|
بــاحــث مهدوي
|
رقم العضوية : 65883
|
الإنتساب : May 2011
|
المشاركات : 1,191
|
بمعدل : 0.24 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
المَهدّيون الإثناعشر والرجعة / تحليل دلالي
بتاريخ : 06-08-2014 الساعة : 11:46 AM
المَهدّيون الإثناعشر والرجعة / تحليل دلالي
_____________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
عَرَضتْ الروايات إلى ذكر المهديين بعد القائم بصور مختلفة وممكن تقسيمها إلى ثلاث طوائف .
الطائفة الأولى /
وهي التي وصفتْ الأئمة الإثني عشر بالمهديين
روى الشيخ الصدوق أنه( قال الحسين بن علي بن أبي طالب
عليهما السلام منا اثنا عشر مهديا أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وآخرهم التاسع من ولدي ، وهو الإمام القائم بالحق )
:كمال الدين وتمام النعمة:الصدوق:ص317.
وروى الصدوق أيضا
( عن أبي بصير ، عنأبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول :
منا اثنا عشر مهديا مضى ستة وبقى ستة ، يصنع الله بالسادس ما أحب )
:كمال الدين وتمام النعمة:ص338.
الطائفة الثانية/
وهي روايات ذكرت أنّ المهديين هم رجال من الشيعة صالحين يدعون إلى محبة ومعرفة حق أهل البيت المعصومين عليهم السلام بعد ظهور القائم عليه السلام وهم لاينتسبون إلى النبي محمد :ص وآله : وأهل بيته بحسب الظاهر وهم غير معصومين أيضا.
( عن أبي بصير قال : قلت للصادق جعفر بن محمد عليهما السلام
يا ابن رسول الله إني سمعت من أبيك عليه السلام أنه قال : يكون بعد القائم اثنا عشر مهديا
فقال : إنما قال : اثنا عشر مهديا ، ولم يقل : إثنا عشر إماما ، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا )
:كمال الدين وتمام النعمة:الصدوق:ص358.
الطائفة الثالثة/
وهي روايات ذكرت المهديين بأحد عشر مهديا من ولد الحسين عليه السلام يكونون بعد القائم.
(عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث طويل أنه قال : يا أبا حمزة إن منا بعد القائم أحد عشر مهديا من ولد الحسين عليه السلام)
:الغيبة:الطوسي:ص478.
إنّ المُلاحظ في هذه الطوائف الثلاث من الروايات هو إختلاف وصف المهديين وتحديدهم .
فالطائفة الأولى قصدت بهم الأئمة الإثني عشر المعصومين عليهم السلام من الإمام علي إلى الإمام المهدي .
والطائفة الثانية قصدت بهم قوم مخصوصين من الشيعة وهم غير معصومين وليسوا بأئمة ولاينتسبون إلى النبي وأهل بيته المعصومين نسباً .
بل هم إناس محبون وصالحون يدعون الناس إلى محبة ومعرفة حق أهل البيت المعصومين عليهم السلام بعد القائم.
وأما الطائفة الثالثة فقصدت أنّ المهديين من بعد القائم هم الأئمة من ولد الحسين عليه السلام إذ يرجع الإمام الحسين وولده من الأئمة المعصومين بعد وفاة الإمام المهدي عليه السلام وإنّ تحديد المهديين بالأحد عشر من ولد الحسين فهو من باب التغليب ذلك لأنّ الأئمة المعصومين من ولد الحسين هم تسعة والتغليب يشمل الإمام علي عليه السلام في رجعته.
ومن جملة ما يُلاحظ أيضا ما ذكرته رواية الوصية الضعيفة السند التي رواها الشيخ الطوسي من طرق العامة والتي تبناها أتباع أحمد إسماعيل في تدعيم دعواهم الباطلة .
إذ أنها تحدّثت عن المهديين الإثني عشر بعد وفاة الإمام المهدي عليه السلام
( ثم يكون من بعده(بعد الإمام المهدي) اثنا عشر مهديا فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين
له ثلاثة أسامي : اسم كإسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد ، والاسم الثالث : المهدي ، هو أول المؤمنين )
: الغيبة :الطوسي :ص137 :
فكيف يتم التوفيق بين ذلك وحل الإشكالات وإبطال دعوى أحمد إسماعيل في كونه المهدي الأول بعد أبيه وأنه صاحب الوصية .
ويمكن هنا تسجيل عدّة لحاظات منها
1/ إنّ روايات الطوائف الثلاث لم تبيّن أنّ المهديين هم من ولد الإمام المهدي عليه السلام بل بيّنتْ أنهم يكونون بعد القائم أو من ولد الحسين عليه السلام .
وبهذا يبطل زعم أحمد إسماعيل في كونه المهدي الأول بعد أبيه
2/ إنّ روايات قيام المهديين بعد القائم هي أخبار آحاد فتكون ظنية ولايجب الأخذ بها في باب الإعتقادات والتي يجب العمل فيها بالقطعيات واليقينيات .
( قال المفيد وليس بعد دولة القائم لأحدٍ دولة الا ما جاءت به
الرواية ( أي رواية الوصية المزعومة ) من قيام ولده إن شاء الله ذلك فلم يرد على القطع والثبات وأكثر الروايات انه لن يمضي مهدي الأمة الا قبل القيامة بأربعين يوما يكون فيها
الهرج والمرج وعلامات خروج الأموات وقيام الساعة للحساب والجزاء والله أعلم بما يكون)
:أعيان الشيعة:السيد محسن الأمين:ج2:ص83.
3/ إنّ رواية الوصية التي رواها الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة هي رواية واحدة وشاذة وباطلة السند وغير معتبرة رجاليا فلا ينفع الأخذ بدلالتها بعد سقوط إعتبارها السندي جزماً وقد أنكرها العلماء سنداً ودلالةً .
قال العاملي في كتابه (الصراط المستقيم)
(ليس بعد دولة القائم عليه السلام دولة واردة إلا في رواية شاذة من قيام أولاده من بعده )
:الصراط المسقيم:العاملي:ج2:ص254.
وقال الحر العاملي
(هذه الروايات غير موجبة للعلم واليقين لكثرة معارضاتها
فإنَّ الأحاديث المعتبرة والروايات الصحيحة المتواترة صريحة في حصر الأئمة في أثني عشر عليهم السّلام وإنَّ الثاني عشر منهم خاتم الأوصياء والأئمة والخلفاء وأنه لا يبقى بعده أحد من الخلق )
:الفوائد الطوسية :الحر العاملي:ص117.
وقال الشيخ المجلسي في بحار الأنوار
( هذه الأخبار مخالفة للمشهور ، وطريق التأويل أحد وجهين :
الأول أن يكون المراد بالاثني عشر مهديا النبي صلى الله عليه وآله وسائر الأئمة سوى القائم عليه السلام بأن يكون ملكهم بعد القائم عليه السلام وقد سبق أن الحسن بن سليمان أوّلها بجميع الأئمة وقال برجعة القائم عليه السلام بعد موته وبه أيضا يمكن الجمع بين بعض الأخبار المختلفة التي وردت في مدة ملكه عليه السلام .
والثاني أن يكون هؤلاء المهديون من أوصياء القائم هادين للخلق في زمن
سائر الأئمة الذين رجعوا لئلا يخلو الزمان من حجة ، وإن كان أوصياء الأنبياء والأئمة أيضا حججا والله تعالى يعلم)
:بحار الأنوار:المجلسي:ج52:ص149.
4/ يمكن توجيه الإختلاف في عدد المهديين بعد القائم إذ ذكرت طائفة من الروايات بأنهم إثنا عشر مهديا وأخرى ذكرتْ بأنهم أحد عشر مهديا والتي حُملت على وقت الرجعة .
ذلك أنّ عقيدة الرجعة هي عقيدة يتحسس منها علماء العامة في عصر المعصومين عليهم السلام .
كونها تُثبت فضيلة للإمام علي عليه السلام برجعته بعد وفاة الإمام المهدي عليه السلام فضلاً عن عدم إيمان العامة بعقيدة الرجعة
بحيث تسقط عندهم وثاقة من يقول بها كما صرّح بذلك ابن حزم
( وأما الرواية عن الصحابة جملة فمن طريق شريك وهو مدلس عن جابر
الجعفي وهو كذاب مشهور بذلك فاسد الدين يقول بالرجعة)
:المحلى:ابن حزم:ج10:ص61.
لذا كان الأئمة المعصومون عليهم السلام لايصرحون بذلك للتحفظ
إذاً على أساس ما تقدّم من ضعف رواية الوصية سندا وبطلان دلالتها مُعطى
تبطل دعوة أحمد إسماعيل في كونه المهدي الأول بعد أبيه
ذلك لتأويل المهديين الإثني عشر أوالأحد عشر في روايات المهديين
بالأئمة المعصومين من ولد الحسين في رجعتهم بعد القائم أو بقوم من الشيعة لاينتسبون إلى النبي وأهل بيته
لا كما يزعم أحمد إسماعيل إنتسابه إلى النبي وولده الإمام المهدي .
ليتبيّن كذبه وزيفه بحسب مفاد الروايات آنفة الذكر .
فقد روي ( عن أبي عبد الله ( ع ) سأل عن الرجعة أحق هي قال نعم
فقيل له من أول من يخرج قال الحسين ( ع ) يخرج على اثر القائم ( ع )
قلتُ ومعه الناس كلهم قال لا بل كما ذكر الله تعالى في كتابه يوم ينفخ
في الصور فتأتون أفواجا قوم بعد قوم .
وعنه عليه السلام ويقبل الحسين ( ع ) في أصحابه الذين قتلوا معه
ومعه سبعون نبيا كما بعثوا مع موسى بن عمران ( ع ) فيدفع إليه القائم ( ع )
الخاتم فيكون الحسين عليه السلام هو الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه
ويواري به في حفرته )
:مُختصر البصائر:حسن بن سليمان الحلي:ص49.
والسلامُ عليكمُ ورحمة الله وبركاته
______________________________
مرتضى علي الحلي / النجف الأشرف
|
|
|
|
|