برير الهمداني القارئ العابد ودوره ووعظه يوم عاشوراء
بتاريخ : 08-08-2014 الساعة : 12:17 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليك سيدنا برير بن خضير الهمداني، كان أقرأ أهل زمانه لكتاب الله ومن الأشراف الأخيار ، قال ابن الأثير برير بضم الباء الموحدة وفتح الراء وسكون الياء المثناة من تحتها وآخره راء وخضير بالخاء والصاد المعجمتين انتهى وما يوجد في بعض المواضع من أنه يزيد بن حصين فهو تصحيف المشرقي في ابصار العين بنو مشرق بطن من همدان انتهى وفي انساب السمعاني المشرقي هذه النسبة إلى المشرق ضد المغرب وظني انه بطن من همدان ترك الكوفة وقال عبد الله بن أبي حاتم المشرق حي من همذان من اليمن انتهى. (1)
وهو خال أبي إسحاق الهمداني السبيعي (2) ولقد باهل يزيد بن معقل من بني عميرة بن ربيعة على أن عثمان به سوء ، وإن معاوية ضال مضل ، وإن علي بن أبي طالب إمام الحق والهدى بأن يلعن الله الكاذب ويقتله في المبارزه ، فغلبه رضي الله عنه بعدما طعنه فخر وانتصر ولله الحمد وهو يقول : أنا برير وأبي خضير * وكل خير فله برير
- بدأ بوعظ قائد الجيش الغادرعمر بن سعد (لع) :
قال (رضي الله عنه ) للإمام الحسين(عليه السلام): «يا ابن رسول الله، ائذن لي أن آتي هذا الفاسق عمر بن سعد فأعظه؛ لعلّه يتّعظ ويرتدع عمّا هو عليه، فقال الحسين: ذاك إليك يا بُرير. فذهب إليه حتّى دخل على خيمته، فجلس ولم يسلّم، فغضب عمر وقال: يا أخا همدان، ما منعك من السلام عليَّ! ألست مسلماً أعرف الله ورسوله، وأشهد بشهادة الحق؟
فقال له بُرير: لو كنت عرفت الله ورسوله كما تقول، لما خرجت إلى عترة رسول الله تريد قتلهم، وبعد فهذا الفرات يلوح بصفائه ويلج كأنّه بطون الحيات تشرب منه كلاب السواد وخنازيرها، وهذا الحسين بن علي وإخوته ونساؤه وأهل بيته يموتون عطشاً، وقد حلت بينهم وبين ماء الفرات أن يشربوه، وتزعم أنّك تعرف الله ورسوله! فأطرق عمر بن سعد ساعة إلى الأرض ثمّ رفع رأسه وقال: والله يا بُرير، إنّي لأعلم يقيناً أن كلّ مَن قاتلهم وغصبهم حقّهم هو في النار لا محالة، ولكن يا بُرير، أفتشير عليَّ أن أترك ولاية الري فتكون لغيري، فوالله ما أجد نفسي تجيبني لذلك.
فرجع بُرير إلى الحسين وقال: يا ابن رسول الله، إنّ عمر بن سعد قد رضى لقتلك بولاية الري»(3)
- وعظه جيش ابن سعد ( لع ) :
طلب الإمام الحسين(عليه السلام) منه أن يعظ القوم، «فتقدّم بُرير فقال: يا قوم، اتّقوا الله فإنّ ثقل محمّد قد أصبح بين أظهركم، هؤلاء ذرّيته وعترته وبناته وحرمه، فهاتوا ما عندكم وما الذي تريدون أن تصنعوه بهم؟ فقالوا: نريد أن نمكّن منهم الأمير ابن زياد، فيرى رأيه فيهم.
فقال لهم بُرير: أفلا تقبلون منهم أن يرجعوا إلى المكان الذي جاؤوا منه؟ ويلكم يا أهل الكوفة، أنسيتم كتبكم وعهودكم التي أعطيتموها وأشهدتم الله عليها، يا ويلكم أدعوتم أهل بيت نبيّكم، وزعمتم أنّكم تقتلون أنفسكم دونهم، حتّى إذا أتوكم أسلمتموهم إلى ابن زياد، وحلأتموهم عن ماء الفرات، بئس ما خلفتم نبيّكم في ذرّيته، ما لكم لا سقاكم الله يوم القيامة، فبئس القوم أنتم. فقال له نفر منهم: يا هذا ما ندري ما تقول؟
فقال بُرير: الحمد لله الذي زادني فيكم بصيرة، اللّهم إنّي أبرء إليك من فعال هؤلاء القوم، اللّهم ألق بأسهم بينهم، حتّى يلقوك وأنت عليهم غضبان. فجعل القوم يرمونه بالسهام، فرجع بُرير إلى ورائه»(4)
قاتل بشجاعه فحمل كعب بن جابر بن عمرو (5) عليه بالرمح حتّى طعنه وغيبه في ظهره ثمَّ أقبل عليه يضربه بسيفه حتّى قتله .
فقالت له اخته النوار بنت جابر: أعنت على ابن فاطمة و قتلت سيّد الغراء، لقد أتيت عظيما من الأمر، و الله لا اكلمك من رأسي كلمة ابدا، فقال كعب:
ألم آتِ أقصى ماكرهت ولم يخل * علي غداة الـروع مـا أنـا صانيع
معي يـزني لـم تخـنه كعوبـه * وابيض مشخوب الفرارين قاطع
فجردته في عصـبة لـيس دينهم * بديني وانـي بـابـن حرب لـقانع
ولم تر عيني مـثلهم في زمانـهم ولا قبـلهم فـي الناس اذ انا يـافع
أشد قراعا بالسيوف لدى الـوغى * الا كل من يحمي الـذمـار مقارع
وقدصبروا للطعن والضرب حسرا * وقد نـازوا لـو ان ذلـك نـافـع
فابـلغ عـبـيـد الله امـا لقـيته * بانـي مطـيع للـخليـفة سامــع
قتلت بريرا ثـم حـملـت نعمـة * أبا منقـذ لمـا دعـا مـن يماصع
لعن الله من قتلك ومن رضي بقتلك
دمتم برعاية الله
كتبته / وهج الإيمان
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) نقله السيد محسن الأمين في أعيان الشيعه ج3 ص561 من هذه المصادر .
(2) راجع ترجمته في تهذيب الكمال : 22 / 102 ، الرقم : 4400 .
(3) مقتل الحسين للخوارزمي 1/248 .
(4) بحار الأنوار 45/5.
(5) في الاعلام للزركلي: كعب بن جابر، شاعر كان مع عبيدالله بن زياد يوم مقتل الحسين و له في ذلك ابيات اولها:
سلي تخبري عني وانت ذميمة غداة حسين والرماح شوارع رواها المرزباني في كتابه ص345؛ وقال: توفي نحو66هـ، 685 م ، وروي الطبري بعضها في الجزء 6 ص247