت، فعرف العالِم من أين جاء الطفل بوخز السِقاء!
- الدروس المُستخلَصة:
قال تعالى "فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ" ...
هذه الآية الشريفة تُشير إلى ضرورة أن يتحرى الإنسان عن طعامه.
الطعام الوارد في هذه الآية يشمل الطعام المادي، والطعام المعنوي، الطعام الذي يغذي البطن، والطعام الذي يُغذي العقل والقلب والروح.
هناك تأثير للطعام الحرام والمشبوه على الإنسان، بل يتعدى هذا التأثير إلى نسل الإنسان!