بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
البكــــاء على الإمام الحسين سلام الله عليه
[RIGHT]3 ـ البكاء: ومن الأساليب التي اتّخذها الإمام الصادق (عليه السلام) لتركيز الخط الثوري وتأجيج روح الجهاد في نفوس خاصته وشيعته هي تعميق وتعميم ظاهرة البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) لأن البكاء يساهم في الربط العاطفي مع صاحب الثورة وأهدافه ويهيّء الذهن والنفس لتبني أفكار الثورة ويمنح الفرد المسلم الحرارة العاطفية التي تدفع بالفكرة نحو الممارسة والتطبيق ورفض الظلم واستمرار روح المواجهة والحصول على روح الاستشهاد .
كما يشكّل البكاء وسيلة إعلامية سياسيّة هادئة وسلميّة عبّر بها الشيعي عن المآسي والمظالم التي انتابته وحلّت بأئمته ولا سيّما إذا كانت الظروف لا تسمح بالأنشطة الاُخرى.
ولا يعبّر هذا البكاء عن حالة من الانهيار والضعف والاستسلام لإرادة الظالمين، كما لا تشكّل إحياء هذه الذكرى والبكاء فيها وسيلة للتهرّب من الذنوب والحصول على صكوك الغفران كما يحلو للبعض أن يقول : إن الحسين قد قدّم دمه الطاهر لأجل براءة الشيعة من النار وإعفائهم من تبعات الآثام والخطايا التي يرتكبونها تشبهاً بالنصارى الذين أباحوا لأنفسهم اقتراف الخطايا; لأنّ المسيح (عليه السلام) كما يزعمون قد تكفّل بصلبه محو خطاياهم .
فالبكاء الذي أكّده الإمام (عليه السلام) وتمارسه الشيعة لا يحمل واحداً من هذه العناوين بل هو تلك الحرارة التي تضخّ في الفكرة روح العمل وتخرجها من حيّز السكون إلى حيّز الحركة فقد جاء عنه (عليه السلام) : « إن البكاء والجزع مكروه للعبد في كلّ ما جزع ما خلا البكاء والجزع على الحسين بن علي(عليه السلام) فإنّه فيه مأجور».
[/RIGHT