موقف الاربعین، منزل المنتظرین الذین لم یصلوا الي العاشوراء
بتاريخ : 17-11-2014 الساعة : 11:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
بنائاً علی ماتقدم یمکن القول بأن النقطة الاساسیة فی مدرسة التکلیف هی انه مکان ان نطلب من الامام قضاء حوائجنا، نسعی لأن نستعد لکي نتحقق ما یریده الامام منا، و بتعبیر آخر نحن نرفع حاجاتنا الي الأمام، لکن الاهم لنا ان نعيش و نعمل وفق ما یریده الامام منا حتي نکون مستعدین لنلبی دعوته، لا مستعدین لمجرد اخذ حاجاتنا منه!
و من هذا المنطلق یمکن ان يقال أن احیاء زیارة الاربعین فی السنوات الاخیرة يمکن ان يکون شاهدا علي قرب ظهور الامام المنتظر (عج) ان شاء الله. نحن نري احاديث مختلفه تحثنا علي زیارة الحسین (ع) لکن الحث علي هذهِ الزیارة متفاوت جدا. في سائر الزيارات تذکر منافع الدنيوية و اخروية للأنسان لکن زیارة الاربعین هي الزیارة الوحیدة التي لميتکلم المعصومون عن منافعها و ثوابها بل قالوا فقط انها احدی علائم التشیع. لماذا؟ اذا تاملنا نری ان اهم حادثة قطعیة وقعت فی الاربعین هي زیارة جابربن عبدالله الانصاری و هذا یمکن ان يکون باباً لنعرف سر هذا الامر: الجابر لميحضر العاشوراء لکنه حسب نفسه في العاشورائیین لانه قال «والذي بعث محمدا بالحق نبيا لقد شارکناکم فيما دخلتم فيه».[1] هو الذی لم یلتحق برکب الحسین و لکن کان عاشوراییاً حقیقیاً من اعماق نفسه و ایقن انه فی زمرة العاشورایین و انصار الامام الحقیقیین؛ و یمکن ان الائمه لاجل هذا الامر قالوا ان زیارة الاربعین هی علامة التشیع الواقعی؛ ای هذهِ الزیارة تعبیرٌ عما فعله ذلک العاشورائی الحقیقی الذی لم یلتحق برکب الامام الحسین (ع) ولکن کان في نيته ان يکون مع الامام قطعا و لهذا الامر یصبح من جملة اصحاب امام زمانه (ع) وان لمیصل الي امامه؛ و زائروا الاربعین کلهم جابر و علي هذا ان النص الوارد فی زیارة الاربعین لم یکن فیه حالة طلب او دعاء للزائر بل اهم ما فیه هو اعلان الاستعداد من قبل الزائر لقیام الامام کما جاء فی خاتمتها «وَ قَلْبِي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ وَ أَمْرِي لِأَمْرِكُمْ مُتَّبِعٌ وَ نُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتَّى يَأْذَنَ اللَّهُ لَكُمْ فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لَا مَعَ عَدُوِّكُم[2]» یعنی انه ان لم اکن معکم فی یوم عاشوراء لکننی مستعد ان انصر امامی؛ و لاخیر فی حياة بلاالامام.
و من الملفت للنظر ان فی زیارة آل یاسین الذی تم تعلیمها من قبل الامام المنتظر (عج) يبدأ الامام بعتاب المخاطب فیها و يقول (لا لامره تعقلون و لامن اولیائه تقبلون) و هذا يدل علي ان الامام يريد ان يقول شيئا یجب ان نعقله و نقبله و لیس فی هذهِ الزیارة طلب و دعاء لنفس الزائر بل اهم ما فیها هو فی آخر فقراتها ای «وَ نُصْرَتِي مُعَدَّةٌ لَكُمْ وَ مَوَدَّتِي خَالِصَةٌ لَكُمْ [3]». يعني هذا هو انتظار االامام منا.