==========================
بقلمي جعفر ملا عبد المندلاوي
20 رجب 1442ه :: 3-3-2021 م
مهداة الى روح السيّد الجليل والعالم الفضيل ، الفقيه الزاهد والنبيه العابد ، العامل الباذل والمصلح الفاضل ؛ فقيه عصره وعلامة دهره علما وحلما وسماحة وفقهاً ... السيّد حسن الطباطبائي قدّس الله روحه الزكية وحشره مع أوليائه محمّد وآل محمّد ..
بزغ البهاء وأشرق الأزهارُ
.......................... فغدت تغرّد بينها الأطيارُ
..................... غَنِجَت ، فماس بقربها الأنهار
......................... أيقونة تصفو بها الأسحارُ
ضَحِكَ المروج فأزهرت واخضوضرت
........................ تلك الربوع ، فسُرَّت الأبصارُ
عَبَق الزنابق في الرياض تضوّعت
......................... وسنابل أطرى لها الأشجار
....................... تتكوثر الروضات والأسوارُ
من كلِّ صنفٍ أينعت جنّاتها
................................. خيرٌ وفيرٌ رِفْدُه مكثارُ
........................... والبرتقال الحلْو والأذخارُ
......................... تحتاجه البلدات والأمصار
..................... جادت بها الروضات والأمطار
وعلى ضفاف النهر تغفو مندلي
............................ بنيانها الأطيان والأحجارُ
زاد الجمالُ بحسنها وعذوبة
............................. للنفس فيها روعةٌ وبهارُ
هي ذي مدينتنا الجميلة مندلي
..................... غيداءُ داعب جيدها الأشعار
........................... (آغا) يُسمّى سيّدٌ ومنارُ
........................ بالدين والتقوى اليه يُشارُ
(حسنٌ ) كريم النفس عالي الهمّة
........................... دَمِثٌ لطيفٌ كيّسٌ مُختار
........................... أهل الكرامة قادةٌ أطهار
متواضعٌ مُسْتَرْسِلٌ متسامحُ
............................... مُتَيَسِّرٌ علّامةٌ عَمَّار(1)
مُتَمَرِّسٌ مُتَمَكِّنٌ في علمه
.......................... ومُحَنَّكٌ يسعى له النظّارُ
مٌتَرَفِّعٌ ومُعَظَّمٌ ومُكَرَّمُ
............................. متفقهٌ ومهذّبٌ غفّارُ
........................... متعبّدٌ سهْل العريكة بار
........................... نسبٌ شريفٌ سادةٌ أبرارُ
خَبِر العلوم وخاض في أسرارها
............................ نال العُلى سُرَّ به الأحرار
بتنسُّكٍ ملَكً القلوب وزهده
...................... شهدت له الصلوات والأذكار
في النصح والإرشاد يمضي يومه
........................ نصغي إليه فتُسعَدُ الأمرارُ(2)
يلقاهمُ باللين يوعظ جمعهم
........................... رِفْقٌ يزيّن شخصه ووقارُ
قطْب المدينة سائدٌ ومباركٌ
...................... ويلاطف الصبيان حيث يُزار
ويمازح الشبّان يجلي همّهم
....................... ببشاشة يلقاهمُ إن ساروا
...............................بأناته يتأدّبُ الأخيار
نَشِط الرجال وسارعوا لتكسّبٍ
........................... لقدومهم تتوجّه الأنظار
مرّوا إذا قدموا ختام نهارهم
........................ بسلالهم عند المبجّل داروا
.......................... هو يكتفي بيسير ما يختار
......................... يُهْدى له الأرطابُ والأثمارُ
فعطاء هذي الأرض من دعواته
............................ بوجوده يتيسّرُ الإعسار
....................... من سمته الغُفرانُ والإيثارُ
....................... فرِحَ الصغار بلطفه وكبارُ
في الأمسيات مع الكهول برقّة
...................... كالملتقى تُستلطَفُ الأخبارُ
في ركن مسجدهم بقرب بيوتهم
............................ للقائه يتبادر الأنصارُ
ألفوا التلاقي في الليالي عنده
................... حَسُنَ الكلام لرهطهم سُمَّارُ
........................ وبظلّه يُستدفع الأخطار
..................... من كلِّ بأس ، يُمنه مدرارُ
...................... وبحنكة تلك الجموع تدارُ
....................... وبفقده قد نالنا الإضرارُ
............................ قبرٌ له في كربلاء مَزارُ
ألَمٌ تركَّز في النفوس بفقده
.................... ومصيبة نزلت بها الأقدار
................... حلّت به الرحمات والأنوار
-----------------------------------------------
(1) العَمّارُ : الكثير الصلاة والصيام
(2) أمرار : أمزجة