اسم الكتاب: المذكرات السياسية
المؤلف: الشيخ محمد الريشهري
تعريب: لجنة الهدى
الناشر: دار الحديث . قم المقدسة ـ إيران
الطبعة: الأولى 1416هـ
عدد الصفحات:377
نبذة حول الكتاب وموضوعه:
المذكرات التي بين أيدينا تتناول قضية مفصلية من تاريخ الثورة الإسلامية، هي قضية عزل الشيخ المنتظري عن منصب خلافة الإمام الراحل(رض)، وملف مهدي هاشمي والأمور المرتبطة بتلك القضية.
ما يميز هذه المذكرات ـ إضافة للتفاصيل الدقيقة الموثقة التي حوتها ـ هو كونها صادرة من شخصية لها ثقلها واتصالها المباشر بالقضية، واطلاعها التام على كل تفاصيلها حيث كان سماحة الشيخ ـ حينها ـ يشغل منصب "وزير المخابرات" في نفس تلك الفترة الحسّاسة من عمر الثورة.
قال صاحب هذه المذكرات (سماحة الشيخ الريشهري حفظه الله تعالى ):
" لا شك أن عزل الشيخ المنتظري عن خلافة القائد كان أكثر حوادث الثورة الإسلامية مرارة، خاصة من ناحية الضربة التي تلقتها القيادة والعلماء والتي كلفت الجمهورية الإسلامية غالياً، ولكن لا يُشك أيضاً أن عدم تنحيته عن هذا المنصب كان سيكلف ثمنا أغلى، بل أعتقد شخصياً أن ذلك كان سيؤدي إلى سقوط الثورة.
وكان هذا الحادث أليماً جداً بالنسبة إلى الإمام، فقد كان يعدّه أحد تلامذته الفضلاء المجاهدين وكان يكنّ له حباً خاصاً، وكان له مشاركة مؤثرة في انتصار الثورة. كان يحمل عنوان خليفة الإمام، وكان أمل الأمة والإمام في مسار الثورة، ولكن أشهراً من التفكير والدراسة انتهت إلى هذه النتيجة القطعية وهي أنه غير كفؤ وغير صالح للقيادة، بل إن قيادته ستعود بالضرر على مستقبل الثورة، فما الذي ينبغي فعله؟
إن الإمام نفسه يتحدث عن ذلك ويقول:ـ
" اعلموا أن أباكم الشيخ(ويعني نفسه) قد بذل جميع ما بوسعه منذ سنتين من خلال بعث الرسائل والإعلانات، لكي يحول دون انتهاء هذه القضية إلى ما انتهت إليه، ولكن مع الأسف سارت الأمور على خلاف ذلك ومن جهة أخرى فإن الوظيفة الشرعية حتمت عليّ اتخاذ هذا الموقف لأجل الحفاظ على النظام الإسلامي، لذا قمت وبقلب ملؤه الألم بعزل حصيلة عمري لمصلحة الإسلام والنظام، آمل أن يتضح الأمر للإخوة والأخوات في المستقبل نوعاً ما".
وبوصفي وزيراً للمخابرات[يقصد سابقاً] وانني كنت مطلعاً على أدق تفاصيل هذه الحادثة، أشهد بأن الإمام قام ببذل جميع ما بوسعه إلى آخر لحظة لتتخذ الأمور سبيلاً آخر، وكان بحر هدوئه الكبير وصبره من السعة بحيث عجز الكثير عن تبرير وتفسير مواقفه، وكنت أسعى جاهداً لإدراك هذا المحيط الواسع من الصبر والتأني إلا أنني في المراحل النهائية للحادث كنت أجد نفسي غارقاً عن تفسير أمواجه.
حقاً إن الإنسان ليتعجب من حلم الإمام وصبره، وفي بعض الأحيان تبدو مواقفه غير قابلة للتفسير" عن مقدمة المؤلف (حفظه الله تعالى) في مقدمة الكتاب.