|
عضو متواجد
|
رقم العضوية : 63561
|
الإنتساب : Dec 2010
|
المشاركات : 132
|
بمعدل : 0.03 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
عرض الأعمال على النبي (ص) والأئمة (ع)
بتاريخ : 20-05-2015 الساعة : 11:24 PM
عرض الأعمال على النبي (ص) والأئمة (ع)
*
المسألة:
ما تفسير قوله تعالى: ﴿وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾؟
*
الجواب:
الظاهر هو ان الآية الشريفة بصدد إفادة انَّ أعمال الناس من المسلمين والكافرين والمنافقين مرصودة معلومة على حقائقها لله تعالى ولرسوله وللمؤمنين، فهي تستهدف الحث على مراقبة الإنسان لعمله فلا يفعل ما يضرُّ بمستقبله يوم القيامة.
*
ثم إنَّ المراد من المؤمنين في الآية الشريفة هم جماعة خاصة من المؤمنين اختارهم الله تعالى ليكونوا شهداء على أعمال الناس.
*
وذلك لانه لو كان المراد من المؤمنين هو عموم المؤمنين لكان ذلك منافياً للواقع لانه لا يتفق لعموم المؤمنين الإطلاع على أعمال كلِّ الناس، فالناس يعملون في السر ويعملون في العلانية وما يتم عمله في العلانية لا يتفق لجميع المؤمنين الإطلاع عليه، فالناس موزعون على بقاع الأرض وكذلك المؤمنون، فقد لا يتفق وجود مؤمنٍ في موضع وقع فيه عمل لأحد ولو اتفق وجود مؤمنين في موقع العمل فلن يكونوا جميعاً قطعاً وحينئذٍ كيف تكون أعمال الناس مشهودة لعموم المؤمنين؟!
*
ثم ان الظاهر من الآية انَّ المراد من رؤية الأعمال هو مشاهدتها على حقائقها فقد يكون ظاهر العمل حسناً ولكنه نشأ عن مقاصد سيئة كما هو شأن المنافقين، وقد يكون ظاهره مباحاً ولكنه محرم واقعاً، فلو كان المراد من الرؤية هي الرؤية الظاهرية لما كان ذلك مختصاً بالمؤمنين، فكلُّ من له نظر واطلع على العمل فقد رآه، فلماذا خُصت الرؤية في الآية الشريفة بالمؤمنين؟
*
وهكذا الحال بالنسبة للرسول الكريم (ص) فإنه لو كان المراد من الرؤية هي الرؤية الظاهرية لما كان ذلك مختصاً به دون سائر الناس كما انه لا يسع النبي (ص) لو كان المراد من الرؤية هي الرؤية المباشرة الاطلاع على أعمال الناس جميعاً.
*
فالمتعيَّن من مفاد الآية المباركة هو ما ورد في الروايات الشريفة من انَّ الله تعالى يعرض أعمال الخلق على الرسول الكريم (ص) وأئمة أهل البيت (ع) فهم إذن المعنيُّون من قوله: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ إذ انَّ ذلك هو المناسب لمفاد الآية من ان جميع الأعمال خطيرها وحقيرها وخيرها وشرها مشهوداً للرسول (ص) والمؤمنين، وهو المناسب لما ذكرناه من امتناع إطلاع عموم المؤمنين على عموم أعمال الناس كما انَّه هو المناسب لتخصيص الرؤية بالمؤمنين، وكذلك فإن هذه الروايات مناسبة للغرض من الآية الشريفة وهو أفادة انَّ أعمال الناس مرصودة فعلى الإنسان مراقبة أعماله، فلو كان المراد من الرؤية هي الرؤية الظاهرية لأمكن إخفاء الكثير من واقع الأعمال وحقيقتها، وهذا ما ينافي الغرض عما أرادت الآية إفادته وبيانه.
*
والمتحصل ان معنى الآية المباركة هو ما أفادته الروايات الشريفة وهي روايات كثيرة وردت من طرقنا:
منها: ما رواه زرارة عن بريد العجلي قال: قلت لأبي جعفر (ع) في قول الله تعالى: ﴿وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ فقال (ع): "ما من مؤمن يموت ولا كافر يُوضع في قبره حتى يُعرض عمله على رسول الله (ص) وعلي (ع) فهلمَّ إلى آخر من فرض اللهُ طاعته على العباد".
*
ومنها: ما ورد عن عبد الله بن أبان الزيات وكان مكيناً عند الرضا (ع) قال: قلت للرضا (ع): ادع الله لي ولأهل بيتي، فقال (ع): "أولستُ أفعل؟، والله إنَّ أعمالكم لتُعرض عليَّ في كل يوم وليلة"، قال: فاستعظمت ذلك، فقال (ع): "أما تقرأ كتاب الله عز وجل: ﴿وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾".
*
ومنها: ما ورد عن عمر بن أذينة قال: كنت عند أبي عبد الله (ع) فقلت له: جعلت فداك قوله عز وجل: ﴿وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾، قال (ع): "إيانا عني".
*
وفي رواية عن يعقوب بن شعيب قال: قال أبو عبد الله (ع) في تفسير معنى ﴿الْمُؤْمِنُونَ﴾: "هم الأئمة (ع)".
*
الشيخ محمد صنقور
|
|
|
|
|