ما عقيدة الرافضة في الأئمة؟ صفحة 24 ـ 27
كتاب من عقائد الشيعة الكاتب عبد الله بن محمد السلفي
الرافضة يدعون العصمة للأئمة وأنهم يعلمون الغيب ، نقل الكليني في ( أصول الكافي ) : (قال الامام جعفر الصادق : نحن خزان علم الله، نحن تراجمة أمر الله، نحن قوم معصومون أمر بطاعتنا و نهي عن معصيتنا ، نحن حجة الله البالغة على من دون السماء و فوق الأرض).
ويرى الكليني في (الكافي) باب (أن الأئمة إذا شاءوا أن يعلموا علموا) . عن جعفر أنه قال : (إن الامام إذا شاء أن يعلم علم، وأن الأئمة يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم).
وذكر الخميني الهالك - في كتابه << تحرير الوسيلة>>أن للإمام مقاما محمودا ودرجة سامية و خلافة تكوينية تخضع لولايته و سيطرتها جميع ذرّٙات الكون ،و قال أيضا << إن لنا مع الله حالات ــ أي الأئمة الأثنا عشر ــ لا يسعها لا ملك مقرب و لا نبي مرسل.
بل وصل الحال في غلو الرافضة بالأئمة في تفضيلهم على سائر الأنبياء (ع) إلا محمد (ص) فقد ذكر المجلسي في كتابه مرآة العقول ما نصه << و أنهم أفضل من جميع الأنبياء سوى نبينا محمد (ص).
لم يقف غلو الرافضة الى هذا الحد فقد قالوا إن للأئمة ولاية تكوينية، فقد ذكر الخوئ في كتابه << مصبح الفقاهة >> فقال: << الظاهر انه لا شبهة في ولايتهم على المخلوق باجمعهم كما يظهر من الأخبار؛ لكونهم واسطة في الإيجاد و بهم الوجود، و هم السبب في الخلق، اذا لولاهم لما خلق الناس كلهم، و انما خلقوا لأجلهم و بهم وجودهم، و هم الواسطة في الإفاضة بل لهم الولاية التكوينية لما دون الخالق، فهده الولاية نحو ولاية الله تعالى على الخلق>>.
نعوذ بالله تعالى من هذا الغلو و هذا الاِنحراف!!
فكيف يكون الأئمة هم الواسطة في الإيجاد؟!و كيف يكون الائمة سببا للوجود؟! و كيف يكون الأئمة سببا في خلق الناس؟! و كيف يخلق الناس من اجل الأئمة و الله ــ سبحانه و تعالى ــيقول: { و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون} الذاريات 56 ، نعوذ بالله من هذه العقائد المنحرفة و البعيدة عن القرآن و السنة المطهرة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : ((والرافضة تزعم أن الدين مسلم للأحبار والرهبان، فالحلال ما حللوه والحرام ما حرموه، والدين ما شرعوه)).
وإذا أردت أخي القارئ أن ترى الكفر والشرك والغلو - والعياذ بالله - فاقرأ هذه الأبيات التي قالها شيخهم المعاصر إبراهيم العاملي في علي بن أبي طالب - رضي الله عنه- :
أبا حسن أنت عين الإله ---- وعنوان قدرته السامية
وانت المحيط بعلم الغيوب ---- فهل تعزب عنك من خافية
وأنت مدير رحى الكائنات ---- ولك أبحارها السامية
لك الأمر إن شئت تحيي غدا ---- وإن شئت تسفع بالناصية
وقال آخر يسمى علي بن سليمان المزيدي في مدح علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - :
أبا حسن أنت زوج البتول ---- وجنّٙت الإله ونفس الرسول
وبدر الكمال و شمس العقول ---- ومملوك رب وأنت الملك
دعاك النبي بيوم الكدير ---- ونص عليك بأمر الغدير
لأنك للمؤمنين الأمير ---- وعقد ولايته قلدك
إليك تصير جميع الأمور ---- وأنت العليم بذات الصدور
وأنت المبعثر ما في القبور ---- وحكم القيامة بالنص لك
وأنت السميع وأنت البصير ---- وأنت على كل شيء قدير
ولولاك ما كان نجم يسير ---- و لا دار لولا ولاك الفلك
وأنت بكل البرايا عليم ---- وأنت المكلم أهل الرقيم
ولولاك ما كان موسى الكليم ---- كليماً فسبحان من كونك
سترى سر أسمك في العالمين ---- فحبك كالشمس فوق الجبين
وبغضك في أوجه المبغضين ---- كقير فلا فاز من أبغضك
فمن ذاك كان ومن ذا يكون ---- وما الأنبياء وما المرسلون
وما القلم اللوح ما العالمون ---- وكل عبيد مماليك لك
أبا حسن يا مدير الوجود ---- وكهف الطريد ومأوى الوفود
ومسقي محبيك يوم الورود ---- ومنكر في البعث من أنكرك
أبا حسن يا علي الفخار ---- ولاءك لي في ضريحي منار
واسمك لي في المضيق الشعار ---- وحبك مدخلي جنتك
بك المزيدي علي دخيل ---- إذا جاء أمر الإله الجليل
ونادى المنادي الرحيل الرحيل ---- وحاشاك تترك من لاذ بك
فهل هذه القصيدة يقولها مسلم يدين بالإسلام، والله إن أهل الجاهلية لم يقعوا بهذا الشرك والكفر والغلو الذي وقع به هذا الرافضي الهالك.انتهى نص الوهابي
الرافضة يدعون العصمة للأئمة وأنهم يعلمون الغيب ، نقل الكليني في ( أصول الكافي ) : (قال الامام جعفر الصادق : نحن خزان علم الله، نحن تراجمة أمر الله، نحن قوم معصومون أمر بطاعتنا و نهي عن معصيتنا ، نحن حجة الله البالغة على من دون السماء و فوق الأرض).
ايها الوهابي لا تستهزئ بالأئمة (ع) لأنهم أحفاد نبيك من فاطمة الزهراء و أمير المؤمنين علي (ع) رغم أنفك.
هل تقرأ القرآن بتدبر أم بلقلقه لسان ؟، هل مرت عليك آية التطهير حيث قال الله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} الأحزاب 33
تؤكد المصادر السنية أن الآية قد نزلت في الخمسة هم:
.
النبي محمد رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله (.
.
الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام(.
.
السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السَّلام (
.
الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام (
.
الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام (
ففي صحيح مسلم بالإسناد إلى صفية بنت شيبة قالت : خرج النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) غداة و عليه مِرْط مرحّل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم
جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال : ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾
و في مسند أحمد بن حنبل ، عن أم سلمة أن النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) كان في بيتها فأتت فاطمة ببرمة فيها خزيرة فدخلت بها عليه فقال لها : إدعي زوجك و ابنيك ، قالت : فجاء علي و
الحسن و الحسين فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة و هو على منامة له على دكان تحته كساء خيبري ـ قالت ـ و أنا أصلي في الحجرة ، فأنزل الله عَزَّ و جَلَّ هذه الآية : ﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ
اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ قالت فأخذ فضل الكساء فغشاهم به، ثم أخرج يده فألوى بها السماء ثم قال :
اللهم إن هؤلاء أهلُ بيتي و خاصتي فأًذهِب عنهم الرجسَ ، و طَهِّرهم تطهيراً ، اللهم هؤلاء أهل بيتي و خاصتي فأذهِب عنهم الرجسَ و طَهِّرهُم تطهيراً .
قالت : فأدخلتُ رأسي البيت فقلت : و أنا معكم يا رسول الله ؟
قال : " إنك إلى خير إنك إلى خير.
فآية التطهير تدل على عصمة أهل البيت ( عليهم السَّلام ): فالمقصود من الرجس مطلق العفن: الذنوب و الآثام و الأدناس.
و المقصود من التطهير هو التنزيه من كل أنواع المعاصي و الذنوب ، و التزكية من جميع أنواع العفن :الأدناس و الأقذار، و قول الزور ، و أكل مال الحرام،...
السؤال الذي يطرح أين هو علم الغيب في حديث الإمام جعفر الصادق (ع) ايها الوهابي؟.
فما هو هدفك من تغليط عقل المسلم، و تعفينه؟ ، أو ما هو هدفك من استدمار عقل المسلم؟. أو ماذا تستفيد من بناء عقل له قابلية الآستدمار بتغليطاتك؟.
اِليك أيها الوهابي هذا الحديث: عن ابي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال: إن لله علمين: علم مكنون مخزون لا يعلمه الا هو من ذلك يكون البداء و علم علمه ملائكته ورسله و أنبياؤه نحن نعلمه.
من رواية الامام (ع): علم مكنون مخزون، و علم معلوم
اين نجد العلم الله المعلوم؟. الجواب يكون موجودا في القرآن.
علم القرآن الكريم المعلوم علمان: علم معلوم، و علم مكنون مخزون.
نحن العاديون من البشر نعرف العلم المعلوم من القرآن، أما الأئمة (ع) يعرفون العلم المعلوم المخزون و المكنون من القرآن.
يقول النبي (ص): ( تركت فيكم الثقلين كتاب الله و عطرة أهل بيتي لن يفترقا...).
فالذي يعرف مكنون كتاب الله يكون ترجمان القرآن.
( و من ثم يتفاوت الظاهر و الباطن ــ إي ظهور و خفاء علم الرياضيات مثلاــ من شخص الى أخر حسب قدرته و قوته، فإذا كان حال العلوم البشرية فما بالك في القرآن الكريم؟! لاسيما وأن حجم المعلومات فيه لا متناهية من بحر الملكوت و الغيب و الوحياني، فهو كتاب الهي لا بشري اعتيادي.
ومن ثم ورد إن العترة و القرآن وجهان لحقيقة واحدة إذ الكتاب الإلهي يحتاج إلى معلم الهي، و إذا كان الكتاب البشري في علم الرياضيات ــ مثلا ــ يحتاج إلى معلم بشري فكيف بكتاب رب العالمين لا يحتاج الى معلم منصوب من قبل رب العالمين؟ و قد بعث في الأميين ـ و هم كل البشرـ رسولا يعلمهم الكتاب). انظر كتاب إسلام معية الثقلين، أبحاث سماحة آية الله الشيخ محمد السند، اعداد و تقديم الشيخ احسان المظفر, ص 16
فاذا كانت الوزارة عندما تؤلف كتابا في الرياضيات فتعين استاذا وزاريا في الراضيات ليعلم الطلبة الرياضيات، القرآن كتاب الله يحتاج كذلك إلى إنسان رباني معصوم يعلم الناس القرآن.
يقول الامام...نحن حجة الله البالغة على من دون السماء و فوق الأرض).
( دون السماء و فوق الأرض):السماء المُعٓرّٓفة تدل على السماء الدنيا، دون السماء: تحت السماء الدنيا التي تحتوي على جميع الموجودات المرئية و غير المرئية، أي المعلومة و المكنونة المخزونة.
فجميع الموجودات الامام دليلها:
{ يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان } الرحمن 33
الله أمر الناس أن يبحثوا و يخترقوا السماء، ولكن قبل الخوض في عملية الاختراق يجب أن يتسلحوا بالعلم و المعرفة القرآنية، فاقرأن حجة، ولكن القرآن يتكون من العلم المعلوم و العلم المخزون المكنون .
السلطان: هو الدليل: هو القرآن، الله انزل القرآن على صدر محمد أي أنزله الى من دون السماء الدنيا و الى من فوق الأرض؛ في القرآن العلوم المعروفة و المكنونة التي تحت السماء و فوق الأرض، و العلوم المعروفة والمكنونة التي ما بعد السماء الدنيا و ما دون سطح الأرض.
الله اخبرنا على بعض المفردان الغيبية التي ما بعد السماء الدنيا، و على بعض المفردات الغيبية التي ما دون سطح الأرض.
النبي محمد (ص) قال: (إنّي تاركٌ فيكم الثقلين ما إن تَمَسَّكتم بهما لن تضلّوا بعدي: كتابَ اللَّه وعترتي أهلَ بيتي، حبل ممدود من الأرض الى السماء لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوضَ).
الحجة لا تفترق عن من هو الحجة؛ مادام القرآن لن يفترق عن العترة و القرآن حجة اِذن العترة حجة.
القرآن حجة على الكون إذن العترة هم الحجة البالغة على من دون السماء و فوق الأرض
القرآن هو دليل الانتقال من الأرض الى السماء الدنيا، القرآن و العترة لن يفترقا، اذن العترة هم دليل النفوذ الى السماء الدنيا و من لم يكن له دليل ــ العترة ـ سيتيه في السماء و يضل الطريق.
ضرب هشام بن الحكم وهو من أصحاب الإمام الصادق (ع) لذلك مثالاً، فقال إن منزلة حجة الله في النظام الكوني كالقلب في بدن الإنسان، فكما أن الإنسان بحاجة إلى القلب كذلك الأمة بحاجة إلى الإمام (ع).
عن يونس بن يعقوب قال: كان عند أبي عبد الله الصادق (ع) جماعة من أصحابه فيهم هشام بن الحكم وحمران بن أعين ومؤمن الطاق وهشام بن سالم والطيار وجماعة من أصحابه فيهم هشام بن الحكم وهو شاب، فقال أبو عبد الله (ع) : «يا هشام».
قال: لبيك يا ابن رسول الله.
قال: «ألا تحدثني كيف صنعت بعمرو بن عبيد وكيف سألته».
قال هشام: جعلت فداك يا ابن رسول الله إني أجلك وأستحييك ولا يعمل لساني بين يديك.
فقال أبو عبد الله الصادق (ع) : «يا هشام إذا أمرتكم بشيء فافعلوه».
قال هشام: بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة وعظم ذلك علي فخرجت إليه ودخلت البصرة في يوم الجمعة فأتيت مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة كبيرة وإذا أنا بعمرو بن عبيد عليه شملة سوداء متزر بها من صوف وشملة مرتد بها والناس يسألونه فاستفرجت الناس فأفرجوا لي ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي ثم قلت: أيها العالم أنا رجل غريب تأذن لي فأسألك عن مسألة؟
قال: فقال: نعم.
قال: قلت له: ألك عين؟. قال: يا بني أي شيء هذا من السؤال.
فقلت: هكذا مسألتي. فقال: يا بني سل وإن كانت مسألتك حمقا.
قال: فقلت: أجبني فيها. قال: فقال لي: سل.
فقلت: ألك عين؟. قال: نعم.
قال: قلت: فما ترى بها؟. قال: الألوان والأشخاص.
قال: فقلت: ألك أنف؟. قال: نعم.
قال: قلت: فما تصنع بها؟. قال: أتشمم بها الرائحة.
قال: قلت: ألك فم؟. قال: نعم.
قلت: وما تصنع به؟. قال: أعرف به طعم الأشياء.
قال: قلت: ألك لسان؟. قال: نعم.
قلت: وما تصنع به؟. قال: أتكلم به.
قال: قلت: ألك أذن؟. قال: نعم.
قلت: وما تصنع بها؟. قال: أسمع بها الأصوات.
قال: قلت: ألك يد؟. قال: نعم.
قلت: وما تصنع بها؟. قال: أبطش بها وأعرف بها اللين من الخشن.
قال: قلت: ألك رجلان؟. قال: نعم.
قلت: ما تصنع بهما؟. قال: أنتقل بهما من مكان إلى مكان.
قال: قلت: ألك قلب؟. قال: نعم.
قلت: وما تصنع به؟. قال: أميز به كل ما ورد على هذه الجوارح.
قال: قلت: أفليس في هذه الجوارح غنى عن القلب؟. قال: لا.
قلت: وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة؟. قال: يا بني إن الجوارح إذا شكت في شيء شمته أو رأته أو ذاقته أو سمعته أو لمسته ردته إلى القلب فتقن اليقين ويبطل الشك.
قال: فقلت: إنما أقام الله القلب لشك الجوارح. قال: نعم.
قال: قلت: فلابد من القلب وإلا لم يستقم الجوارح. قال: نعم.
قال: فقلت: يا أبا مروان إن الله تعالى ذكره لم يترك جوارحك حتى جعل لها إماما يصحح لها الصحيح ويتقن ما شك فيه ويترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم وشكهم واختلافهم لا يقيم لهم إماما يردون إليهم شكهم وحيرتهم ويقيم لك إماما لجوارحك ترد إليه حيرتك وشكك؟
قال: فسكت ولم يقل شيئا.
قال: ثم التفت إلي فقال: أنت هشام؟. فقلت: لا.
فقال لي: أجالسته؟. فقلت: لا.
فقال: فمن أين أنت؟. قلت: من أهل الكوفة.
قال: فأنت إذا هو.
قال: ثم ضمني إليه وأقعدني في مجلسه وما نطق حتى قمت.
فضحك أبو عبد الله (ع) ثم قال: «يا هشام من علمك هذا؟».
قال: فقلت: يا ابن رسول الله جرى على لساني؟
قال: «يا هشام هذا والله مكتوب في صحف إبراهيم وموسى».
ويرى الكليني في (الكافي) باب (أن الأئمة إذا شاءوا أن يعلموا علموا) . عن جعفر أنه قال : (إن الامام إذا شاء أن يعلم علم، وأن الأئمة يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم).
(إن الامام إذا شاء أن يعلم علم): أين وجه الغرابة في هذه العبارة؟!؛ الله سبحانه و تعالى أعطا للإنسان الحرية لأحد الأمرين: العلم أو الجهل، ــ و لكن الجهل حرام ــ قال الإمام الكاظم (عليه السلام) في
رسالته لهشام بن الحكم: يَا هِشَامُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بَشَّرَ أَهْلَ الْعَقْلِ وَالْفَهْمِ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ: {فَبَشِّرْ عِبادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ وأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ} .
إن شئت أيها الوهابي أن تعلم علمت ، و إن شئت أن تكون جاهلا جهلت فلك الحرية ؛ و لكن يحاسب الاِنسان الذي عطل العقل، لأن الله أمرنا أن نتدبر الكون بعلوم القرآن.
(وأن الأئمة يعلمون متى يموتون): الله خلق للإنسان دورة حياتية عندما تنتهي الدورة يموت، و من خلال السير في هذه الدورة يعلم انه عندما يأتي أجله يموت، فالإنسان الذي لا يعتقد بالله لا يعرف متى يموت، فيتشبث بالدنيا على أنها خط مستقيم لا نهاية لها، يعرف نقطة بدايته و لا يعرف نقطة نهايته.
(وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم): النبي محمد (ص) أختار الموت على الحياة عندما خُير بين الخلود في هذه الدنيا أو الاِنتقال الى جوار ربه، فقال (ص) لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا)، و الأئمة (ع) من ذرية النبي محمد (ص) عندما تعرض عليهم الحياة يختارون الموت؛ الإنسان يختار كيف يموت: الوهابي يفجر نفسه ليقتل المسلمين، فقد اختار كيف يموت، و كيف يقتل المسلمين، و الإنسان الذي يختار الشهادة يحمل السلاح لتحرير فلسطين فيموت شهيدا، و الإنسان الذي ينتحر فقد أختار كيف يموت، و آخر ينتظر حتى تنتهي دورته الحياتية فيموت على الفراش، قد أختار كيف يموت، فالامام عندما تنتقل إليه الإمامة يعلم انه سيموت بالسم، فالامام قد اختار كيف يموت (ع)، الإنسان يعلم متى يموت لعلمه علم اليقين أنه سيموت عندما تنغلق دورته الحياتية و تلتحم بداية الدورة و نهايتها، فيصبح الآن صفر ، لأن الزمن يصبح صفر؛ الصفر لا يقبل التجزئة الى ماضي و مستقبل، و يمر شريط الدورة الحياتية للأفعال، قال تعالى: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ* وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ* وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ* لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ}ق 19 الى 22. قال تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}.المؤمنون 99 - 100
وذكر الخميني الهالك - في كتابه << تحرير الوسيلة>>أن للإمام مقاما محمودا ودرجة سامية و خلافة تكوينية تخضع لولايته و سيطرتها جميع ذرّٙات الكون ،و قال أيضا << إن لنا مع الله حالات ــ أي الأئمة الأثنا عشر ــ لا يسعها لا ملك مقرب و لا نبي مرسل.
الإنسان تصقل شخصيته معادلتين: معادلة الفطرة ــ السماءــ و معادلة المجتمع ــ الأرض ــ، فمعادلة الفطرة ثابتة، و معادلة المجتمع متغيرة، قال رسول الله (ص): (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه).
وقف الاِمام الحسين (ع) في مسيرته نحو كربلاء بين جاذبتين :
الأول: جاذبية قابلية الاِستدمار؛ الأمة المهزومة المرتبطة بالبعد الأرضي نزعت منها الإرادة هذه الأمة تنسج عادات و تقاليد و أخلاق و أفكار ميتة و مميتة تتلاءم و جاذبية قابلية الاِستدمار، أمة ميتة، مثل باطن المهزوم للأحنف بن قيس حين طلب منه البيعة وقال له (ع): ( وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيّه، فإنّ السنّة قد أُميتت وإنّ البدعة قد أحييت، فإن تسمعوا قولي وتطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد).
قال تعالى في سورة المدثر: { إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18)فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19)ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21)ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23)فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) }، فكان جواب الأحنف بن قيس إلى الإمام (ع) يوصيه فيه بالصبر، وحذّر الناس من الحرب، وقال لمن حوله: ( قد جربنا آل أبي الحسن - أي أمير المؤمنين (ع) - فلم نجد عندهم أيالة للملك ولا جمعاً للمال ولا مكيدة في الحرب).
ثم ساقته خاتمة الدورة الحياتية أن يتمرد على جيش المختار و يتحالف مع مصعب بن الزبير رفيقا و مساعدا و محرضا لقتل المختار و إسقاط دولته التي ثارت ضد قتلة الإمام الحسين (ع)، فمات في جيش مصعب بن الزبير و على ملة مصعب بن الزبير بعدما استشهد المختار.
الثاني: جاذبية القابلية الفاعلية: قال عليه السلام " خرجت لإصلاح أمة جدي" يريد إن ينزع قابلية الاِستدمار التي غرستها السقيفة و بني أمية في نفوس الناس، و يغرس فيهم قابلية الفاعلية بكلمة " هيهات من الذلة"، و أن يموت على خط جده و أبيه أمير المؤمنين علي بن ابي طالب و أمه الزهراء، و بشهادته (ع) استنهضت الأمة من تنويم قابلية الاِستدمار السقيفية و بني أمية الى قابلية الفاعلية لإرادة الشهادة في انفس المسلمين، فكان شعار القوم يا لثارات الحسين، منذ ذلك لم تهدأ الثورات التي تطالب بدم الحسين (ع).
أيها الوهابي أعلم أن الشهادة زكاة و الزكاة حياة و نمو: الشجرة تزكى فتنمو و يكثر رزقها، فالإمام الحسين زكى بروحة من أجل إصلاح أمة جده، و أن تنمو شيعة أبيه و "هيهات منا الذلة"؛ فشيعة علي (ع) تمددت من فروع الحسين، و "هيهات منا الذلة" أصبح شعار الأحرار. فالأمة التي لا تزكي لا بركة فيها هي امة استاتيكية تتجه نحو الخضوع و الاِندثار.
الإمام الخميني الذي تقول عنه الهالك: رجل قد سخر حياته على خطا الإمام الحسين في محاربة قابلية الاِستدمار للعقل الايراني، فحرر العقل الشيعي من قابلية الاستدمار الأمريكي الغربي الى بناء عقل متنور حضاري شيعي على نهج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) فربط قلب الشيعي بكل مفردات الحياة العلوية فأحدث دولة إيرانية إسلامية لها عقيدة نهج البلاغة تقارع الاِستكبار "الامريكيغربي" و "الصهيوعربي".
فالامام الخميني بحنكته و فراسته يعلم إن الاستدمار الامريكيغربي شيطان يحارب جميع الشعوب الاِسلامية بجميع الوسائل الخفية و الوهمية و الظاهرة، فهو عدو وهمي مخفي، و ظاهر، فالمواجهة معه بالوسائل التقليدية و المعتمدة على الإنتاج الغربي ضرب من تبديد الجهد و المال و الأنفس و الوقت، فهي مواجهة خاسرة.
بالنسبة للإمام الخميني الوسيلة الناجعة لمواجهة الاِستدمار الغربي تتمثل في تحرير المسلم بصفة عامة و تحرير الشيعي بصفة خاصة من قابلية الاِستدمار، فالفاعلية هي الوسيلة الناجعة لمحاربة قابلية الاِستدمار؛ كيف كانت الفاعلية عند الخميني؟: البحث عن أسباب التي أدت الى قابلية الاِستدمار، و من أسبابها اكتشف لقاح ضد قابلية الاْستدمار، و من اللقاح ــ تنشيط الإرادة ــ تكونت عند الشيعي مناعة استطاع بها أن يسيطر و يتحكم في الهجوم المتكرر للمستدمر و أذنابه الذين يتمتعون بقابلية الاِستدمار، و قد امتص جميع ضربات العدو فصخرها و وظفها الخميني في بناء الذات الشيعية و تصميم الشخصية الإبداعية لتتحكم في التكنولوجيات الحديثة.
اذن في خططه المستقبلية استغلال و توظيف جميع الضربات الخارجية في بناء الدولة الإيرانية.
الوهابي يحارب في الذي يحارب قابلية الاِستدمار؛ هذا يدل على أن الوهابي يتمتع بقابلية الاِستدمار شديدة العفن، فهذا العفن السلوكي الفكري خطير جدا على قابلية التحرر للأمة المسلمة ، و قابلية النهضة للبناء الحضاري، و الفاعلية.
الإنسان مركب من بعدين: بعد سماوي و بعد أرضي؛ فالبعد السماوي ثابت و البعد الأرضي متغير، فالبعد السماوي بعد الفطرة، و البعد الأرضي بعد اجتماعي مكتسب.
فالبعد السماوي بعد الأنبياء و الرسل و الأئمة المعصومين عليهم السلام جميعا، أما البعد الأرضي بعد المتعة و اللذة.
فالبعد السماوي بعد ممدود من الأرض إلى السماء بعدٌ يحرر الإنسان من عبادة الإنسان لأخيه الإنسان،الى عبادة الله وحده لا شريك له، فهو بعد الأحرار المتحررون من قابلية الاستدمار، أما
البعد الأرضي بعد من الأرض إلى الأرض بعد مسافته صفر، فهو بعد قابلية الاستدمار.
البعد الأرضي السماوي بعد الذي يفنى في الحقيقة الكاملة، اما البعد الأرضي الأرضي بعد الذي يفنى في المتعة، فالقرآن يحث الإنسان أن يسير سلوك سماوي و يذوب فيه.
الإنسان إنسانان: إنسان مقيد بقيود أرضية، و إنسان كامل ــ انسان الفترة ـ ، فالله الحقيقة الكاملة. فالإنسان في لحظة مولده يكون على الفطرة، فهو إنسان كامل؛ أي عندما كان في بطن أمه كان على الفترة، يقابله في الدورة الحياتية إنسان ناقص أي مقيد بقيود أرضية؛ هذا القيد ينقص كماله حتى يصبح الكمال قريب من العدم، فيكون بعيد عن الحقيقة الكاملة فيقترب كثيرا من الشيطان أو هو الشيطان بأفعاله.
عند الطواف حول الكعبة: نجد جميع الحلقات تطوف حول الكعبة، و نجد الحلقة الأولى تطوف حول الكعبة فقط، و الحلقات الأخرى تطوف حول الكعبة و حول الحلقة الأولى، فالإنسان الذي يخرج من الحلقة الأولى و يلتصق بالكعبة فجميع الحلقات تطوف على الكعبة و عليه؛ الكعبة هي بيت الله بيت الحقيقة الكاملة، هي القطب الذي تدور حوله البشرية، فالإمام علي بن أبي طالب(ع) ولد داخل بيت الحقيقة الكاملة قال (ع): << و انه يعلم أن محلي منها محل القطب من الرحا، ينحدر عني السيل، و لا يرتقي الي الطير>>، فهو الإنسان الكامل المولود بالبيت الحقيقة الكاملة، هو الذي تنعدم عنده القيود الأرضية، و يفنى في الحقيقة الكاملة، أي في الحق سبحانه وتعالى، يفنى في ذاته و أفعاله و صفاته؛ هذا هو الإمام علي(ع) إمام الموحدين.
قال (ع)<< ينحدر عني السيل>>: ينحدر عنه سيل الأئمة (ع)، و شيعته << ولا يرتقي الي الطير>> فلن تصلوا اليه يا أصحاب السقيفة و أتباعهم و المدافعون عن بني امية الشجرة الخبيثة مهما فعلتم لأن بعده بعد السماء بعد الفناء في الحقيقة الكاملة المطلقة.
فالخميني ركز في بناء الفاعلية على البُعد السماوي، بُعد الأئمة حبل ممدود من الأرض الى السماء، بُعدُ " هيهات من الذلة " بعد الأحرار المتحررون من قابلية الاستدمار، بُعد الفناء في الحقيقة الكاملة المطلقة. إذن البُعد الفكري للرافضة بُعد من الأرض إلى السماء، بُعد الحقيقة الكاملة، بُعد الفطرة، بعد الامام علي (ع) بعد فكر نهج البلاغة، لن تستطيع ايها الوهابي أن تصل بفكرك الأرضي الى فكر الخميني السماوي بُعد " هيهات من الذلة "، بعد "محل القطب من الرحى" .
( اِذا نظرنا نظرة التدبر إلى خصوصيات شريعة الإسلام، بل جميع الملل الإلهية، و جدنا إن المقصود الوحيد فيها، هو صرف وجه الإنسان الى ما وراء هذه النشأة الطبيعية. و هذه سبيلها تدعو إلى الله على بصيرة، فهي في جميع جهاتها تروم على هذا المرام، و تطوف على هذا المطاف، بأي طريق أمكن.
ثم إن الناس من حيث درجات للانقطاع الى الله سبحانه، و الاِعراض عن هذه النشأة المادية على ثلاث طبقات.
الطبقة الأولى: إنسان تام الاِستعداد يمكنه الاِنقطاع قلبا عن هذه الشأة مع تمام الإيقان باللازم من المعارف الإلهية، و التخلص إلى الحق سبحانه، و هذا هو الذي يمكنه شهود ما وراء النشأة المادية، و الإشراف على الأنوار الإلهية ، كالأنبياء (ع)، و هذه طبقة المقربين.
الطبقة الثانية: إنسان تام الإيقان، غير تام الاِنقطاع من جهة ورود هيهات نفسانية، و إذعانات قاصرة تؤيسه أن يذعن بإمكان التخلص إلى وراء النشأة المادية، و هو فيها.
فهذه الطبقة تعبد الله كأنها تراه، فهي تعبد عن صدق من غير لعب، لكن من وراء حجاب اِيمانا بالغيب، و هم المحسنون في عملهم .
وقد سئل رسول الله (ص) عن الإحسان، فقال: << أن تعبد الله كأنك تراه، فاِن لم تكن تراه، فاِنه يراك>>.
و الفرق بين هذه الطبقة و سابقتها، فرق بين أن و كأن.
الطبقة الثالثة: غير أهل الطبقتين الأوليين، من سائر الناس و عامتهم. و هذه الطبقة، باِستثناء المعاند و المكابر الجاحد، طائفة تمكنها الاِعتقاد بالعقائد ألحقه الراجعة إلى المبدأ و المعاد، و الجريان عملا على طبقها في الجملة لا بالجملة.
و ذلك من جهة الإخلاص إلى الأرض و إتباع الهوى و حب الدنيا، فاِن حب الدنيا وزخارفها يوجب الاشتغال بها، و كونها هي المقصود من الحركات الإنسان و سكناته.
وذلك يوجب انصرف النفس إليها، و قصر الهمة عليها و الغفلة عما ورائها، و عمّا توجبه الاِعتقادات ألحقه من الأحوال و الأعمال، و ذلك يوجب ركودها و وقوفها، أعني الاِعتقادات ألحقه على حالها، من غير تأثير لها و فعلية للوازمها و صمود الأعمال و المجاهدات البدنية على ظاهر نفسها و أجسادها، من غير سريان أحوالها و أحكامها إلى القلب و فعلية لوازمها، و هذا من الوضوح بمكان). كتاب رسالة الولايةللسيد محمد حسين الطباطبائ ، دار التعارف لمطبوعات الطبعة الأولى 1987 ، ص 32 ـ 33 .
مالك بن نبي يعطي صورة بسيطة عن الاِرادة فينقلها عن طفل و جمل فيقول، طفل صغير يقود جملا ضخما فيوجهه الى حيث أراد الطفل، اذن فالطفل يتمتع بإرادة و الجمل يفقدها.
أقول لا نذهب بعيدا فصورة مماثلة أمامنا اليوم إسرائيل و العرب، فإذا مثلنا إسرائيل المحتلة لفلسطين هي الطفل مساحة و شعبا، و العرب قاطبة هم الجمل مساحة و شعبا: فإسرائيل الآن تقود
الدول العربية و توجهها حيثما أرادت، فإسرائيل تتمتع بإرادة فاعلية، و العرب اِنسلخت منهم الإرادة عندما تركوا ورائهم " هيهات منا الذلة"، و ركبوا قابلية الاِستدمار سفينة اسرائيل.
فالمجتمع الذي يبحث عن الفاعلية لينتقل صوب الأمم المتقدمة يجب أن يتحرر من البعد الأرضي البعد الاِعتباري الذي يساوي صفر، { كل من عليها فان} الرحمان 26، و يتمسك بالبعد السماوي الممتد من الأرض الى السماء، بعد الحقيقة الكاملة، { و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الاكرام} الرحمان 27، ويركب سفينة النجاة سفينة هيهات منا الذلة لتنقله من الأرض الى السماء بجوار الأنبياء و الرسل والأئمة و الصالحين.
قال تعالى { فٙأٙعْرِضْ عٙمّٙنْ تٙولىّٙ عن ذكرنا ولم يُرِدُ الا الحياة الدنيا ذلك مٙبْلٙغُهُمْ من العلم إنّٙ ربّٙك هو أعلمُ بمن ضلّٙ عن سبيله و هو أعلمُ بمن اهتدى}.النجم 3
لم يقف غلو الرافضة الى هذا الحد فقد قالوا إن للأئمة ولاية تكوينية، فقد ذكر الخوئ في كتابه << مصبح الفقاهة >> فقال: << الظاهر انه لا شبهة في ولايتهم على المخلوق باجمعهم كما يظهر من الأخبار؛ لكونهم واسطة في الإيجاد و بهم الوجود، و هم السبب في الخلق، اذا لولاهم لما خلق الناس كلهم، و انما خلقوا لأجلهم و بهم وجودهم، و هم الواسطة في الإفاضة بل لهم الولاية التكوينية لما دون الخالق، فهذه الولاية نحو ولاية الله تعالى على الخلق>>.
قالل رسول الله (ص): <<إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تظلوا بعدي: كتاب الله و عترتي أهل بيتي، و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلُفوني فيهما>>.
هذا الحديث صحيح سندا و دلالة و متفق علية عند جميع المسلمين شيعة و سنة.
ما دام هذا الحديث موجود في صحاحكم لماذا تتجاهلونه؟.
فحديث الثقلين فيه العديد من الدلالات:
وصية و تنصيب
الوصية أولا: الحفاظ على الثقلين و التمسك بهما يحمي المسلمين من غضب الله، و من الظلال، و التيه، فالثقلين يمشيا جنبا إلى الجنب لن يفترقا أبدا، فان افترقا يضطرب المجتمع و يتيه في الظلال و يصبح مغضوب عليه.
تعريف الثقلين: الرسول (ص) يعرف الثقلين فقال (ص): كتاب الله و عترتي أهل بيتي.
لماذا رسول الله (ص) قال كتاب الله و لم يقل القرآن او الفرقان؟.
فالقرآن أنزله الله على صدر محمد (ص)، ثم أنزله رسول الله (ص) من صدره الى الناس كتابا فألفه ــ كتبه ــ أمير المؤمنين علي (ع) بحضور رسول الله و فاطمة الزهراء و الحسن و الحسين عليهم الصلاة و السلام جميعا؛ كتاب الله: هو القرآن المكتوب.
عندما يؤلف شخص كتابا هو الوحيد الذي يعرف عمق معانيه أما المتلقي فيفهمه حسب مستواه الفكري و ميوله العقائدي.
فكتاب الله قد كتبه أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) لا يفهم بعده الظاهري و أغواره الباطني الا العترة، و هم يعرفون المحكم و المتشابه من القرآن؛ لأنهم سمعوا شرحه و أسباب نزوله من رسول الله و 'ص) و امير المؤمنين علي (ع)، أما باقي الناس يفهمونه حسب رغبة السلطان أو من أجل منصب سياسي أو من أجل مكسب مالي؛ لذا قال رسول الله (ص) عليكم بالثقلين كتاب الله و عترة أهل بيتي لن يفترقا.
تغذى أمير المؤمنين (ع) العصمة من لعاب لسان رسول الله (ص) عندما كان رضيعا (ع).
الحسن و الحسين ورثا عصمة جدهما (ص) و أمهما فاطمة الزهراء (ع) وأبيهما أمير المؤمنين علي (ع).
فالقرآن كلام الله، عندما المسلم الحق يقرأ القرآن ويتدبره يحس أن الله يكلمه و يوجهه الى طريق الحق.
فكلام الله ليس كذبا أو لغوا...، فالقرآن منزه من كل شين، فهو معصوم انزله الله تعالى على صدر الذي لا ينطق عن الهوى المعصوم النبي محمد (ص) فكلامه وحي و كذلك أفعاله.
فالنبي محمد (ص) يعلم علم اليقين أن القرآن ــ الظاهر و الباطن و الناسخ و المنسوخ، و المحكم و المتشابه... ــ الذي في صدره قد انزله هو على صدر أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) و صدر فاطمة الزهراء و الحسن و الحسين (ع) إذن هو في صدر عترة أهل بيت رسول الله (ص)؛ قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} آل عمران 7
فالقرآن ظاهر و باطن
فكل الناس يحتاجون الى علم العترة المعصومون، و هم لا يحتاجون الى علم الناس، و من يتمسك بهم يكون آمنا من الضلال؛ لأنهم لا يدعون إلى معصية، و لا يدعون الى العفن، فالرسول (ص) يعلم علم اليقين لو وجد شخص أعلم وأهادى منهم لما دعى الى التمسك بهم، و فرض طاعتهم على الناس جميعا، إذن هم اشرف و أعلم مخلوقات الله بعد النبي.
فالرسول أرجع الناس إلى القرآن، و في نفس الوقت أرجع الناس إلى العترة، فجعلهم ــ العترة و القرآن ــ قرائن و في مقام واحد من حيث وجوب الإتباع وعدم المخالفة، إذن لهم مقاما محمودا ودرجة سامية لا يسعها لا ملك مقرب و لا نبي مرسل، كما للقرآن مقاما محمودا و درجة سامية.
(إن للإمام مقاما محمودا و درجة سامية و خلافة تكوينية تخضع لولايتها و سيطرتها جميع ذرات هذا الكون، و إن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب و لا نبي مرسل) الإمام الخميني << قدس الله سره>>
عدم افتراق العترة عن القرآن: يدل على أن العترة يجتمع في صدورهم جميع علوم القرآن ، فهم لا يحتاجون إلى من يفهمهم دينهم، و كل الناس يتجهون صوبهم ليتفقهوا دينهم ـــ بصفة اجمالية شؤون دينهم و دنياهم و ما يقربهم الى الله عز وجل ـــ، فهم ملاذ الإنسانية كلهم؛ نصراني مات مقلدا سيفه مع الإمام الحسين في كربلاء؛ فالنصراني قد عرف إن الإمام ملاذ لا ملاذ له من غير الحسين
قال له الإمام الحسين عليه السّلام: أنت في إذْنٍ منّي، فإنّما تَبِعْتَنا طلباً للعافية، فلا تَبْتَلِ بطريقنا.
أنظر ما قاله:
فماذا أجاب جون العقل الفاعل العقل المتحرر من قابلية الاستدمار؟ . لأنه تربى على يد الزاهد الرباني ابا ذر.
يا ابن رسول الله، أنا في الرخاء ألحَسُ قِصاعَكم وفي الشدّة أخذلكم؟! واللهِ إنّ ريحي لَنتِن، وإنّ حَسَبي لَلئيم، ولوني لأسوَد، فتَنَفّسْ علَيّ بالجنّة فتطيبَ ريحي، ويَشرُفَ حَسَبي، ويَبيضَّ وجهي، لا واللهِ لا أُفارقُكم حتّى يختلطَ هذا الدمُ الأسود مع دمائكم.
كيف يرى الفجّارُ ضربَ الأسودِ *** بالمشرفيِّ القاطعِ المهندِ
أحــــمي الخيارَ من بنـي محمـــدِ *** أذبُّ عنهم باللسانِ واليــدِ
أرجـــو بذاك الفوزَ يوم المـــوردِ *** من الإلهِ الواحدِ الموحَّـــدِ
إنّ ريحك يا جو ريح الجنة ، وإنّ حَسَبك لَطاهر ــ لأن من يموت مع الحسين يكون نسبه طاهر ــ، ولونك أبيض من الأبيض، بشرى لك الجنة بجوار النبي (ص)، و علي و فاطمة الزهراء و الحسن و الحسين و الأئمة عليهم السلام أجمعين.
<<فانظروا كيف تخلُفوني فيهما>>: هنا أمر للتطبيق لأن تكون الخلافة من بعده في العترة.
أهل بيت النبي خلفاء له: النبي محمد (ص) يتمتع بالصفات الإمامة و الولاية التكوينية، فالذي يخلفه يجب عليه أن يتمتع بصفاته، فهذه الصفات لا يتمتع بها إلا أهل بيته لأنهم قرائن القرآن لذلك أمر أن تكون الخلافة فيهم؛ فالولاية التكوينية فيهم.
النبي (ص) أراد أن تكون استمرارية الدعوة الى الله على خط مستقيم غير منقطع ــ النبي ، امير المؤمنين علي (ع) الحسن ، الحسين و من بعدة الأئمة عليهم السلام ــ، فاتت السقيفة و قطعت هذا الخط و وضعت نقطة نهاية له،ثم وضعت نقطة خط بدايته السقيفة فنبت في فترتها إسلاما جذعه اليهود و فرعه قريش، فلم ينتهي هذا الخط الى يومنا هذا.
إي فرد يستطيع أن تكون عنده الولاية التكوينية ولكن بشروطها: هل سمعت بأن فلان شهده أبن بلدته يحج وهو لم يذهب إلى الحج؟، هل سمعت بفلان يمشي فوق الماء؟، هل سمعت فلان يقطع مسافة بالمئات الكيلومترات في ثواني؟...
إنسان صالح قلبه مليء بالقرآن و ذكر الله و ليس له مال فدعى الله أن يحج فحج وهو في بلدته.
إنسان صالح يترقبه الأعداء صادفه نهر فدعى الله أن ينجيه منهم فأوحى له أن يمشي على الماء فقطع النهر مشيا.
سؤال كيف تتحقق الولاية التكوينية؟. فالجواب يكون بالدعاء، إذن فالولاية التكوينية دعاء.
هل كل دعاء يستجاب له؟.
سمع أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) رجلا يتكلم بما لا يعنيه، فقال يا هذا اِنما تملي على كاتبيك كتابا الى ربك). كشكول. بهاء الدين محمد العاملي ج1
قال رسول الله (ص):العلماء أمناء الرسل على عباد الله ما لم يخالطوا السلطان، فإذا خالطوه و داخلوا الدنيا فقد خانوا الرسل فاحذروهم. نفس المرجع.
عن عيسى (ع) قال: مثل العلماء السوء مثل صخرة وقعت في فم نهر لا هي تشرب الماء و لا هي تترك الماء ليخلص الى الزرع. نفس المرجع
في مناقب لأبن شهرآشوب روى جماعة عن خالد بن الوليد أنه قال: رأيت عليا يسرد حلقات درعه بيده و يصلحهافقلت: هذا كان لداود (ع) فقال: يا خالد بنا ألان الله الحديدلداود فكيف لنا؟.أنظر كتاب الولاية التكوينية للنبي و الأئمة ، آية الله الحاج الشيخ على النمازي الشاهرودي ، ترجمة و تحقيق محمد جعفر المدرسي
ورث سليمان الملك بالدعاء: { قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي انك أنت الوهاب} ص 35
فاستجاب الله دعاء سليمان ،قال تعالى: { فسخرنا له الريح تجري بأمره رُخاءً حيث أصاب * و الشياطين كل بناءٍ و غواصٍ* و ءاخرين مُقرّٙنين في الأصفاد * هذا عطاؤنا فأمنُنْ أو أمسك بغير حساب} ص 36 ـ 39
فقصة سليمان في كتاب الله تُفهمك أيها الوهابي معنى الولاية التكوينية ما عليك إلا الرجوع الى القرآن بعيدا عن تأثير ابن تيمية و الوهابية.
( وَلَقَدْ كُنْتُ مَعَهُ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ـ لَمَّا أَتاهُ المَلَاُ مِنْ قُريْشٍ، فَقَالُوا لَهُ: يَا مُحُمَّدُ، إِنَّكُ قَدِ ادَّعَيْتَ عَظِيماً لَمْ يَدَّعِهِ آبَاؤُكَ وَلاَ أحَدٌ مِن بَيْتِكَ، وَنَحْنُ نَسَأَلُكَ أَمْراً إِنْ أَجَبْتَنَا إِلَيْهِ وَأَرَيْتَنَاهُ، عَلِمْنَا أَنَّكَ نِبِيٌّ وَرَسُولٌ، وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ عَلِمْنَا أَنَّكَ سَاحِرٌ كَذَّابٌ.
فَقَالَ لهم ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ـ: «وَمَا تَسْأَلُونَ؟«.
قَالُوا: تَدْعُو لَنَا هذِهِ الشَّجَرَةَ حَتَّى تَنْقَلِعَ بِعُرُوقِهَا وَتَقِفَ بَيْنَ يَدَيْكَ. فَقَالَ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ـ: « إِنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فإِنْ فَعَلَ اللهُ ذَلِكَ لَكُمْ، أَتُؤْمِنُونَ وَتَشْهَدُونَ بِالْحَقِّ؟». قَالُوا: نَعَمْ.
قَالَ: «فَإِنِّي سَأُرِيكُمْ مَا تَطْلُبُونَ، وإِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكُمْ لاَ تَفِيئُونَإِلَى خَيْرٍ، وَإِنَّ فِيكُمْ مَنْ يُطْرَحُ فِي الْقَلِيبِ ، وَمَنْ يُحَزِّبُ الْأَحْزَابَ«.
ثُمَّ قَالَ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ـ: «يَا أَيَّتُهَا الشَّجَرَةُ إِنْ كُنْتِ تُؤمِنِينَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الْآخِرِ، وَتَعْلَمِينَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ، فَانْقَلِعِي بعُرُوقِكِ حَتَّى تَقِفِي بَيْنَ يَدَيَّ بِإِذْنِ اللهِ».
فَوَ الَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَاَنْقَلَعَتْ بِعُرُوقِهَا، وَجَاءَتْ وَلَهَا دَوِيٌّ شَدِيدٌ، وَقَصْفٌ كَقَصْفِ أَجْنِحَةِ الطَّيْرِ، حَتَّى وَقَفَتْ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ـ مُرَفْرِفَةً، وَأَلْقَتْ بِغُصْنِهَا الْأَعْلَى عَلَى رَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ـ، وَبِبَعْضِ أَغْصَانِهَا عَلَى مَنْكِبِي، وَكُنْتُ عَنْ يَمِينِهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ـ، فَلَمَّا نَظَرَ الْقَوْمُ إِلَى ذلِكَ قَالُوا ـ عُلُوّاً وَاسْتِكْبَاراً ـ: فَمُرْهَا فَلْيَأْتِكَ نِصْفُهَا وَيَبْقَى نِصْفُهَا.
فَأَمَرَهَا بِذلِكَ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ نِصْفُهَا كَأَعْجَبِ إِقْبَالٍ وَأَشَدِّهِ دَوِيّاً، فَكَادَتْ تَلْتَفُّ بِرَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ـ، فَقَالُوا ـ كُفْراً وَعُتُوّاً ـ: فَمُرْ هذَا النِّصْفَ فَلْيَرْجِعْ إِلَى نِصْفِهِ كَمَا كَانَ.
فَأَمَرَهُ فَرَجَعَ، فَقُلْتُ أَنَا: لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، إِنِّي أَوَّلُ مْؤْمِنٍ بِكَ يَا رَسُولَ اللهِ، وَأَوَّلُ مَنْ آمَنَ بَأَنَّ الشَّجَرَةَ فَعَلَتْ مَا فَعَلَتْ بِأَمْرِ اللهِ تَصْدِيقاً لِنُبُوَّتِكَ، وإِجْلاَلاً لِكَلِمَتِكَ.
فَقَالَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ: بَلْ سَاحِرٌ كَذَّابٌ، عَجِيبُ السِّحْرِ خَفِيفٌ فِيهِ، وَهَلْ يُصَدِّقُكَ فِي أَمْرِكَ إِلاَّ مِثْلُ هذَا! يَعْنُونَنِي).نهج البلاغة خطبة 192
<< و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض>>."يردا علي الحوض": تدل على استمرارية كتاب الله و العترة ــ أي الإمام ــ معا في الحضور "الزماكاني" الى يوم القيامة، يوم لا ينفعك محمد بن عبد الوهاب ولا ابن تيمية إلا من ركب سفينة النجاة و التي ربّانها عترة رسول الله(ص)؛ جعلهما (ص) لن ينحرفا عن بعضهما البعض، إذن فلا تخلو الأرض من كتاب الله و لا من الإمام الحجة "عجل الله فرجه الشريف"، فالولاية للعترة قال تعالى { إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون}. الآية
فكيف يكون الأئمة هم الواسطة في الإيجاد؟!و كيف يكون الائمة سببا للوجود؟! و كيف يكون الأئمة سببا في خلق الناس؟! و كيف يخلق الناس من اجل الأئمة و الله ــ سبحانه و تعالى ــيقول: { و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون} الذاريات 56 ، نعوذ بالله من هذه العقائد المنحرفة و البعيدة عن القرآن و السنة المطهرة.
أيها الوهابي الأئمة (ع) لم يقولوا للناس أعبدونا، و لكنهم يدعون الناس الى عبادة الله الواحد الأحد و يحررونهم من عبادة الفساق. انتم تحثون الناس أن يقبلوا بالحاكم الفاسق، الزاني، المستبد المجرم، المبذر لمال الأمة على شهواته الجنسية، أما الآية التي ذكرتها { و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون}، ليست هي جواب لتساؤلاتك و لكنها تنطبق عليك، و الآية التي تنطبق على الرافضة هي: { انما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون}، وهذه الآية نزلت في حق الإمام علي (ع)؛ الحكم عند الشيعة الذي يخدم الدين و الأمة، ليس الحكم لمن غلب، فهذه قاعدة استبدادية تذل الإنسان الذي يتمتع بقابلية الاستدمار.
( بنا اهتديتم في الظلماء، و تسنمتم العلياء، و بنا انفجرتم عن السرار، وقر سمع لم يفقه الواعية، كيف يراعي النباة من أصمته الصيحة، ربط جنان لم يفارقه الخفقان). نهج البلاغة
شرح كلمات الاِمام علي (ع): تسنمتم العلياء:ركبتم سنامها، ارتقيتم الى أعلاه . السرار ــ ككتاب ــ: آخر ليلة في الشهر يختفي فيه القمر، و هو كناية عن الظلام. وقر: صم. الواعية: الصارخة و الصراخ نفسه، و المراد هنا العبرة و المواعظ الشديدة الأثر و وقرت اذنه فهي موقورة، ووقرت كسمعت: صمت، دعاء بالصمم على من لم يفهم الزواجر و العبر. النباة: الصوت الخفي. ربطت جنانه رِباطة ــ بكسر الراء ــ: اشتد قلبه
لك دعاء الإمام السجاد (ع) لتعرف من هم الأئمة عليهم السلام. أنصحك أن تتدبر الصحيفة السجادية لتتحر من الوهم و تعيش الحقيقة.
<< و الحمد لله الذي أختار لنا محاسن الخلق و أجرى علينا طيبات الرزق، و جعل لنا الفضيلة بالمٙلٙكٙةِ على جميع الخلق، فكل خليقة منقادة لنا بقدرته و وصائرة الى طاعتنا بعزته.
و الحمد لله الذي أغلق عنا باب الحاجة إلا إليه، فكيف نطيق حمده؟ أم متى نؤدي شكره؟!لا، متى!.>>.
المٙلٙكٙةِ: الملك و السلطنة
لك هذا الحديث الشامل الكامل جوابا عن تساؤلاتك
( ومما يرشدك الى ما ذكرنا حق الإرشاد و يهديك كمال الهداية إلى طريق السداد ما حدثه صدوق الطائفة (ر) في عين أخبار الرضا (ع) بإسناده من مولانا و سيدنا علي بن موسى الرضا عليه آلاف التحية و الثناء عن آبائه عن مولانا علي بن ابي طالب (ع) قال قال رسول الله (ص):.
ما خلق الله خلقا أفضل مني و لا أكرم عليه مني قال علي (ع) فقلت يا رسول الله فأنت أفضل أم جبريل (ع)؟ فقال يا علي إن الله تبارك و تعالى فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين و فضلني على جميع النبيين المرسلين و الفضل بعد لك يا علي و للأئمة من بعدك و إن الملائكة لخدامنا و خدام محبينا يا علي الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم و يستغفرون للذين امنوا بولايتنا يا علي لولا نحن ما خلق الله آدم (ع) و لا حوا و لا الجنة والنار و لا السماء و الأرض فكيف لا نكون أفضل من الملائكة و قد سبقناهم الى معرفة ربنا و تسبيحه و تهليله و تمجيده ثم خلق الملائكة فلما شاهدوا أرواحنا نورا واحدا استعظمت أمرنا فسبحنا لتعلم الملائكة إنا خلق مخلوقون و انه منزه عن صفاتنا فسبحت الملائكة بتسبيحنا و نزعته عن صفاتنا فلما شاهدوا عظم شاننا هللنا لتعلم الملائكة إن لا اله إلا الله و إنا عبيد و لسنا بآله يجب إن تعبد الله معه او دونه فقالوا: لا اله إلا الله فلما شاهدوا كبر محلنا كبرنا لتعلم الملائكة إن الله تعالى أكبر من أن ينال عظم المحل الا به فلما شاهدوا ما جعله الله لنا من العز و القوة قلنا لا حول و لا قوة إلا بالله لتعلم الملائكة إن لا حول ولا قوة لنا إلا به و لا قوة إلا بالله فلما شاهدوا ما أنعم الله به علينا و أوجبه لنا من فرض الطاعة قلنا: الحمد لله لتعلم الملائكة ما يستحق الله وما يحق لله تعالى ذكره علينا من الحمد على نعمة فقالت الملائكة الحمد لله فينا اهتدوا إلى معرفة توحيد الله عز وجل و تسبيحه و تهليله و تحميده و تمجيده.) انتهى الحديث منقول من الكتاب: مصباح الهداية إلى الخلافة و الولاية، سماحة آية الله العظمى الإمام الخميني، ص 134
الولاية التكوينية: <<تعني القدرة على التسلط على الظاهرة الكونية>>
(عبدي أطعني تكن مثلي تقل للشيء كن فيكون). حديث قدسيقا